18 ديسمبر، 2024 11:18 م

مونديال قطر 2022 وأستفتاء التطبيع مع اسرائيل!؟

مونديال قطر 2022 وأستفتاء التطبيع مع اسرائيل!؟

تعتبر البطولات الرياضية العالمية الكبرى مثل الأولمبياد وبطولة كأس العالم لكرة القدم التي تجري كل 4 سنوات أشبه بكرنفال انساني وبشري يجتمع العالم كله من كل جنس ولون بكل مللهم ونحلهم تحت خيمة الرياضة بكل حب وسلام تجمعهم وتوحدهم لغة الرياضة التي هي من أجمل اللغات وأحلاها وأكثرها قبولا، بعيدا عن الصراعات السياسية والطائفية والقومية والعرقية والأثنية 0 لقد ضحكت الدنيا كلها لدولة قطربمليء الفم بعد أن أختيرت ، لتكون هي خيمة العالم وذلك بأحتظانها مونديال 2022 لكرة القدم 0 وبأعتبار أن خيمة قطر فتحت لتحتظن كل العالم بلا أستثناء ، أرادت أسرائيل أو هكذا أعتقدت! بأنها ستجد لها مكانا وسط هذا الكرنفال الأنساني والرياضي الكبير الذي يقام على أرض دولة عربية ، لا سيما وأن أسرائيل تسعى الى تطبيع علاقاتها مع دول المنطقة كلها ، هذا بعد أن طبعت أخيرا علاقاتها مع البحرين والأمارات ، وهنا لا بد من الأشارة بأن الدول التي طبعت علاقاتها مع الدولة العبرية وأقامت معها علاقات دبلوماسية هي ( مصر- الأردن- الأمارات- البحرين- السودان – المغرب)0 فتواجدت أسرائيل في مونديال قطر من خلال قناة 12 الأخبارية الأسرائيلية ولكن مراسلي القناة ، وقعوا في حرج كبير لربما لم يكن يتوقعوه! ، وهم يحاولون أجراء لقاءات مع الجمهورالعربي بعد المباراة ، حيث لم يقابلوا بالرفض من قبل المواطنين العرب فحسب! بل والهتاف لفسطين (( أسرائيل برا برا ، فلسطين تبقى حرة، والقسم الآخر رفع العلم الفلسطيني وراء المراسل الأسرائيلي ، حتى أن قسم من مراسلي القنوات العربية رفضوا فسح المجال للقناة الأسرائيلية وتم مضايقتها! ، وكان من أكثر الجماهير تشددا ضد مراسلي القناة الأسرائلية هم السعوديين! ، وكاد الرفض العربي للقناة الأسرائلية أن يخرج عن السيطرة! ، عندما كان مراسل القناة الأسرائلية يقول وبكل وقاحة ، أسرائيل أمر واقع وستبقى الى يوم القيامة! ، والجمهور العربي يردون عليه ، مافي أسرائيل ، في فلسطين وبس ، أرحلوا برا برا وفلسطين حرة عربية)) 0 أن مشهد رفض الجمهور العربي بعدم أجراء المقابلات مع القناة الأسرائيلية كانت أبلغ رسالة للحكام العرب الذين يفرضون على شعوبهم التطبيع مع أسرائيل ، دون رضا وقبول شعوبهم!؟ والسؤال هو من من الحكام العرب أستفتى شعبه في موضوع التطبيع مع أسرائيل؟0 أرى أن مشهد رفض الجماهير العربية بعدم أجراء أية مقابلة مع القنوات الأسرائلية وحتى رفض وجودها على أرض دولة قطر، بعث بأكثر من رسالة ! ، فهو ليس دليل على رفض التطبيع مع أسرائيل، وليس أستفتاء واضح وصريح للرفض العربي للوجود ألأسرائيلي فحسب ، بل الأهم هو رسالة عدم رضا تلك الشعوب لسياسة حكامهم في موضوع التطبيع مع أسرائيل!0 وأذا قال مراسل القناة الأسرائيلية ، أن أسرائيل أصبحت أمر واقع والى أبد الآبدين ! ، فعليه أن يعلم هو ومن طبع علاقاته مع أسرائيل من الحكام العرب الخونة! ، أن مقاومة الأحتلال الأسرائيلي من قبل الفلسطينيين ، ورفض الوجود الأسرائيلي وعدم الأعتراف بالدولة العبرية من قبل كل الشعوب العربية ، هو الأمر الواقع والذي سيبقى مادامت أسرائيل مغتصبة للحق الفلسطيني ، وهو الحقيقة التي في قلب وعقل كل مواطن عربي شريف ، بعيدا عن بهرجة الأعلام وتطبيل المطبلين من قبل بعض ضعاف النفوس! ، أن طريق النضال الفلسطيني رغم أنه شاق وطويل ألا أنه لن ولم يتوقف مهما طال الزمن ، رغم التآمر العربي على القضية الفلسطينية ورغم دعم أمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب لأسرائيل 0 أخيرا نقول ، شكرا لقطر وشكرا لمونديالها الرائع والكبير وشكرا لأستفتاء مونديال 2022 النزيه والواضح والديمقراطي الذي جاء بلا موعد وبدون ترتيب ، الرافض ليس للتطبيع مع أسرائيل فحسب بل الرافض لوجودها أصلا !؟0