درج المسؤولون منذ العام 2003 على ملئ الساحة الإعلامية بضجيج وصخب لا يتناسب وحجم المشاريع المقترحة ولا يتناسب ايضا مع الاهمية النسبية لتلك المشاريع والتي تتحول بمرور الزمن إلى وهم يطرز موقع المشروع بحجر الأساس أو لافتة لا غير ، وقد امتلأت اسماعنا بعشرات الآلاف من تلك المشاريع والتي تم سرقة تخصيصاتها دون خوف أو خجل ، وبحسب تصريح السييدة ماجدة التميمي أن هناك 6000 آلاف مشروع وهمي للفترة من 2006 — 2014 كلفت الخزينة مبلغا يتجاوز ال .350 مليار دولار لم يكن لها وجود على الأرض وأختفت تخصيصاتها ، في الوقت الذي يصرح به المسؤولون الحزبيون والمسؤولون الرسميون بكل تلك التصريحات الرنانة من أنهم يريدون بناء دولة ، والسؤال من هدم الدولة .؟ ألستم أنتم ، وهل يصح أن يبني من سعى للهدم .؟
أن التاريخ سجل بكل حيادية لكل الحكومات التي تعاقبت على إدارة العراق منذ تأسيس دولته عام 1921 حتى عام 2003 مساهمة في بناء جزء من تقدمه وجزء من قوته التي كانت تقف وراء سيادة بلد لم يستطع أي من الجيران التجاوز عليها ، والسبب واحد لا منافس له الا وهو الوطنية الحقة والنزاهة الصرفة ، وأود بهذه المناسبة أن أذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الشخصيات النزيهة التي كانت وراء نهوض الصناعة في العراق ، منهم الاستاذ المرحوم خير الدين حسيب والاستاذ اديب الجادر ومن مول النهوض الصناعي الاستاذ محمد سلمان حسن وكانت افكار الاستاذ عبد العال الصكبان تقف وراء تدوير الرأسمال الحكومي ليتوج بمشاريع جديدة تعمل على سد الحاجة اليومية للمواطن العراقي ، ولم نسمع يوما أن عن جريمة باختلاس المال العام ، كما هو جار اليوم حيث تم منذ العام 2004 ولغاية تاريخه ما يناهز التريليون دولار وسط صخب اعلامي سنوي عن إعداد الموازنة وتنفيذ بنود الميزانية وآخرها لا حسابات ختامية ولا مشاريع إلا تلك المشاريع الوهمية ….