تشترك معظم الشعوب في جميع انحاء الارض في نسج القصص التي تحكي قصص ابطالها وتصويرهم بصورة البطل الذي لا يقهر وتروى كحكايات للكبار والصغار على حد سواء فالكبار يأخذون منها الحكمة والصغار يسرحون ويمرحون في جو الحكاية حتى يأسرهم النعاس وبعضهم يحلم انه بطل الحكاية وانه ذاهب الى ذلك الوحش الكاسر لينقذ اميرته ولربما يستفيق من حلمه الجميل بسقوطه من اعلى سريره وذهاب البطل ولعل اكثرنا يتذكر قصص ( السعلوه, والطنطل , وشكاك البطون) وغيرها من الحكايات التي كانت تروى لنا لإخافتنا.
والشعب البريطاني حاله كحال الشعوب الاخرى لديه الحكايات والقصص التي تحكيها الجدات او التي تمثل في مسارح العرائس التي كانت منتشرة في بريطانيا قبل اربعمائة عام والتي كانت من وسائل الترفيه قبل اختراع الراديو والبث الفضائي والانترنيت ومن اشهر هذه الشخصيات هي شخصية بنش وزوجته جودي الشخصية الرئيسية في مسرح العرائس آنذاك والتي لعبت دورا كبيرا في عالم الفكاهة . بنش ذلك الاحدب معقوف الانف دميم الخلقة ,البخيل الذي يحب نفسه فقط والذي يرتدي بذله ايطالية كلاسيكية. صاحب الطبع الحاد الذي هو في شجار دائم مع زوجته جودي المزعجة وولده وفي بعض الاحيان يقوم بضربهما وفي نهاية المشهد يقوم بتقبيلهما في حركات الهدف منها اسعاد الجمهور . والسيد بنش هذا كان يصنع من الخرق وبعض العلب الفارغة وتربط مع بعضها البعض بواسطة مفاصل متحركة ويقوم شخص ما بالاختباء خلف قطعة قماش ويقوم بتحريك العرائس بواسطه الخيوط يسمى محرك الدمى ولعل الكثير منا يتذكر مسرح العرائس في ثمانينيات القرن الماضي الذي كان يروي قصه القرصان ( بيل بو وعصابته الخطرة)الذي يبحر في بحر مصنوع من اكياس النايلون وبمرور الوقت اصبحت قصه بنش وجودي مثلا يضرب في كل شخص يحمل الصفات السيئة للمرحومين بنش وجودي.
اليوم قرأت الفاتحة ترحما على روح المرحوم بنش وزوجته جودي وهما يرقدان بسلام في مكان ما ولو كان هناك مسرحا للعراس في هذا الوقت لتم اختيار شخصيات من مجلس النواب العراقي وستكون هناك حكايات (الطنطل )الذي فضل نفسه على الاخرين و(السعلوه )التي تكذب وتكذب و(شكاك البطون )الذي يأكل مال الشعب وكراص(…) الذي هو بريء من كل التهم التي توجه اليه. وانا ارىهذا المجلس يقر قانون التقاعد المثير للجدل والذي يتضمن امتيازات كبيرة لا توجد في اكثر دول العالم عهرا .متحدين بذلك قوانين الارض والسماء والعدالة الالهية التي نادى بها محمد العظيم صلى الله عليه وآلة واحاسيس الشعب الذي اجلسهم على هذا الكرسي وهو الذي سيصوت قريبا ليجلسهم على (…)ومتناسين قرارات المحكمة الاتحادية ببطلان هذه الامتيازات والادهى من ذلك كله يخرجون على شاشات التلفاز ويكذبون بقولهم انهم ضد هذا القرار وانهم لم يصوتوا عليه . ولنا ان نتساءل هل ان احدب نوتردام ام شايلوك اليهودي الجشع قد صوت عليه ام ماذا . اعود واقول لهم انكم قد خنتم الأمانة وفرطتم بالوطن والشعب و (كلكم بنش وجودي)