وكالات – كتابات :
كشفت “الصين” عن رادار عملاق يستهدف التهديدات الفضائية، ويعتقد أن الرادار الصيني العملاق مضاد تحديدًا لنظام الأقمار الصناعية الأميركية؛ (ستارلينك)، التابع لشركة (SpaceX) المملوكة للملياردير الأميركي؛ “إيلون ماسك”.
الرادار كُشف عنه في معرض (Zhuhai) الجوي الصيني مؤخرًا، ويُدعى: “رادار الصفيف المرحلي النشط النطاق”؛ (SLC-18 P)، حسبما ورد في تقرير لموقع (Eurasian Times).
وجذب نظام الرادار انتباه مستخدمي الإنترنت الصينيين على موقع المدونات الصغيرة الصيني؛ (Weibo)، حيث وصفه العديد من مستخدمي الإنترنت بأنه رادار مضاد لـ (ستارلينك-Starlink).
تم تصميم الرادار بشكلٍ أساس لمراقبة الأهداف الفضائية، ويعتقد المحللون أنه يمكن أن يستهدف الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض يدور على مسافة: 500 إلى: 2000 كيلومتر من الأرض.
لماذا تقلق “الصين” بهذا الشكل من أقمار “ستارلينك” ؟
العديد من الأقمار الصناعية التي تدور في المدار الأرضي المنخفض ضرورية لجمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة ساحة المعركة. لقد أصبحت بشكل مطرد الدعامة الأساسية لقدرات جمع المعلومات الاستخبارية عن بُعد في الدول القوية.
لذلك، تبحث الجيوش في جميع أنحاء العالم عن أسلحة فعالة لتعطيل الأقمار الصناعية لخصومها.. تماشيًا مع هذا الهدف على ما يبدو، تم إنشاء الرادار الصيني المضاد للأقمار الصناعية خصوصًا لاكتشاف وتتبع التهديدات الفضائية.
ويشعر الإستراتيجيون العسكريون الصينيون بقلق متزايد بشأن نظام (Starlink)، وهو شبكة من الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض؛ (LEO)، التي تملكها وتُديرها شركة (SpaceX) الأميركية.
ساعدت شركة (ستارلينك)؛ التي قدمتها “الولايات المتحدة”، للقوات الأوكرانية، بالفعل في القضاء على العديد من الأصول العسكرية الروسية في الحرب المستمرة. وقد ترغب “الصين” في منع سيناريو مماثل إذا هاجمت “تايوان”؛ بحسب إدعاء تقارير الآلة الدعائية الأميركية.
أثناء الغزو المحتمل، قد تقوم “الصين” بتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي؛ (GPS)، لإضعاف قدرات الملاحة التايوانية. ومع ذلك، في ظل هذا السيناريو، يمكن لأقمار (ستارلينك) الصناعية تحديد موقع أي بقعة في ساحة المعركة بدقة ثمانية أمتار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن توسيع التعاون بين شركة (سبيس إكس) والجيش الأميركي يُنذر بالخطر للقيادة الصينية؛ (وهكذا تضلل الآلة الدعائية الأميركية الرأي العام العالمي وكأن تلك الشركات منفصلة أو مستقلة ولم تنشأ خصيصًا بتمويل وأهداف دعم المؤسسات العسكرية والأمنية الأميركية).
على سبيل المثال، في عام 2020، أبرمت شركة (سبيس إكس) عقدًا مع “وزارة الدفاع” الأميركية لبناء تقنية جديدة تعتمد على منصة (ستارلينك)، بما في ذلك الأدوات الحساسة القادرة على اكتشاف وتعقب الصواريخ الفرط صوتية، وهو المجال الذي تقدمت فيه “بكين” على “واشنطن” كثيرًا.
قد تتطور هذه الأقمار الصناعية إلى شبكة من أجهزة الاستشعار التي تدور في مدارات؛ والتي من شأنها أن تُعطي أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية معلومات حول مكان توجيه صواريخ “الصين”، وبالتالي ردع أي هجمات صاروخية صينية.
