18 ديسمبر، 2024 6:00 م

العقل بحاجة لروايات يعيش ظروفها

العقل بحاجة لروايات يعيش ظروفها

كيف نرتقي بعقول الناس ولست انا بارقى منهم ونحن نسمع ما لا مشترك بين الامس واليوم ، ان استيعاب العقل لروايات خارج نطاق ما يعيشه اليوم من ظروف اجتماعية وعمرانية وحضارية وتكنلوجية كلها لها تاثير على مصداقيتها ، نعم كانت فكرة الخرافة هي السائدة على عقول الناس قبل الجاهلية ومن تغيرت الى فكرة الاسطورة والاساطير ، ثم بدات فكرة العرفان وهي الفترة الاسلامية ، وبسبب العرفان استغلت الدولة الاموية هذا المجال الفكري الذي تم احاطته بالتقديس وعدم التكذيب والا التكفير استغلت هذا الظرف لتضخ بروايات كاذبة اخذت مجالها في عقلية المسلم .

هنالك روايات يصعب تصديقها وذلك لصعوبة اثباتها وفي نفس الوقت لا يمكن انكار العرفان ، وبالنتيجة ما فائدة تداولها اليوم هل لتثبيت مكانة شخصية ما ؟ فان كان ذلك فاعلموا النتيجة معكوسة ولا تاتي باي اثر ايجابي فكري بل تصبح دليل نقد .

من هذه الروايات وانا استمع اليها وبلسان اغلب خطبائنا مع مؤلفات كثيرة تذكرها وحقيقة توقفت عندها وتتبعتها من مصدرها الرواية تقول

حدث إبراهيم عن أبي حمزة، عن مأمون الرقي، قال: كنت عند سيدي الصادق عليه السلام إذ دخل سهل بن الحسن الخراساني (إلى أن قال) فبينما نحن كذلك، إذ أقبل هارون المكي ونعله في سبابته، فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله، فقال له الصادق عليه السلام: إلق النعل من يدك واجلس في التنور، قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور، وأقبل الامام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها، ثم قال: قم يا خراساني وانظر ما في التنور، قال: فقمت إليه ورأيته متربعا، فخرج إلينا وسلم علينا، فقال له الإمام عليه السلام : كم تجد بخراسان مثل هذا؟ قلت: والله ولا واحدا، فقال عليه السلام: لا والله ولا واحدا، أما إنا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت. المناقب: الجزء (6)، باب إمامة أبي عبد الله الصادق عليه السلام، فصل في خرق العادات له عليه السلام.…. انتهى

لابدا براي السيد ابي القاسم الخوئي (قده) قبل راينا حيث يقول:  دلت هذه الرواية على قوة إيمان هارون المكي، وكمال انقياده له سلام الله عليه، ولكن الرواية ضعيفة لا يعتمد عليها.… الرواية ضعيفة ولا يعتمد عليها.

حقيقة اسال نفسي كثيرا هل يختبر الامام شيعته بالنار ؟ الم يرخص الامام شتمه حتى يحافظ على شيعته ؟ وهذا يعني ان الامام علي عليه السلام في يوم صفين لم يكن يعلم بماهية شيعته الذين يقاتلون معه ؟ هكذا روايات واخرى على شاكلتها يكررها النواصب للتنكيل بالشيعة الاثنى عشرية والقول انكم لستم محل ثقة امامكم .

الامر الاخر ان الامام الصادق عليه السلام عرضت عليه الخلافة وهو يعيش فترة سقوط الامويين وفوضوية العباسيين ولكنه رفضها ليس لان شيعته ليسوا قدر المسؤولية ولكن الجو العام للمسلمين غير مستعد لان يتقبل حكم الهاشمين بدليل من تصدى لهذا الامر من الهاشمين قتلوا وشردت عوائلهم ومن وقف معهم .

على شاكلة هذه الروايات كثيرة ولست بصدد التنقيح والتضعيف وما شابه ذلك ولكن اقول هنالك الكثير من الروايات التي تتحدث عن واقعنا وفيها الحلول والتحذير فاننا بامس الحاجة لها وليس بالخوارق التي اصبحت محل اهتزاز الايمان لدى الشباب الذي يعيش تقنية العصر اليوم ، وهذا يجعله لا يقبل هكذا روايات .