بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 أقرت الأمم المتحدة أنشاء منظمة حقوق الأنسان للدفاع عن الأنسان في كل بقعة من بقاع الأرض ، في حال تعرضه للأضطهاد والظلم وأذا لحقه أي اذى وسوء حتى ولو كان بسيطا! ، فتقوم المنظمة بواجبها للدفاع عنه عبر وسائلها المتعددة والأعلامية تحديدا لفضح ذلك الأضطهاد والقهروالظلم 0 ومما لا شك فيه أن الشعوب الغربية تنعم بحياة أنسانية كبيرة بفضل دساتيرها تلك التي أقرت لها تلك الحقوق ، وهذا ما تفتقده الشعوب العربية على الرغم من وجود الدساتير! لدى أنظمتها الحاكمة ، والتي تفيض الكثير من فقراتها بالأنسانية وأحترام حق الأنسان بالعيش بسلام وأمان بأعتبار هذا الأنسان هو رأس المال الحقيقي ، ألا أن الحكام العرب لايلتزمون بتلك الدساتير ولا يعملون بها وأكتفوا بركنها على الرفوف! ، وفي حقيقة الأمر لم يكن أنشاء الدساتير لدى الدول العربية ألا من باب ذر الرماد في العيون! ، فكم من حقوق للأنسان العربي أنتهكت وتنتهك تحت ظل تلك الدساتير والأمثلة كثيرة جدا ويعرفها الجميع 0 ومن المفارقات المضحكة أن الحكام العرب لا يتذكرون تلك الدساتيرألا عند الحاجة لها وعندما تتعلق الأمور بمصالحهم في الحكم أو في فترة الأنتخابات الصورية التي يجرونها! 0 ولا ندري أين كانت منظمات حقوق الأنسان من كل تلك الأنتهاكات التي يتعرض لها المواطن العربي التي ملأت سمائنا وأرضنا طيلة العقود الماضية ولحد الآن تحت ظل حكوماتهم الجائرة! 0 وبودي أن يدلني شخص واحد على عمل ذي شيء يذكر قامت به منظمات حقوق الأنسان المنتشرة مكاتبها في كل بلدان العالم ، من أجل رفع الغبن والأضطهاد وأعادة ولو بعض الحقوق للملايين من البشر الذين يعانون من القتل والتشرد والتهجير وخاصة من الشعوب العربية؟! ، كما ونسأل ماذا فعلت وقدمت هذه المنظمة للشعوب التي تثور وتنتفض ضد حكامها الظلمة المستبدين ودكتاتوريتهم العمياء!؟ ، وعلى سبيل المثال ماذا فعلت منظمات حقوق الأنسان للأنتهاكات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على يد اليهود الأسرائيليين على مدى ثلاثة أرباع القرن من الزمان؟ وماذا فعلت وقدمت هذه المنظمة المسيسة! ، للعراق تحديدا الذي تعرض منذ تسعينات القرن الماضي الى أبشع الأنتهاكات للأنسان على يد أمريكا التي شنت عليه أقسى الحروب وأكثرها دمارا في نهاية القرن الماضي وبدايته ، وفرضت عليه أبشع وأقسى حصار تعرض له شعب في العالم من أجل تجويعه وموته !!؟ ، وماذا فعلت منظمات حقوق الأنسان لملايين البشر الذين يتضورون جوعا ويعانون من شتى الأمراض ويتعرضون للموت في الكثير من بلدان العالم وخاصة في أفريقيا! 0 أما قصة هذه المنظمة ، مع الشعوب العربية ففيها الكثير من الوجع والألم ، فقد أكتفت هذه المنظمة البائسة والمسيسة بالتفرج على مأساة الشعوب العربية التي تعاني الأمرين من ظلم وأستبداد حكامها ، وكل الذي فعلته هو أصدارها بيانات الشجب والأدانة وبأستحياء! كتعبير عن موقفها ورفضها لما تتعرض له تلك الشعوب! 0 وهنا لا بد من أن نذكر بأن العراقيين أستبشروا خيرا وفرحا عند سقوط النظام السابق بأعتبار أن سقوطه يمثل البداية الحقيقية لأعادة بناء الأنسان العراقي من جديد وفق مباديء الحرية والديمقراطية التي تحمل الكثير من المثل والقيم الأنسانية ، وأستبشرنا خيرا أكثر عندما كتبنا الدستور وصوتنا عليه كونه سيكون الضامن الأساس للحفاظ على حقوقنا الأنسانية ، ولكن الأحداث المرعبة والدمار الذي شهده العراق، والموت المجاني الذي تعرض له العراقيين منذ الأحتلال الأمريكي البريطاني الظالم للعراق ، كشف لنا حقيقة تلك المنظمة وزيف ما تدعيه ، حيث أنتهكت أنسانية المواطن العراقي بأبسط حقوقه وبشكل سافر ولم يسبق له مثيل وأكثر من ذي قبل! ، وامام صمت هذه المنظمة المسيسة وأمام سمعها وبصرها! 0 وبالتالي أرى وقد يتفق معي الكثيرين ، أن منظمة حقوق الأنسان هذه ، ما هي ألا كذبة كبيرة يراد منها تزيين الوجه القبيح لهذا العالم الذي تقوده أمريكا بكل شرورها وغطرستها والذي يحمل الكثير من القبح والظلم في واقعه الحقيقي0