خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
بخصوص التعاون مع سائر الدول؛ يبدو أن “إيران” تبدي نوعًا من الخوف والقلق الدائم.. بعبارة أخرى وبالنظر إلى تجارب المجتمع الإيراني التاريخية؛ فإننا نُعاني رُهاب الارتباط مع الدول الأخرى، وهذا يؤدي إلى شيوع نوع من عدم اليقين في المجتمع؛ بحسب “یگانه شـوق الشـعراء”، في التقرير التحليلي الذي نشرته صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.
وحتى بعد عقد اتفاقية بين “إيران” و”الصين”؛ مدتها 25 عامًا، اعبترها البعض بمثابة بيع للدولة، وحين عُقدت اتفاقية مشابهة بين “السعودية” و”الصين” اعتبروها ذكاء سعودي.
قلق إيراني وإرتياب دائم..
لكن حقًا ما هو واجب المجتمع الإيراني تجاه “الصين” ؟.. في هذا الصدد قال “فرشــید فرزانگان”؛ الناشط الاقتصادي: “انعدام التوازن في العلاقات مع الغرب والشرق في الاقتصاد الإيراني، تسبب في بعض القلق للمجتمع الإيراني بأن التعاون مع الصين غير مرغوب”.
وقد جرى الإعلان عن أن “الصين” تعتبر المشتري الرئيس للسلع الإيرانية، يليها: “العراق، والإمارات، وتركيا والهند”. كذلك تحتل “الإمارات” صدارة الدول العربية التي تُصّدر سلعًا إلى “إيران”، يليها: “الصين، وتركيا، والهند، وألمانيا”.
بعبارة أخرى تلعب “الصين” دورًا رئيسًا في الواردات والصادرات الإيرانية. وأضاف: “الصين حاليًا قوة اقتصادية عالمية كبرى، وتوطد علاقاتها الاقتصادية مع الكثير من دول المنطقة. ورغم زيارة الرئيس الصيني مؤخرًا للملكة العربية السعودية؛ تُلفت الانتباه إلى التعاون بين البلدين، لكن عمليًا توطدت علاقات الصين مع دول: كالسعودية والإمارات؛ خلال العام الماضي، وهذه الدول تُعتبر من الشركاء الهامين للصين في المنطقة. لقد تمكنت هذه الدول من تدعيم وتطوير بُنيتها الاقتصادية التحتية بعوائد النفط، وحاليًا تحتل مكانة هامة في اقتصاد المنطقة وآسيا”.
لافتًا: “ونظرة على معدل النمو الاقتصادي السعودي؛ خلال السنوات الماضية، يُبيّن أن هذه الدولة تمكنت من تسجيل متوسط نمو أعلى من الدول الأوروبية، وهذا الأمر كان سببًا في ميل الكثير من الدول للتعاون مع الحكومة السعودية”.
التعاون الاقتصادي بين دول الخليج والصين..
وأردف عضو الهيئة الإدارية للغرفة التجارية “الإيرانية-الإماراتية”: “بعكس السائد لا ترتبط الدول العربية في المنقطة بالغرب فقط، لأن أداء هذه الدول على مدى العام الماضي أثبت عكس ذلك. فقد تحولت السعودية خلال السنوات الأخيرة إلى الشريك التجاري الأول للصين في المنطقة، وتستحوذ الإمارات على: 40% من الصادرات النفطية لليابان”.
مضيفًا: “والواقع أن استمرار هذه الأنشطة وتطوير التعاون دفع الدول كالصين إلى رفع حصتها التجارية مع هذه الدولة. وما يُثير الأهمية في زيارة الرئيس الصيني الأخيرة إلى السعودية ليس بداية التعاون؛ وإنما تطوير ورفع مستوى هذا التعاون”.
وتعقيبًا على حرص دول المنطقة على تطوير التعاون مع “أوراسيا” قال: “المؤشرات توضح أن الدول العربية كانت قد تمكنت؛ خلال الأعوام الماضية، من رفع مستويات التعاون مع روسيا وباقي دول المنطقة، وسعى الكثير من شركات الطاقة بدول أوراسيا إلى افتتاح مكاتب في السعودية والإمارات أو تقوية وجودها في هذه الدول. وعليه علينا تغيير نظرتنا حيال الأنشطة الاقتصادية لتلك الدول”.
التجار الإيرانيون تعمدوا الإساءة للمنتج الصيني..
بدورها؛ قال “آلبرت بغزيان”؛ الخبير الاقتصادي: “العلاقات مع الصين ليست سيئة، لأنها تُسّهم في استيراد جزء من السلع محل الاحتياجات الإيرانية، ونحن نُصّدر في المقابل جزء من منتجاتنا إلى الصين. ويبدو أن هذا التشاؤم حيال الصين إنما يرتبط بسلوكياتنا. يعني أنه ترسخ في عقول الإيرانيين أن السلع الصينية رخيصة الثمن وجودتها سيئة. وعليه حين يقررون إقامة تبادل اقتصادي مع الصين، يستدعون على الفور سوء جودة المنتج الصيني، في حين أن تُجارنا شوهوا سمعة السلع الصينية لأنهم أرادوا أن تُقدم الصين سلع أرخص وأقل جودة حتى يتسنى لهم بيع منتجاتهم بسهولة.
متابعة: “وهذا يُثبت أن بعض المنتفعين ظلموا المواطنين الإيرانيين. والمؤكد أن الصين تبحث عن المكاسب أيضًا، وعلينا أن نكون على وعي بهذه المسألة. في رأيي أن الدبلوماسية الاقتصادية موضوع هام؛ وأن علينا الاهتمام بالدبلوماسية الاقتصادية في علاقاتنا الاقتصادية مع الجميع ومن بينهم الصين. للأسف ليس لدينا دبلوماسية اقتصادية؛ بمعنى أننا لا نعرف ماذا نريد”.