19 ديسمبر، 2024 1:52 ص

السوداني في طهران، متى يكون في أنقرة..!!

السوداني في طهران، متى يكون في أنقرة..!!

تشكّل زيارة محمد شياع السوداني لطهران،فرصة لنزع فتيل أزمة مفتعلة،أرادت طهران بها تصديرأزمتها الداخلية الى الخارج،فكانت تهديدات قائد الحرس الثوري بإجتياح شمال العراق في كردستان ،للقضاء على المعارضة الإيرانية المتواجدة في أربيل والسليمانية،بعد تحشيد حشودات عسكرية هائلة ،على الحدود بين البلدين، وسبقه قصف إستمر لأيام بالصواريخ والطائرات المسيرة، لمقرات أحزاب المعارضة الإيرانية في السليمانية وأربيل،سبقت الزيارة تواجد رئيس إقليم كردستان العراق، السيد نيجرفان برازاني الى بغداد، وإجتماعه بالسوداني والإطار التنسيقي، وتم الإتفاق على نشر قوات عراقية مشتركة، على طول حدود الإقليم مع إيران،ونزع سلاح المعارضة الايرانية ووقف عملياتها العسكرية من داخل العراق، مقابل تفعّيل (المادة140) ،ولقي هذا الإتفاق ترحيباً إيرانياً،لهذا ستكون زيارة السوداني لحلّحلة الأزمة، ومنع عودة القصف لمحافظتي اربيل والسليمانية، وسحب حشودها من الحدود معها،ولكن هل تنتهي الازمة بين الاقليم ، وتحديداً( الحزب الديمقراطي الكردستاني)،وبين إيران،نعتقد أن الأزمة لن تنتهي، فالمعارضة الايرانية العاملة داخل العراق لن تتوقف، ولكنها ستنتقل الى الداخل ،في وقت لاحق، بل هي موجودة أصلاً، وعوائلهم فقط هم في داخل العراق،هذا أولاً، وثانياً المعارضة الايرانية، لاتأتمر بأوامر الإقليم ولاتخضع لإملاءاته ، فهي مستقلة وتعمل في الداحل كقيادة موحدة ، وظهر قادتها على الفضائيات يتحدثون من خارج الإقليم ، وهذا دليل على إستقلاليتها من الإقليم وغيره، ولا أحد له نفوذ عليها، بمعنى أنّ إيران فشلت في تصدير أزمتها لإيقاف الغضب الإيراني، في المدن الايرانية ،الغالبيتها أكراد ثائرون ضد النظام،وما زيارة السوداني التي لاقيمة لها أمنياً،وعسكرياً، إلاّ تسويق سياسي وإعلامي لطهران ،فالآزمة إنتهت قبل أن تبدأ وحققت أهدافها السياسية على الشارع الايراني ،،فلا معارضة إيرانية تهدّد أمن إيران ولاهم يحزنون،لهذا وبنفس السياق نطالب السوداني ،زيارة أنقرة واللقاء بالرئيس رجب طيب اردوغان، لمنع شنّ عدوان برّي واسع  داخل أراضي العراق،للقضاء على حزب العمال الكردستاني، والذي يهّدد به وسينفذه خلال أيام ،فهل يستطيع السوداني منع حزب العمال الكردستاني البككا، من تهديد أمن تركيا القومي، كما منع الاقليم أحزاب المعارضة الإيرانية من تهديد أمن إيران،ونزع فتيل الازمة مع تركيا،بعد سلسلة يومية من القصف الجوي، لمواقع البككا في جبال قنديل وسنجار وغيرها،أعتقد الأمر أكبر من السيد السوداني،لآن الأمر هنا يختلف عن معارضة إيران، وأقصد به ، ملف حزب العمال الكردستاني، الذي تشترك به دول إقليمية ودولية هي أمريكا وإيران وتركيا وروسيا، وداخلية بين الاقليم والمركز (تطبيق إتفاقية سنجار)، لهذا فملف سنجار أعقد بكثير ،ولكن الحلول ليست غائبة، بل حاضرة، ولكن النوايا والمصالح تعترضّها، كل من زاويته الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية،فتركيا لها مشروعها في العراق وسوريا، وهو القضاء على المعارضة الكردية في شمال سوريا والعراق التي تهدد أمنها القومي بقو ة، أعلنها صراحة امس الرئيس اردوغان، وقال (لاننتظر أحد كي نأخذ الموافقة منه في شنّ الهجوم الذي يهدد أمننا القومي، ولن يستطيع أحد منع تركيا من الهجوم)،ونحن من يقرر الهجوم ووقته،بمعنى تركيا ماضية بهذا المشروع، ومايخص العراق ، والهجوم على أراضيه يتطلّب موقفاً دولياً،فأمريكا تعترض على هجوم أردوغان على (قسد) في سوريا ،وتتفق وتوافق على هجومها على البككا في العراق، وهذه إزدواجيتها المعروفة،حيث حلفاؤها القوات السورية الكردية ( قسد)،تزودهم بالسلاح وتدعمهم