“الدولب” الإيراني يرصد .. نتائج زيارة “بايدن” إلى الشرق الأوسط !

“الدولب” الإيراني يرصد .. نتائج زيارة “بايدن” إلى الشرق الأوسط !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بيان “البيت الأبيض” بخصوص زيارة؛ “جو بايدن”، إلى الشرق الأوسط، والتأكيد على الإلتزام الأميركي الحديدي بتقوية ودعم أمن ورفاهية “إسرائيل”، والاجتماع مع دول “مجلس التعاون الخليجي”، بالإضافة إلى قيادات: “مصر والعراق والأردن”، يجعلنا في انتظار يوحي بوجود لعبة طويلة الأمد في الطريق.

والسؤال: هل كان الهدف من الزيارة ترميم العلاقات مع “السعودية”، وإعادة تعريف خطوط التعاون الإقليمية المستقبلية مع “الولايات المتحدة” ؟.. وماذا ستستفيد “الولايات المتحدة” وحلفاءها من المحاور الرئيسة للتطورات الدبلوماسية لتلك الزيارة ؟..

لذا رأت “فاطمة خادم الشيرازي”؛ مناقشة عدد من المحاور الرئيسة المترتبة على تلك الزيارة؛ في تحليلها المنشور على موقع مركز (الدولب) لدراسات السلام الإيراني.

المحور الأول: تنامي النفوذ الأميركي بالشرق الأوسط مجددًا..

قدم “بايدن”؛ خلال المنافسات الانتخابية، العديد من الوعود التي كانت تتطابق وسياسة الرئيس الأميركي الأسبق؛ “باراك أوباما”، بشأن الانسحاب من الشرق الأوسط والتركيز على “الصين الشعبية”، لكن الفشل في إحياء “الاتفاق النووي” مع “إيران”، بالتوازي مع الهجوم الروسي على “أوكرانيا”، دفع الإدارة الأميركية إلى تغيير أولوياتها.

وقد أدت العقوبات على قطاع الطاقة الروسي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار “النفط والغاز”، الذي انعكس بدوره على زيادة معدلات التضخم في “الولايات المتحدة” و”أوروبا”. فلم يُعد بمقدور “بايدن” فرض الاستقرار في سوق الطاقة دون التنسيق مع دول “مجلس التعاون الخليجي”، ولذلك اتخذ قرار زيارة “السعودية”.

وادعى للحيلولة دون الانتقادات، أنه لا يمكن تحقيق هكذا أهداف دون التعامل المباشر مع الدول التي تمتلك التأثير. وفي هذا الصدد سلط الضوء على تطبيع العلاقات “السعودية-الإسرائيلية”، وأكد أنه سيكون أول رئيس يقوم بزيارة إلى “السعودية” بعد “تل أبيب”.

واهتمام “بايدن” بمنطقة الشرق الأوسط، نابع عن قناعة بأن ما يحدث بالمنطقة مازال يؤثر بعمق على الاقتصاد والاستقرار العالمي. لذلك فالهدف الرئيس من الزيارة إرسال إشارات بأن “الولايات المتحدة” باقية على إلتزاماتها تجاه المنطقة؛ في وقتٍ يسوده عدم اليقين الجيوسياسي، حيث تسعى الجهات الأجنبية الفاعلة الأخرى؛ لاسيما “روسيا” و”الصين”، للتأثير على الاتجاهات في المنطقة بطرقٍ خاصة.

المحور الثاني: رفع مستويات إنتاج النفط..

تراجع معدلات تدفق “نفط الشرق الأوسط” على الغرب نتيجة الهجوم الروسي على “أوكرانيا”، من الأسباب الرئيسة في زيارة “بايدن” للشرق الأوسط.

وقد حقق الرئيس الأميركي؛ بهذه الزيارة، من خلال لقاء المسؤولين أمثال: “بنيامين نتانياهو”؛ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، و”محمد بن سلمان”؛ ولي العهد السعودي المتهم بقتل الصحافي؛ “جمال خاشقجي”، وكان قد وعد قبلًا بتحويل المملكة إلى دولة معزولة عالميًا.

ويأمل “بايدن”؛ في إقناع أكبر مصدر لـ”النفط” للعالم؛ وذلك لمواجهة ارتفاع أسعار النفط، والحد من مخاوف الديمقراطيين بخصوص تأثير الاستياء العام من الغلاء وارتفاع الأسعار على انتخابات “الكونغرس” النصفية. لكنه فشل في زيادة المعروض من الطاقة، لأن تحالف (أوبك بلس) رفض تعويض صادرات النفط والغاز الروسية، ولذلك لجأ “بايدن” إلى سحب كميات من الاحتياطي النفطي الأميركي بغرض تعويض خفض أسعار البنزين في “أميركا” والعالم، وضمان الفوز في الانتخابات النصفية.

المحور الثالث: الإنجازات الأميركية..

فشل الرئيس الأميركي في المحافظة على استقرار سوق الطاقة دون تعاون دول “مجلس التعاون الخليجي”، لذلك اتخذ قرار زيارة “السعودية”.

مع هذا؛ أعلن في البداية أن الهدف من الرحلة هو دمج “إسرائيل” في المنطقة العربية، لأنه لم يرغب في إلغاء وعوده الانتخابية. علاوة على ذلك طلب الحصول على إمتيازات من “السعودية” بخصوص “الاتفاقيات الإبراهيمية”؛ في استعادة شعبيته الداخلية.

لكن تطوير التعاون الأمني والاقتصادي الإقليمي؛ (بما في ذلك إسرائيل)، هو أولوية أساسية لـ”الولايات المتحدة”. ولا شك أن من أسباب زيارة “بايدن”؛ إلى “إسرائيل والسعودية”، إقناع “السعودية” بزيادة إنتاج النفط، وخلف نوع من التحالف بين العرب و”إسرائيل” على غرار الـ (ناتو).

الخلاصة..

فشلت زيارة “بايدن” في الحد من الدور الصيني والروسي في الشرق الأوسط، والواقع لم تُشارك العرب ولا “إسرائيل” في العقوبات على “روسيا”، بل إن عدم رغبة “السعودية والإمارات” في زيادة الإنتاج النفطي بمثابة مساعدة للدولة الروسية.

ورغم التعاون السري السعودي مع “إسرائيل”، لكن المملكة ترفض الاستمرار في هذا المسار دون حلحلة “القضية الفلسطينية”.

ولا تثق دول المنطقة؛ وبخاصة “السعودية”، في تغيير الموقف الأميركي رغم ضمانات “بايدن” بعدم السماح للقوى الأجنبية بتهديد حرية الملاحة في الشرق الأوسط، أو إتاحة الفرصة لـ”الصين وروسيا وإيران” بالسيطرة على المنطقة.

لكن الوقت كفيل باختيار الضمانات الأميركية؛ حيث تعرضت المنشآت السعودية والإماراتية رغم الإمكانيات الأمنية إلى الاستهداف.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة