خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
للمرة الأولى منذ توليه منصب رئيس الوزراء العراقي، يزور “محمد شيّاع السوداني”؛ “طهران”، وكان قد زار قبل ذلك “الكويت والأردن”.
ويتمتع “السوداني”؛ كما هو معروف، بعلاقات ودية قوية مع “إيران”، وهذا التقارب قد يُفضي إلى حل المشكلات بين الجانبين بشكلٍ أكثر سهولة.
مع هذا؛ ماتزال هناك بعض المشكلات العالقة، لاسيما في المجالات الاقتصادية. ومؤخرًا قدّم “السوداني” التهنئة إلى “طهران” بفوز المنتخب الوطني الإيراني على منتخب “ويلز” بهدفين مقابل لا شيء، وأثبت اهتمامه بالارتباط الشامل بين البلدين بشكلٍ أكبر من اهتمام الحكومات العراقية السابقة.
وفي هذا الصدد؛ أجرى موقع (خبر آن لاين) الحوار التالي مع: “حسن هاني زاده”؛ خبير شؤون الشرق الأوسط…
المشكلة الأمنية..
زيارة “السوداني” إلى “إيران”؛ في ضوء الأوضاع الراهنة، ينطوي على أسباب خاصة.
وهي الزيارة الأولى منذ توليه منصب رئيس الوزراء، ويضع على جدول أعمال هذه الزيارة عدد من الملفات الهامة، أولها: الملف المتعلق بالمخاوف الأمنية الإيرانية؛ بسبب الجماعات الانفصالية في “إقليم كُردستان”.
وتنتشر أكثر من: 50 قاعدة للجماعات الانفصالية في مدن: “دهوك، والسليمانية، وكركوك”، وهي تشتمل على مئات العناصر الإرهابية التي تسبب بوجودها على طول الشريط الحدودي الإيراني مع الإقليمي مشاكل أمنية لـ”الجمهورية الإيرانية”.
ولطالما حذرت “طهران”؛ خلال السنوات الماضية، الحكومة المركزية العراقية وكذلك قيادات “إقليم كُردستان العراق” من وجود هذه القواعد، لكن قلما كانت تعبأ الحكومات العراقية سابقًا بالمطلب الإيراني.
ومؤخرًا استهدفت القوات العسكرية الإيرانية؛ الفصائل في “كُردستان العراق”، بوابل من الصواريخ.
وقد وعد “السوداني” بنشر قوات من الجيش العراقي على طول الحدود مع “إيران”. وهذه خطوة إيجابية يجب تنفيذها.
المستحقات المالية الإيرانية..
الملف الثاني: يتعلق بمبلغ: 07 مليار، مبيعات “إيران” من “النفط والغاز” وخلافه لـ”العراق”.
ولأن “البنك المركزي العراقي” يعمل تحت إشراف الخزانة الأميركية، فلا يستطيع تسليم المستحقات المالية لـ”الجمهورية الإيرانية”.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين “إيران” و”العراق” حوالي: 13 مليار دولار، ومن المقرر أن يصل هذا المبلغ إلى: 30 مليار على المدى الطويل.
التدخلات التركية..
الملف الثالث: خاص بالمداخلات التركية في “العراق وسوريا”. وقد نفذت “أنقرة” عدد من الهجمات على البلدين مرارًا، وهو ما يُثير قلق العراقيين، ومن المتوقع أن يُناقش “السوداني” هذا الموضوع مع القيادات الإيرانية.
نهر “أروند”..
الملف الرابع: تجريف نهر “أروند”؛ من الموضوعات التي تحظى بالاهتمام، وفي حال تجريف هذا النهر من الجانبين، فسيكون من السهل على السفن التوقف في هذه المنطقة والحد من نسبة الخطورة.
ويحتاج تجريف هذا النهر الحدودي إلى تنسيق الجهود.
المباحثات “الإيرانية-السعودية”..
الملف الخامس: المباحثات “الإيرانية-السعودية”. وكان الجانبان قد عقدا خمس جولات من المفاوضات؛ لكن الأحداث الأخيرة ألقت بظلالها الثقيلة على هذه المفاوضات التي كان من المقرر أن تدخل المرحلة السياسية بعد تجاوز المرحلة الأمنية؛ حيث توقفت المفاوضات على خلفية التدخلات السعودية في الأحداث الأخيرة.
و”السوداني”؛ عازم على استمرار المفاوضات في “بغداد”، حتى يتخطى الجانبان مشكلاتهما، لأن ذلك سوف يُفضي إلى تقليل مشكلات “العراق”.
لأن النفوذ المعنوي الإيراني والسعودي في عدد من المناطق العراقية قد يؤثر على مصير هذا البلد. ومما لا شك فيه أن على “السعودية” إثبات حُسن النية.
والمعروف أن “الرياض” تُخصّص ميزانية سنوية: 50 مليار دولار للفضائية الإرهابية التخريبية؛ (إيران إینترنشنال)، وبالتالي يجب عليها إذا كانت تُريد الدخول في مفاوضات جادة مع “إيران”، قطع الدعم عن هذه القناة الفضائية.
وعن موقف الدول: كـ”السعودية والإمارات وأميركا”؛ من الحكومة العراقية، أضاف: “هناك اختلاف عميق في وجهات النظر بين أميركا والسعودية والإمارات من جهة؛ والسوداني من جهة أخرى. فالدول الثلاث تعتبره شيعي أصولي مقرب من إيران بالنظر إلى نشأته في أسرة شيعية مقربة من المرجعية العراقية، ولذلك فإنه يبدو مختلفًا عن الشيعي الليبرالي؛ مصطفى الكاظمي”.
ذلك لأن “السوداني” يعقد بقوة في المرجعية؛ ودور “إيران” في حل المشكلات العراقية، بينما كان “الكاظمي” يميل إلى “أميركا والسعودية”.
أضف إلى ذلك أن “السوداني”؛ هو اختيار جميع كتل وأحزاب “البرلمان العراقي”، ويتمتع بشعبية كبيرة بين أوساط الشيعة في “العراق”.