سياسيا وإعلاميا، وتطالب أردوغان بتأجيل الهجوم عليه،لآنه يشكل خطراً على هروب سجناء داااااعش في الحسكة وغيرها في مخيم الهول ،فيما سيكون الهجوم التركي على شمال سورية ،فرصة لإنتعاش داااعش هناك وإستثمار الهجوم لصالحه، مستغلاً إياه لعمليات عسكرية وانتشار وهروب من من السجن الكبير وتمرد ووو، بمعنى هجوم تركيا (على قسد)،الرابح الاكبر منه هو داعش فقط، وهذا ما تريده أطراف دولية وإقليمية ،لتفجير الأوضاع هناك ،وخلط الاوراق على النظام السوري وروسيا هناك،نعتقد أن ضرورة الحوار مع تركيا ،لتفويت الفرصة على من يتربّص لإشعال فتيل حرب في العراق والمنطقة، للتغطية على أزماته ومصالحه ومشاريعه المهددة بالزوال ،فالاوضاع الدولية تكشف عن متغيرات دولية مرتقبة، ربما تغير شكل المنطقة، تقود هذه التغييرات الإدارة الامريكية،متجهة الى تنفيذ مشروع بايدن – برنارد لويس، في التفتيّت والتقسيم، وقد بدأه في العراق ،المقسّم طائفياً الآن دون إعلان ذلك،و لاتخطيء العين مايجري في المدن الإيرانية، بدعم وتنفيذ ودعم أمريكي وأوروبي وبشكل علني ،وتواجدها في سوريا وإقتطاع أجزاء من سوريا بالإتفاق مع تركيا، ودعمها للقوات السورية (الخاصة قسد) هناك للإنفصال عن سوريا،ودعمها للحوثيين بالتمرّد ، أمريكا تقود مشروعها في الشرق الاوسط بنجاج، من أوكرانيا الى الحديدة الى بغداد والحسكة وشمال سوريا الى عمق التظاهرات الإيرانية، أمريكا تلعب اللعبة القذرة ،وهي إشعال الحرائق الطائفية في الشرق، لتتفرّج عليها، ويكون وقودها الابرياء من شعوب المنطقة، هذا هو مشروعها الأوسخ الكبير،إضعاف الدول، وتفقيرها وقتل أبنائها ،واحتراب قومياتها ومذاهبهم وطوائفهم ،المهم السيطرة على العالم وتحقيق مصالحها الإستراتيجية ،فبغض النظر عن الدور الإيراني التخريبي في المنطقة، وإنفلاتها أمنياً واعلامياً وسياسياً ، فمشروعها أفشلته أمريكا بإداراتيها ( ترامب – بايدن)، وهذا أكده مرشد الثورة الخامنئي،في أحدث تصريح له قال(أن الدور الايراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان ،نجح في هزيمة أمريكا ،من خلال من خلال وقف الاتفاق النووي وشروطه المهينه لايران)، وهذا إعتراف صريح ورسمي بقوة التدخل الايراني، الغيرقانوني في هذه الدول،وإخضاعها للقرار الإيراني،لذلك فالصراع الامريكي – الايراني اليوم في أعلى مستواه ، في عموم المنطقة، وتحول من الدول التي تسيّطر عليها إيران سياسياً وعسكرياً الى داخل ايران،أي أن أمريكا وحلفاءها حولوا المعركة الى المدن الايرانية، وتخلّوا عن مهاجمتها عسكريا وغزوها ،كما حصل في السيناريو العراقي، لأنهم لايريدون خسارة الشعب الايراني، اذا ما حصل غزو إيران عسكريا ،ووقوفه بجانب نظامهم فيخسروه، وهكذا نجحت أمريكا وحلفاؤها من نقل المعركة بيد الشعب الإيراني ، ودعمه بكل قوة أمنياَ وإعلاميا وسياسياً، من خارج إيران، وهو مانشاهده اليوم في عموم مدن ايران ، إذن المعركة بين أمريكا وحلفائها إنتقلت الى العلن ضد ايران في الداخل، تماماً كما قال محمد بن سلمان،( لن نترك إيران تأتي إلينا، سنذهب لها داخل إيران)، إذن هي معركة وجود،وإن إتخذت أشكالاً وألواناً غير ذلك،وما دلائل هذا التحوّل، إلاّ فشل العودة للإتفاق النووي الايراني في مؤتمر فيينا، وطرد ايران لوكالة الطاقة الذرية الدولية،والذي ألغاه الرئيس ترمب عام 2015، اليوم تدقُّ في المنطقة طبول الحرب ،ويسمع صداها العالم بوضوح، وما تواجد الأساطيل الأمريكية والإسرائيلية في الخليج ، وإجراء مناورات عسكرية هائلة محاكاة لضربة نووية ضد مفاعلات إيران ،الاّ علامات على حصول أمر ما ،هل هو تخويف لايران، ودعم للمتظاهرين ، أم لضربة إستباقية لمفاعلاتها ،هذا ما ستفصح عنه الأيام والأسابيع المقبلة حتماً،وإنّا معكم لمنتظرون…

أحدث المقالات

أحدث المقالات