على الرغم من أنّ بعض التقارير الصحفية العالمية تحدّثت اليوم ” او امس ” عن امكانية معاودة عمليات القتل والإغتيال لشخصياتٍ اجنبيةٍ محددة في العراق , واستندت في ذلك الى أبعاد كلتا عمليّتي الإغتيال وتوقيتها وارتباطها غير المباشر بالوضع الأقليمي والدولي , لكننا هنا لا نخوضُ مع الخائضين ولا نُدلي بدلونا مع دِلال المتكهّنين والمتنبئين .
هنالك بضعةُ نقاطٍ قد ينبغي أخذها بالإعتبار بهذا الشأن:
A \ إنّ الجهة التي اعلنت عن مسؤوليتها عن تنفيذ عملية القتل وتحت عنوان او أسم < اصحاب الكهف > فإنّها تدرك وعلى دراية مسبقة بأنّ السلطات العراقية والأمريكية والكندية , فضلاً عن عموم الرأي العام العراقي وربما العربي او بعضه بأنّ هذه التسمية ” ذات العلاقة بالكهف ! ” هي تسميةٌ وهميّة توحي وتومئ عمداً الى مسمّياتٍ اخرى اوسع واثقل وزناً , لكنّها إرتأت عن قصد هذا الإستخدام , بل وراحت او ذهبت ابعد من ذلك بأن اعلنت أنّ الهدف من وراء ما جرى ! هو ردّ او كثأرٍ لأغتيال كلا قاسم سليماني وابي مهدي المهندس , وكأنها ابتغت توجيه رسالةٍ لا تتطلّب جهداً ما في فكّ رموزها .!
B \ يتّضح من سرعة تنفيذ العمليتين وسيّما التزامن والتوقيت المتقارب جداً بينهما ! بأنّ عموم المواطنين الأمريكيين المدنيين المقيمين في العراق , والذين يؤدّون بعض المهام التي تتعلّق بمنظمات الإغاثة والتعليم والتدريب في مجالاتٍ انسانيةٍ شتى , وكذلك الأجانب الآخرين المرتبطين بدول قوات التحالف , فإنّما يخضعون لمراقبة مكثّفة من قِبل بعض المجاميع المسلحة المجهولة , بدءاً من عناوين وامكنة منازلهم , الى توقيتات تحرّكاتهم وحتى الطُرق التي يسلكوها , وغير ذلك كذلك .! , وهذه نقطةٌ ينبغي أن تغدو ملحوظة لأجهزة الأمن العراقية .
C \ ممّا وردَ في ثنايا تفاصيل وجزئيات الأخبار الأولى التي تحدّثت عن قتل المواطن الأمريكي ” ستيفن ادوارد ترويل – مُدرّس اللغة الإنكليزية في بغداد ” , أنّ المجموعة المسلحة التي اغتالته , كانت قد حاولت اختطافه في البدء لكنها عجزت عن ذلك لسببٍ او لآخرٍ , وربما يغدو مؤدّى ذلك أنّ افراد عائلته الذين كانوا بمعيّته في سيارته قد تمسّكوا به الى حدّ التشبّث والحؤول دون خطفه , ولعلّ السبب الإفتراضيّ الآخر أنّ تلك المجموعة كانت في حالة ارتباكٍ نفسيٍ خشيةً من مرور احدى دوريات الشرطة او الجيش في تلك اللحظات الساخنة < رغم تقديراتنا الأولية بأنّ اكثر من عجلة او مركبة تابعة لتلك المجموعة كانت تؤمّن الجانب اللوجستي والأمني بهذا الشأن , وتمنع ايّ عملية انكشاف او القاء القبض المفترض ” ولو مصادفةً ” لأفراد المجموعة المُنفّذة وبكلّ السبل المتاحة وغير المتاحة , ومهما أدّى ذلك , وفق هكذا حساباتٍ وهكذا عملياتٍ خاصّة .
الى ذلك وعلى ذات السياق الذي جرى , وَ وِفقَ ما ذكرته مصادر الأخبار , فلو تمّتْ او نجحت عملية اختطاف المُدرّس الأمريكي , فأيّ فديةٍ قد تطالب بها تلك المجموعة المسلّحة ” المرتبطة بالكهف ” .!؟ ومهما كانت الفدية تعجيزيةً او اقلّ من ذلك كثيراً او قليلاً ” .!؟ , ومن المستبعد كليّاً أن تضحى او تمسى ماليّةً اطلاقاً , وهذا ما لمْ تتطرّق له أيّ من الصحف ووسائل الإعلام الغربية , ونحنُ كذلك .!