24 ديسمبر، 2024 2:32 ص

الى السيد مقتدى الصدر … عندي الحل

الى السيد مقتدى الصدر … عندي الحل

لا نعلم ما هو حجم الاحباط الذي الم بك حتى تقرر اعتزال العمل السياسي وغلق كافة المكاتب التابعة لكم ، لكننا نعلم ماذا تعني قاعدة التيار الصدري او الاصح (الخط الصدري) ونعلم كيف اسر قلوبهم ابيك القائد السيد محمد الصدر ، لا بالمال ولا بالجاه بل بالاخلاص الخالص لله ، وكيف اعاد هذا الرجل الخالد الثقافة الدينية الى العراق بعد ان فقدت في عقود مضت وتاهت بين البعثيين والشيوعيين والقوميين وبقيت حبيسة النجف الاشرف قبل ان يأتي (قدس) ويكشف عنها الغطاء بثورة عارمة اجزم انها فاقت ثورة العشرين انتصارا ورسوخا واخلاصا .
كما اننا نعلم (واقولها بكل صراحة) كيف لوثت السياسة سيرة هذا الخط الخالد ، وان من دخل عالم السياسة عن طريق التيار الصدري لم يكن ممثلا لهذا التيار بل ممثلا لنفسه ولم يقدم ما يستحقه شعب فقير اغلب مؤيديه من التيار الصدري في حكومة كل الوزارات الخدمية بيد التيار الصدري فكانت النتيجة فشل خدمي بكل مفاصل الدولة ، في مقابل نواب احتلوا الفضائيات تشهيرا بأترابهم من السياسيين وهم لا يختلفون عنهم ، بدليل تصويتهم على قانون التقاعد الموحد ، او بالاحرى تصويتهم على مصالحهم الشخصية .
ربما انا اختلف معكم فيما ورد في بيانكم من ان البعض اساء لآل الصدر والخط الصدري ، لان هذا الخط لا يمكن لاحد ان يسيء اليه لمجرد انه منتسب او انتسب مؤخرا اليه .
اذكرك سيدنا بملحمة النجف الاشرف … وكيف اثبت ابناء هذا الخط الشريف اخلاصهم ومتاجرتهم مع الله سبحانه فتركوا نسائهم واهلهم واموالهم ومصالحهم ، ليعيدوا ثورة الامام الحسين وينتصروا لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، على اكبر قوة في العالم ويذلوها ويجبرونها على الاستسلام … واسألك يا ابن الطيبين : من وقف معك حينها ، بعد ان هرب الجميع من النجف ؟ انه ابن الخط الشريف الشيخ قاسم الطائي الذي اثر ان يبقي مكتبه الوحيد بين المراجع مفتوحا للمقاتلين ويأمر اتباعه بالانخراط بجيش المهدي ، ويفتي بالجهاد باكثر من عشر فتاوى بل افتى بان المعركة لا تحتاج الى فتوى باعتبارها تندرج ضمن الجهاد الدفاعي ، وان تقر عينه برؤية دمائهم مختلطة مع دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن امير المؤمنين .
لكن للاسف الشديد بدلا من ان تضع يدك بيد من وقف معك في الشدة ، ذهبت الى من لم يقف معكم ومع هذا التيار البطل ، بل انك لم تتطرق الى مواقفه بالمرة ، مع اني اجزم بان هذه المسألة لم تأتي منكم انما اتت من مستشاريك الذين كانت كل نواياهم الصعود على اكتاف هذا التيار من خلالكم .
ان قراركم بالاعتزال الذي لم يكن مفاجئا لنا لم يأتي من فراغ وهو معبر عن حجم الالم في داخلكم من الذين اساؤوا للتيار ، لكن يا سيدنا الحلول ما زالت بايديكم ، واعلم بان ابناء هذا الخط الخالد ليسوا من الذين كانوا من اتباعكم فحسب ، انما نخبة هذا الخط من الاوليين وممن ناصروا ابيك (قدس) بقوا متفرجين على هذا المخاض العسير اسفين على ما يجري وعلى من يصعد اعواد المنابر ويقول بالتمثيل لهذا الخط الخالد .
ان واجبكم اليوم يا ايها السيد الطيب ، هو ان تقر اعين القائد الشهيد السيد محمد الصدر وان تلملم شتات هذا الخط الشريف بعد ان فرقته السياسة ، وان تضع يدك بيد المخلصين ممن بنوا هذا الخط لا مع المتسلقين عليه ، فسماحتك جربت الجميع ولم يبقى الا الشيخ الطائي ، وسوف ترى النتائج ، اذ ان هذا الشيخ لم ولن تسجل عنه اي نقطة سلبية ضد هذا التيار وضد البلد ، واعلم يا سيدنا ان اتحادكم معه سوف يشكل قوة سوف تعيد للعراق هيبته ، لانكم يا سماحة السيد تمثلون الجانب الروحي لابناء التيار الصدري والشيخ الطائي يمثل العقل والحكمة … نصركم الله