سيادة “بغداد” التائهة .. “خامنئي” يضرب تصريحات “السوداني” لأميركا ويؤكد سيطرة إيران على العراق !

سيادة “بغداد” التائهة .. “خامنئي” يضرب تصريحات “السوداني” لأميركا ويؤكد سيطرة إيران على العراق !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم تأكيد رئيس الحكومة العراقية؛ “محمد شياّع السوداني”، على أهمية العلاقة مع “الولايات المتحدة”، وسعي “العراق” إلى تأكيد علاقة متوازنة مع محيطه الإقليمي والدولي وبما يحفظ السّيادة الوطنية للبلاد، إلا أن المرشد الإيراني؛ آية الله “علي خامنئي”، أكد أمس السبت، أن سياسة بلاده نجحت في ثلاث دول بينها “العراق” مما أدى إلى هزيمة “الولايات المتحدة الأميركية” في تلك الدول.

وبحسب وسائل إعلام عراقية؛ قال “خامنئي” في كلمة له خلال استقباله جمعًا من قوات التعبئة، إن: “الأميركيين وقبل شن العدوان على إيران؛ قرروا شّل دول الجوار باعتبارها العمق الإستراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وأضاف أن: “الأميركيين أنفسهم كشفوا عن هذه الخطة عام 2006؛ وقالوا یجب علینا أن نُطیح بسّت دول أي: العراق وسوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال، قبل مهاجمة إیران”.

وتابع المرشد الإيراني بالقول إن: “الجمهورية الإسلامية؛ لم تدخل شمال إفريقيا، لكن سياسة إيران نجحت في هذه البلدان الثلاثة، العراق وسوريا ولبنان، مما أدى إلى هزيمة أميركا في هذه الدول”.

دعم استقرار المنطقة وأمنها..

وكان “السوداني” قد جدد خلال أستقباله؛ الخميس، وفدًا لـ”الكونغرس” الأميركي برئاسة؛ السيناتور “مارك تاكانو”، سعي “العراق” إلى: “دعم استقرار المنطقة وأمنها”، وفقًا لبيان للحكومة العراقية.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين “العراق” و”الولايات المتحدة”، وسير مجريات الحرب على الإرهاب وأداء القوات العراقية في ملاحقة فلول تنظيم (داعش).

كما جرى البحث في تعزيز العلاقات والشراكة وفق “اتفاقية الإطار الإستراتيجي” في مختلف المجالات، وعلى رأسها التعاون في مواجهة التغيرات المناخية وجهود مواجهة شُح المياه.

ويُعاني “العراق” من مشكلة تدني مستويات الخزين المائي بسب قيام كلاً من “تركيا” و”إيران” بإيقاف وتقليص الإطلاقات المائية في نهري “دجلة” و”الفرات” وروافدهما؛ مما انعكس سلبًا على الخطط الزراعية وتقليصها إلى النصف، فضلاً عن اتساع رقعة التصّحر في البلاد.

استمرار الانتهاك لعدم الاستقرار الداخلي..

عن ذلك يقول الدكتور “مصطفى ثابت”، رئيس تحرير موقع جريدة (الفجر) المصرية، إن “العراق” ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، حيث أن مثلث السلطة في “العراق” يتقاسمه الشيعة في رئاسة الحكومة، والسُنة يتولون البرلمان، والأكراد منهم الرئيس.

وأشار “ثابت”، إلى أن الأكراد اختلفوا فيما بينهم في اختيار الرئيس، معتبرًا أن الأطراف يفكرون في المصالح الشخصية فقط وليس في مصلحة “العراق”، منوهًا بأن جغرافيا “العراق” تقع في منطقة ملتهبة جدًا.

وأضاف الدكتور “مصطفى ثابت”، أنه إذا لم يستقر الوضع الداخلي بـ”العراق”، فإن الانتهاكات ستستمر لسيادة “العراق” من جيرانه؛ وخاصة “تركيا” و”إيران”، حيث نشهد غارات جوية يومية من “تركيا” و”إيران” للقضاء على المعارضة الكُردستانية.

إرسال “الحرس الثوري” وحدات مدرعة..

والجمعة؛ أعلن قائد القوات البرية في (الحرس الثوري) الإيراني؛ الجنرال “محمد باكبور”، عن إرسال وحدات مدرّعة وقوات خاصة إلى مناطق كُردية بهدف: “منع تسلّل إرهابيين” من “العراق” المجاور.

وقال الجنرال “محمد باكبور”؛ إن: “بعض الوحدات المدرعة والقوات الخاصة التابعة للقوات البرية تتجه حاليًا إلى المحافظات الحدودية في غرب وشمال غرب البلاد”، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء (تسنيم).

وأضاف أن: “الإجراء الذي تقوم به القوة البرية لـ (الحرس الثوري) يقوم على تعزيز الوحدات المتمركزة على الحدود ومنع تسّلل الجماعات الإرهابية التابعة للجماعات الانفصالية المتمركزة في إقليم شمال العراق”.

