لم يتفاجأ أحد من كل اولائك الذين يراقبون المشهد المصري عن قرب بالمنظر الغريب الذي بثته وكالات الأنباء العربية والعالمية ، عندما خرق الرئيس الروسي بوتين البروتوكول ودخل على اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية في الكرملين بين مصر وروسيا الأتحادية .. كل ذلك من أجل عيون قائد مصر الجديد المشير عبد الفتاح السيسي الذي يزور روسيا حاليا لأيجاد بعض من توازن مفقود كان لعقود طويلة أي ذلك التوازن ذو تأثير ايجابي على دول اقليمنا التي كانت اول ضحايا العالم الأحادي القطب .
وبالطبع فأن الحفاوة الروسية التي شهدها السيسي والوفد المرافق له هي انعكاس أكيد لمكانة مصر شعبا وارضا وتاريخا ومستقبلا .. بغض النظر عن اعتبارات الصفات القيادية والحنكة التي يتمتع فيها هذا الرجل الذي استشعر مخاطر وخسّة المخطط الأممي المشبوه الموضوع من أجل تقسيم بلداننا وسرقة ثرواتها وتدمير جيوشها واعادتها الى عصر الظلام والجهل .. ووقف كالصقر لكي يحمي شعبه ووطنه .. وتلك ميزات الرجال الذين يصنعون التاريخ ويدخلون الضمائر والنواميس من أبوابها الواسعة .
عكس وزير دفاعنا طيب الذكر الذي لم يعلم أحد أنه قضى اسبوعين متتاليين في روسيا ، أيام صفقة السلاح الروسي المشبوهة إياها ، إلا بعد ان فضح تلك الزيارة وما جرى فيها بعض اعضاء وفده من اولائك الذين لم تشملهم غنائم السحت الحرام من الكومّشنات وسرقات مال العراقيين المساكين المغلوب على أمرهم .. مما أساء للعراق وجعله اضحوكة بين دول المعمورة.
وبمقارنة بسيطة بين اهتمام الرئيس بوتين بالسيسي وبمصر كدولة وكأمة ، وبين تجاهل الأدارة الروسية لسعدوننا وحكومته بسبب ان الروس اكتشفوا انهم يتعاملون مع سماسرة وسراق ومافيات حديثة النعمة .. لا يسعنا سوى ان نصفك الراح بالراح الى ما وصل اليه العراق العظيم ذو التاريخ المشرف والثقل السياسي والأقتصادي والجغرافي المشهود .. والمؤلم بالموضوع ان السيسي استقبله الرئيس بوتين ووزير خارجيته ووزير دفاعه .. أما سعدون الدليمي فيقال ان الذي كان على رأس مستقبليه في روسيا هو السيد موت الكرفكوف ، وهو صاحب جنبر في سوق عورة الكرملن