13 يوليو، 2025 11:39 م

“إيران” و”أميركا” .. ووهم دبلوماسية كرة القدم !

“إيران” و”أميركا” .. ووهم دبلوماسية كرة القدم !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بعد المباراة التاريخية عام 1998م؛ والتي انتهت بفوز المنتخب الإيراني، وقعت “إيران” في نفس مجموعة “الولايات المتحدة”؛ للمرة الثانية، في منافسات “كأس العالم”.

وفي لحظة مجيدة للأميركيين ومؤلمة بالطبع للإيرانيين؛ سجل “كريستيان بوليسيتش”؛ هدف في شباك حرس المرمى الإيراني؛ “علي رضا بيرانفاند”، وفازت “الولايات المتحدة” في المباراة أو (مباراة إما أن تفعلها وإما أن تموت)، بهدف مقابل لا شيء؛ كما يستهل “سيد رحمان موسوي”، الأستاذ الزائر بجامعة “بهشتي”؛ تحليله المنشور على موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من “وزارة الداخلية”.

وقد كانت الشوارع الإيرانية؛ قبل ذلك، تحتفل بذكرى ما قبل (24 عامًا)؛ حيث فاز المنتخب الإيراني في مباريات “كأس العالم”؛ بـ”فرنسا”، على الفريق الأميركي.

آنذاك؛ كتبت صحيفة (لوموند) الفرنسية: “كانت الساعة الواحدة والنصف في إيران؛ حيث تحولت شوارع العاصمة الإيرانية إلى موجة من الفرح؛ حين أطلق حكم المباراة صفارة نهاية المباراة”.

وفي “الدوحة”؛ وبدورة مصيرية التقى الفريقان الإيراني والأميركي مجددًا في منافسات كأس العالم تمهيدًا للتأهل للدور التالي من “كأس العالم 2022م”، على “استاد الثمامة”.

في العام 1998م؛ كان فوز المنتخب الإيراني بهدفين مقابل هدف للمنتخب الأميركي، أكثر من مجرد فوز في مباراة، كان انتصارًا سياسيًا حتى، وإن بدا أن العلاقات بين البلدين في طور التحسن.

آنذاك قال مرشد الجمهورية: “تذوق المنافس المتغطرس مرارة الهزيمة”. وعلق الرئيس الإيراني آنذاك؛ “محمد خاتمي”، بعبارة ذكية قائلًا: “هذا النصر رمز الوحدة الوطنية”. وبعدها بسنوات؛ اعترف المرشد الإيراني، بينما كان يقبل جبهة اللاعب؛ “حميد رضا استيلي”، صاحب أحد الهدفين: “لم أرد أن أبقى مستيقظًا وأشاهد المباراة، فقد كان الوقت متأخرًا، لكن بعدما شاهدت بضع دقائق من المباراة قررت أن أشاهد حتى النهاية”.

تقارب البلدين..

في مطلع العام 1998م، كان الرئيس؛ “خاتمي”، يبذل أقصى جهوده لتحطيم جدار عدم الثقة بين البلدين. وكانت “مادلين أولبريت”؛ وزيرة الخارجية الأميركية، تشاهد المباراة في الاستاد، وأكدت صبيحة يوم المباراة أن “الولايات المتحدة” تستطيع أن ترى آفاق علاقات مختلفة مع “إيران” منذ تغيير النظام عام 1997م.

الفريق المنافس..

قبل اللقاء الصيفي في مدينة “ليون”، رفض اتحاد الكرة قبول دعوة إقامة مباراة تمهيدية في ولاية “كاليفورنيا”؛ الموطن الأكبر للأميركيين من أصل إيراني.

في المقابل؛ أقام المنتخب الإيراني؛ في آذار/مارس 1998م، معسكر تدريب في “بريطانيا”، وصور “جمشيد غلمكاني”، المخرج الفرنسي-الإيراني، أول وثائقي باسم: (إيران، وكرة القدم، والتجارة)، وفيه عقد الآمال على توقيع اتفاقية للتصوير مع السفير الإيراني.

وطوال مباريات “كأس العالم”، صور فيلمه الثاني في معسكر المنتخب الإيراني، وكان بعنوان: (إيران، وكرة القدم، لعبة للجميع)، ومن منظوره: “لم تكن الجوانب الجيوسياسية للمباراة بين إيران وأميركا تحظى باهتمام المتابعين واللاعبين، وإنما باهتمام الحكومتين الإيرانية والأميركية”.

وسمع هذا المصور الإيراني المنفي من أحدهم؛ قوله: “نحن لا نهتم بكرة القدم. نحن هنا لنقول لوسائل الإعلام الغربية إن الإيرانيين ليسوا دائمًا أصوليين، وقتلة وإرهابيين”.

وفي يوم المباراة القت القوات الفرنسية؛ في “ليون”، القبض على: 07 من أنصار حركة المعارضة الإيرانية؛ (مجاهدي الشعب)، يُعلق السيد “غلمكاني”، بقوله: “أطلقت (مجاهدي الشعب) حركة المعارضة الأساسية في الخارج مظاهرات سرية، وبعضهم دخل الملعب ورفع صورة المرشد وهتفوا ضده والنظام الإيراني”.

أبطال العام 1998م كانوا موضوعًا للدعاية..

منذ ومن شاهد طفل يبلغ من العمر: (11 عامًا) بمدينة “سن خوزه”، بولاية “كاليفورنيا” المباراة بصحبة والديه الإيرانيين.

وبعد مرور (15) كان “استیون بیت آشور”؛ البالغ من العمر حاليًا: (35 عامًا) أول “إيراني-أميركي” يرتدي قميص المنتخب الوطني الإيراني. يضحك هذا الرجل الذي كان لاعبًا ماهرًا حتى العام 2007م، ويقول: “كانت مباراة حماسية ومثيرة. كانت بالنسبة لي لعبة المصالح المشتركة”.

وفي العام 2014م؛ حصل “بيت آشور” على دعوة من المدرب البرتغالي؛ “كارلوس كيروش”، للمشاركة في “كأس العالم”؛ بـ”البرازيل”.

وفي أول مبارياته حظى باستقبال حافل، وترددت الشعارات من المدرجات: (مرحبًا بإيران) أثناء نزوله الملعب، يقول: “لم أجرب هكذا شعور من قبل، كان ذلك بمثابة فخر أن يردد هؤلاء الشباب اسمي”.

والحقيقة أن دبلوماسية كرة القدم قد تكون أحيانًا مبالغة في التقدير، لكن غالبًا لا تكون أكثر من مجرد رمز أو دعاية. والمباراة الجديدة بين “إيران” و”أميركا” في “كأس العالم” لن تكون بديلًا عن المفاوضات الواقعية، بغض النظر عن الفائز.

وكان الأميركيون قد التقوا في “الدوحة” وفد “إيران” للتفاوض بشأن الملف النووي، وبعدها: بـ 06 أشهر لم يتطرق قادة المنتخبات الإيرانية والأميركية للحديث عن التخصيب (اليوانيوم) من عدمه، وإنما دار الحديث بالأساس عن كرة القدم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة