القطط؛ من الحيوانات الأليفة، لكنها سرعان ما تنقلب إلى لص في حالة الجوع؛ تنتشر في كل مكان، في البيت ، والمؤسسات الحكومية، والشارع، والمقهى ؛ أينما يتواجد الطعام، وتنبثق رائحة اللحم، وليس لها من الفوائد ما يذكر، فهي حيوانات تأكُل، ولا تنتُج.
قد يكون” الكلب” أفضل بكثير من القط؛ فهو يُحسن الى حدٍ ما الحراسة، والصيد، ولديه صفة الوفاء نوعاً ما، فالكثير من القصص روت عن وفائه، وإخلاصه لصاحبه، ويلتزم بالأوامر الموجهة إليه، أكثر من القطط التى تكون في الغالب؛ خائنة للبيت الذي تعشعش فيه، فتسرق الطعام.
في أروقة الدوائر الحكومية ؛ تتجول القطط كيفما تشاء، وقد تتشابه صفاتها، مع الموظفين المقنعين؛ فهم يأكلون، ولا يُنتجون، وأحياناً؛ يشتد العراك فيما بينهم، على مخصصات، أو حوافز، أو قضيةٍ ما، تماماً كالقط الذي سُلبت منه قطعة لحم، على يد نظيره من الحيوانات.
تنتشر القطط البشرية في كل مفاصل الدولة، ويعود السبب، إلى فساد” العتوي الحزبي” وإستيلائه على المناصب الحكومية، ومصدر اللحوم! فكل شيء تحت سيطرة مخالبه الحادة، لذا تتسارع القطط في كسب إعجابه، وإلإنضمام الى حزبه السياسي.
تتقاضى القطط راتباً شهرياً من ” العتوي” دون عملٍ يُذكر، سوى الأكل، والعبث، في مكاتب، وأروقة المؤسسة، وحرمان” الكادحين” قِسطاً من الراحة، علماً إن هذهِ الطبقة، يتقاضون أجور حسب مقدار عملهم فقط، ولايحضون بحقوق، وأمتيازات، كتلك القطط!
لسخرية القدر في الدوائر الحكومية، جعلت القطط تنعم في عرين”العتوي” وتُفضل على من علقوا شهاداتهم الجامعية على الجدران، ولصقوا عليها شريط أسود، وكتبوا عليها” رحمها رب السماء” فقد وافاها الأجل في ظل التجزبية، والمنسوبية في الدولة.
هكذا فُضلت القطط البشرية على أصحاب الشهادات، لولاءها لحزب” العتوي” الذي يسيطر على مفاصل الدولة، إلأ أننا نُبشر هذه القطط خيراً؛ فالرواتب في تزايد مستمر، وزادت كمية اللحم، كدعاية ترويجية لكُتلة” العتوي” المشاركة في عملية الأنتخاب!
لم تعشعش القطط في الدوائر الحكومية فقط؛ بل شغلت مقاعد في البرلمان، وشرعت القوانين التي ئلائم عيشها الرغيد؛ تتطالب في( حقوقِها) التقاعدية، جزاء تسكعها في شوارع أوربا، والحصول على الأمتيازات؛ نتيجة عبثها في أروقة السلطة!
قطط البرلمان؛ سرقت اللحم، وعبثت بالمقدرات، وتمرجحت بالسلطة بِخفتها، فبدأت تطالب برواتبها التقاعدية، فحاسة شمِها؛ جعلتها تشعر بالخطر، الذي يهدد وجودها في مجلس النواب، فأربع سنوات كثيرة على هذه القطط الخائنة.
على ما يبدو أن القطط البشرية جاثمة على صدورنا، ولانستيطع الحركة، لذا ما علينا إلا أن ننتظر رحيل” العتوي” من السلطة..!