ويُعد “إيلون ماسك”؛ مؤسس (سبايس إكس)، شخصية مشهورة في “الصين”، كنموذج يُحّتذى به للإبتكار. ومع ذلك، تعرض “ماسك” وشركاته لهجوم لاذع بعد اقتراب قمرين صناعيين من (ستارلينك) بشكلٍ خطير من محطة الفضاء الصينية في عام 2021.
وفي كانون أول/ديسمبر الماضي، اشتكت “الصين” إلى “مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي” بشأن معلومات تؤكد بأن قمرًا صناعيًا من نوع (Starlink) كاد يصيب محطتها الفضائية.
كما تعرض “إيلون ماسك”، لتهديد من قبل رئيس وكالة الفضاء الروسية؛ “روسكوزموس”، بسبب محطات (ستارلينك)؛ التي تم إرسالها لمساعدة “أوكرانيا”؛ بحسب مزاعم أميركية وغربية.
وأعرب العديد من الباحثين العسكريين الصينيين عن قلقهم من أقمار (ستارلينك)، قائلين إن البلاد بحاجة إلى القدرة على منع أو القضاء على أقمار (ستارلينك)؛ التابعة لشركة (سبيس إكس)؛ لأنها قد تُمثل خطرًا على الأمن القومي الصيني.
وقدر الباحثون أن اتصالات (ستارلينك) ستُمكن الطائرات العسكرية المُسيّرة والطائرات المقاتلة الشبحية الأميركية من تعزيز سرعة نقل البيانات بأكثر من: 100 مرة.
بالنظر إلى هذه المخاوف، من المنطقي أن يُركز قطاع الدفاع الصيني على تطوير مثل هذه الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية ولا سيما (ستارلينك).
القدرات الفنية لنظام الرادار الصيني العملاق..
طور “معهد الأبحاث الرابع عشر”؛ التابع لـ”شركة مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية”؛ (CETC)، هذا الرادار الصيني العملاق. وتُعتبر (CETC) رائدة في قطاع الإلكترونيات والمعلومات الوطني في “الصين”، ومنشئة صناعة الرادارات في البلاد، وكذلك منشئة المعدات الإلكترونية واسعة النطاق والجديدة والمتقدمة.
يمكن القول إن الرادار الصيني العملاق؛ (SLC-18P)، هو أحد أقوى أنظمة الرادار المعروضة في المعرض الجوي الجاري.
يُقال إن النظام يستخدم نظام (AESA)؛ ذا الحالة الصلبة. ويمكنه إجراء البحث والاستحواذ وقياس التتبع وحساب المدار والفهرسة والتنبؤ بالأهداف الفضائية مثل الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض.
كيف يمكنه إسقاط أقمار “ستارلينك” ؟
النظام قادر على الحصول على بيانات قياس تتبع متعددة الأهداف، على الرغم من أن البعض من مستخدمي الإنترنت الصينيين يبدون متشككين في قدرات الأنظمة، إلا أن آخرين حذروا أقمار (ستارلينك)؛ التابعة لـ”إيلون ماسك”، قائلين: “كن حذرًا، (ستارلينك)”.
ويستخدم الرادار “نظام صفيف” مرحليًا نشطًا متطورًا كامل الحالة، ويعمل في نطاق تردد أقل، أي إنه يوفر مزايا استثنائية مثل القدرة على تحديد أهداف متعددة ونطاق بحث واسع.
يمكن أن يعمل النظام في جميع الظروف الجوية. تم الإبلاغ أيضًا عن قدرة الرادار الصيني العملاق (SLC-18) على المراقبة الشاملة لأهداف الأقمار الصناعية العابرة وتقييم الأهداف الفضائية بسبب تصميم هذا النظام.
يمكن أن يُساعد في إسقاط الأقمار الصناعية مسبقًا؛ بناءً على بيانات التتبع التي يوفرها الرادار وتحديد المدار المستهدف، مما يمنح المشغلين الأرضيين وقتًا كافيًا للقيام بالإجراءات المضادة المناسبة.
بشكلٍ عام، قد يُساعد نظام الرادار الجديد؛ “الصين”، على تحقيق هدفها المتمثل في أن تُصبح قوة فضائية كبيرة، من خلال تعزيز قدرتها على مواجهة أقمار خصمها الرئيس الأميركي.