ما من حزب او ايديولوجية او مدرسة فكرية او مذهب او دجل وتطرف الا ويستمد ما يريد ان ينادي به من الله عز وجل عبر رسالاته وانبيائه ورسله فهنالك العبد الصالح ياخذ ما يامر الله عز وجل من خير وهنالك الشرير يبحث عن المحرمات والنواهي التي يحذر الله عز وجل عباده منها فيعمل على ترويجها .
حالما خلق الله عز وجل ادم في الجنة وليس على الارض جعل العلم هو المعيار لعلو الانسان مهما تكن الكلمات المهم ان الله عز وجل ميز ادم بالعلم (وعلم آدم الأسماء كلها ) وعليه رقي الانسان يكون بالعلم .
كل الانبياء عليهم السلام كان يعترض حياتهم عبد صالح او عبد ابق ، والابق بين ان ينكر الله عز وجل او ينكر ما انزل الله عز وجل على رسله ، الصالح مثلا : ” وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ” ، ” انَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى” ، ” أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ”
وهنالك اصحاب الافكار المنحرفة مثلا : ” قال فما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به” ، ” قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ”
أرسطو وأبولودورس الأثيني وأناكساجوراس هؤلاء الفلاسفة على سبيل المثال وليس الحصر هؤلاء استلهموا ثقافتهم من الديانة اليهودية مثلا لان جميعهم قبل الميلاد وعلى ضوء ما حملوا من ثقافة اضافة الى علوم الطب جاء النبي عيسى عليه السلام بعلوم وثقافة الهية ابهرتهم فتكونت ثقافة اخرى اعتمدها مثلا ألبينوس و ألكينوس وأليكسيكراتس وغيرهم
والامثلة كثيرة على هذه الشواهد عبر الرسالات السماوية حتى يومنا هذا ، فلولا الدين الذي هو الحياة لما تمكنت عقول البشر من التفكير فبعضها طبقا لفطرتها السليمة تاتي افكارها سليمة والعكس كذلك ، مسالة الاحزاب كلها بدون استثناء منذ ان ظهرت الى الوجود وبمختلف مسمياتها جاءت بسبب الدين سواء التمسك به والتبحر في علومه او استحداث النقيض له بسبب محاذير الدين لهذا النقيض. فلو قلت اليوم للعلماني دعك من الدين ولا تتطرق الى اية فكرة لها علاقة بالدين وهات ما عندك ؟ فانا اجزم لا يمكنه ان يقول جملة واحدة فيها فائدة للمجتمع لم يتطرق لها الدين ولكن يستطيع ان يقول ان كانت فيها ضرر.
ونجد الدوائر المعادية للاسلام والمتمثلة بالصهيونية المتبرقعة بمراكز البحث والمنتديات وبوسائل الاعلام التي تروج الى افكار بحجة خدمة الانسان ومسايرته حسب تطلعاته الدنيوية حتى يقصم عقله على ظهره وليكون عنصر فاسد في المجتمع .
هذا الاسلوب مثلته الماسونية بافضل صوره وقد جندت النساء ورجال الدين المزيفين وقادة سياسيين من اجل افساد المجتمع البشري ، ولو بحثتم عن افكارهم ستجدونها وليدة تحذيرات الايات القرانية للعباد .
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله نشطت هذه الحركات الحزبية (كُلُّ حِزْبٍ بمَا لَديْهِمْ فَرِحُونَ) وبدات تظهر مدارس ومذاهب وحسب تصنيفاتها سواء كانت فقهية او ادبية او لغوية او علمية ، وكلها تستمد ما تريده من الاسلام وكما اشرت بعضهم من الصالحين وبعضهم من الطالحين .
تعريف الدين حسب قراءتي عنه وبعيدا اللغوي والاصطلاحي فكلمة دين قرنت بشريعة سماوية انزلها الله عز وجل ، وعليه الدين هو تشريع سماوي ينظم علاقات الانسان الاربع مع الله ومع نفسه ومع المجتمع ومع الموجودات الاخرى ،
علاقة العبد مع الله من عبادات وغيرها هي مسؤوليته ولا احد له حق في ارغامه على عبادة معينة مسيح يهود مسلم غيرها ، ولكن باب النقاش العلمي والنصيحة هذا امر اخر ، ولكن تبقى حرمة الانسان مصونة طالما انه لايؤذي الانسان
وعلاقته مع نفسه ايضا له الحرية في ذلك بشرط ان لا يتجاوز على الذوق العام فهنالك اعراف وتقاليد سليمة يجب ان يلتزم بها الفرد طالما انها لا تخالف الشرع .
اما العلاقة مع الفرد هنا جوهر القضية والفكر، العدالة تتحقق بالقانون العادل الذي لا يتجاوز على الشرع
المتطرفون لا كلام لنا معهم ولايمثلون اي رسالة سماوية والاسلام بالذات يتبرا منهم علنا فلا يصح ادانتهم باعمال داعش مثلا ، واما المتطرفون العلمانيون فهؤلاء يتم ادانتهم لانهم يدعون بخلاف ما يفعلون فاذا كانوا يتحدثون عن الحرية فلماذا لا يسمح لرجل الدين ان يقود المجتمع ؟