يعد جهاز المخابرات من أهم الاجهزة الأمنية على مستوى العالم ، ولذلك تعمل معظم الدول على تقويته ويعتبر جميع الأفراد الملتحقين في أجهزة المخابرات من أمهرهم اذ يتم انتقائهم بعناية فائقة وتعتمد مهاراتهم في وقت الحرب أو السلم على جمع المعلومات الهامة لأي دولة معادية ، كما تعتمد على بث المعلومات الزائفة وتعرف باسم الحرب النفسية أو الحرب الباردة لزعزعة روح الخصم وكما هو معروف للجميع ان جهاز المخابرات الوطني العراقي الذي تأسس عام ٢٠٠٤ بديلا عن الجهاز السابق هو النواة الحقيقية لعهد ما بعد عام ٢٠٠٣ فتم بنائه بصورة تدريجية من خلال انتقاء العاملين فيه وبدأ مرحلة جديدة في التصدي لكل من حاول وعمل على تعكير الامن الداخلي ونجح في كثير من المهمات الصعبة وتفكيك الكثير من الخلايا الارهابية وعصابات الجريمة المنظمة واستطاع بوقت قصير ان يكون درعا حصينا للوطن مع باقي الاجهزة الامنية الاخرى . اليوم نشاهد ونلمس ان الجهاز تعرض الى عملية تدمير ممنهجه من خلال ترؤوس الطارئين عليه واتجه عمله الى قضايا ليس معني بها بل وصل الامر الى المتاجرة والحصول على الاموال بطرق غير قانونية من قبل بعض قيادته ، كما تدخلت جهات خارجية معروفة في صميم عمله كانت في السابق تحسب الف حساب عندما تريد ان تتقرب منه ،ادى ذلك الى الكشف عن الكثير من اسراره والتي تعتبر من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها . السنوات القليلة الماضية واعني بها حقبة الكاظمي كانت الاسوء في ادارة هذا الجهاز المهم اذ وصلت الامور فيه الى الفوضى والتخبط لا سيما ان بعض قادته انشغل بملذاته ومصالحه الشخصية وخير دليل على ذلك قيادة مفوض بالشرطة لأهم مفصل فيه .. اليوم جهاز المخابرات الوطني العراقي بدأ يتجه نحو الخطى المؤسساتية من خلال الاصلاحات الادارية والدعم للجهاز من خلال خطوة الادارة من قبل رئيس الوزراء من مستوى ادنى واشرافه عليه من اجل اعطائه الدعم والثقة بالذات وهي خطوة فعالة وفقا لما تسمى بالدراسات الادارية بالهندرة وتعزيز الاداء من خلال الاستدراك الاستراتيجي للمهام والواجبات والاعتماد على الكفاءات والخبرات وممن يتصفون بالنزاهة والولاء للعراق فقط ، وعلى اعلامنا الوطني ان يكون خير داعم وساند لمسار الجهاز المتجدد في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الجهاز ، وان يبتعد عن توجيه سهام النقد وكشف المعلومات والاسماء لاسيما ان كل شعوب العالم تفتخر باجهزتها الامنية السيادية ومنها جهاز المخابرات وتتغنى ببطولاته .. في الوقت ذاته نجد هناك اصواتا واقلاما خرجت عن الساحة الوطنية وعملت على الطعن به والانتقاص منه وهذا ما يريده العدو ..
في كل ما تقدم نجد ان الزمن الصعب قد انتهى ، وبدأ مسار وطني جديد ، وهنا اقف اجلال امام مسار الجهاز الجديد لمواجهة التحديات بالثبات على السلوك المهني والمبادئ الوطنية والامتثال للدستور العراقي الدائم لعام 2005 .
ان القيادة المتمرسة والمهنية تستطيع ان تلعق جراحها وتنهض مرة اخرى وبعزيمة اقوى في بنائه وفق أسس متينة ترهب به اعداء البلد والله من وراء القصد .