وكان “باكبور”: “نصح”، الثلاثاء، سكان المناطق الواقعة على مقربة من: “المناطق المتاخمة لقواعد المجموعات الإرهابية بإخلائها حتى لا يُصابوا خلال عمليات الحرس” الثوري.

استهدافات متكررة بالصواريخ..

واستهدف (الحرس الثوري) مرتين منذ، الأحد الماضي، بالصواريخ والمُسيّرات المفخّخة قواعد تابعة للمعارضة الإيرانية الكُردية في “كُردستان العراق”.

وتتواجد مجموعات كُردية إيرانية تتهمها “طهران” بشن هجمات على أرضيها، في “العراق” منذ الثمانينيات.

ويقول خبراء إن هذه المجموعات أوقفت تقريبًا كل أنشطتها العسكريّة، لكن السلطات الإيرانية تتهمها بإثارة الاضطرابات التي تشهدها “إيران”؛ منذ 16 أيلول/سبتمبر الماضي، إثر وفاة الشابة الكُردية الإيرانية؛ “مهسا أميني”، بعد أن أوقفتها “شرطة الأخلاق” لعدم إلتزامها بقواعد اللباس الصارمة.

وبرّرت “طهران”، الخميس، قصفها لمواقع تابعة للمجموعات الكُردية في “كُردستان العراق” مؤكدة؛ في رسالة إلى “مجلس الأمن الدولي”، أن لا “خيار آخر” لديها لحماية نفسها من “جماعات إرهابية”.

تُحرج “السوداني” أمام الشعب !

وقال مدير مركز (التفكير السياسي) ببغداد؛ “إحسان الشمري”، في لقاء مع موقع (سكاي نيوز عربية): أن “الوضع خطير والاعتداءات التركية والإيرانية تتصاعد بقوة، ما يجعل الحكومة الجديدة برئاسة السوداني، مُحّرجة جدًا أمام الشعب العراقي، خاصة وأنها وضعت السيادة واستعادة الدولة عنوانًا لها، وما يُزيد هذا الحّرج أن العديد من داعمي هذه الحكومة ومُشّكليها الرئيسيين من القوى العراقية المحسوبة على إيران”.

مضيفًا أن: “ما يحصل في الواقع هو فرض أمر واقع من قبل تركيا وإيران نتيجة الضعف الداخلي العراقي، وعدم تعاطي الحكومات العراقية السابقة بحزم مع تجاوزات أنقرة وطهران على سيادة البلاد، وعدم قدرتها على بلورة حلول عراقية لمشكلة وجود معارضات كُردية إيرانية وتركية على الأراضي العراقية، كون تلك الحكومات المتعاقبة كانت تُدرك أن وجود تلك المعارضات يُشّكل جزءًا من معادلات القوة ضمن السياق السياسي العراقي، ولهذا تعذر حل هذه المشكلة؛ ما أعطى مبررًا لطهران وأنقرة بالمضي في استباحة الجغرافيا العراقية”

خطر الاجتياح البري..

واستدرك “الشمري”: “الأخطر هنا هو التلويح التركي؛ وكذلك الإيراني، بالاجتياح البري الواسع للأراضِ العراقية، وبالتالي على بغداد التحرك سريعًا لدرء هذا الخطر الداهم، كون المسؤولية الأولى تقع على عاتق الحكومة العراقية”.

خيارات الرد العراقي..

وأضاف “الشمري”: “في حال تمّدد إيران وتركيا داخل الجغرافيا العراقية سيتفجر غضب شعبي واسع بالعراق، كون الموضوع لا يقتصر على عمليات عسكرية تحت حجة محاربة المنظمات الكُردية فقط، بل يمتد لقضم أجزاء واسعة من الأراضِ العراقية، وحينها ستكون بغداد في موقف صعب للغاية، ولهذا على حكومة السوداني اللجوء للدبلوماسية الوقائية والسريعة لمواجهة اتساع نطاق التهديدات الإيرانية والتركية المتزايدة لوحدة وسلامة التراب الوطني العراقي”.

استغلال الظروف الاستثنائية..

من جهته؛ يقول الكاتب والباحث العراقي؛ “علي البيدر”، في لقاء مع موقع (سكاي نيوز عربية)، أن: “ما يحصل مع الأسف من تعّد إيراني وتركي على سيادة العراق، هو نتاج استغلال الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، حيث تُصّدر دولتا الجوار العراقي؛ إيران وتركيا، مشاكلهما وأزماتهما الداخلية للعراق، والضغط على المعارضتين الإيرانية والتركية من خلال سياسة الهروب للأمام نحو الخارج”.

وأضاف “البيدر”: “طهران وأنقرة لديهما ولا شك نزعات توسعية ومصالح خاصة لمد نفوذهما داخل بلاد الرافدين والمنطقة العربية ككل، والعراق بفعل ما يعصف به من تجاذبات داخلية وإقليمية هو بيئة خصبة لهذه السياسات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة