من المظاهر ألانتخابية التي لاتعتني بها المفوضية العليا المستقلة للآنتخابات في العراق هو مسألة التمويل للدعاية ألانتخابية وهي من صميم نزاهة وشفافية العملية ألانتخابية في الدول التي تحرص على سلامة أنتخاباتها لسلامة مستقبلها , ألا في العراق لم يلتفت أحد الى مسألة التمويل ألآنتخابي التي تركت لمزاج ألاحزاب وألافراد يعملون مايشاؤون حتى أصبحت عملية شراء ألاصوات تمارس في العلن وأصبحت الدعاية ألآنتخابية لبعض الكيانات وألافراد لاتلتزم حتى بالمواعيد القانونية للدعاية ألآنتخابية , فنجد أعلانات البعض تستبق ذلك , غير مبالين ولا أبهين , وكأنهم يقولون لمفوضية ألآنتخابات : نحن لانحترم تعليماتك ؟ ويقولون للمواطنين : هذا نحن موجودون بالقوة فوق القانون فعليكم بأنتخابنا ؟
صور من التمويل الخرافي :-
1- عزائم وولائم تهتك فيها حرمة الزاد والطعام الذي يسكب في ألآنهار ويرمى في القمامة .
2- ملايين من الدنانير وأحيانا من الدولارات توزع على المحازيب وألاعوان والحواشي لاغراء المواطنين بالتصويت لصالح قوائمهم
3- عمليات مريبة لتبليط شوارع ألآحياء الداخلية للمدن وألارياف الهدف من ورائها أقناع المواطنين بأنهم يقدمون لهم خدمات في سبيل شراء أصواتهم في حين أن المال من الدولة والخطة للبلديات , ولكن وجود الموظفين والمسؤولين الفاسدين حال دون تطبيق القانون وتنفيذ خطة المشاريع وعندما أقتربت ألآنتخابات سعت المحاصصات لآقتسام الكعكة تحت سمع وأنظار من يهمهم ألامر : من هيئة النزاهة , ومفوضية ألانتخابات , ودوائر التفتيش العام .
4- تعيينات بالجملة تمنح لآعضاء الكتل وألاحزاب من النواب والوزراء وكل من له نفوذ في سبيل شراء ذمم المواطنين الذين أصبحوا لاحول ولا قوة لهم ولا أرادة ألا من خلال مزاج ورغبات فاسدة تشوه الحقائق , وتحتكر ألامتيازات , يتساوى في ذلك المعمم وألافندي , ومدعي التدين والعلماني
5- أستغلال سمعة المرجعية والمزايدة عليها بالتقرب والمحاباة وهو نفاق ودجل في سبيل الفوز بأصوات القواعد الشعبية التي تميل بالفطرة الى المرجعية , وهنا يتعين على الحريصين على المرجعية وسمعتها فضح هذه ألاساليب وتسمية ألاشياء بمسمياتها دون ألاكتفاء بالنفي العام الذي لم يسلم من ألاختراق في الدورات ألانتخابية السابقة
6- العمل على أثارة النعرات الطائفية لكسب ألاصوات , مستغلين حوادث الفلوجة والرمادي وصلاح الدين والموصل , والمسؤول عن تلك ألاثارة كل أطراف النزاع على السلطة وهم باتوا معروفين في المناطق الغربية وفي الجنوب والوسط , ولا يخلو ألامر في بعض مناطق الشمال , والمال الفاسد دائما له الحضور ألاوفر في ألاثارات الطائفية , والدول الممولة في المنطقة والخليج باتت معروفة , والجهات الممولة في الداخل العراقي هي ألاخرى باتت مكشوفة ومشخصة , فالقصور التي شيدت حديثا , والشركات التي ظهرت في مختلف النشاطات بات ملاكوها معروفين , أما الفضائيات فحديثها معروف , وهناك من يحاول جاهدا أغراء الشباب بتقديم أجهزة الموبايل وألايفون الحديثة لهم لكسب أصواتهم ألانتخابية وهي طريقة ناعمة من طرق التمويل ألانتخابي يقوم بها بعض المحافظين وبعض الوزراء ممن أصبحوا يمتلكون قوائم للانتخابات ولا أحد يسألهم من أين لك هذا ؟
هذه صور مختصرة عن التمويل ألانتخابي الذي أصبح يشكل قاعدة عريضة للفساد الذي يحاصر الشرفاء من المرشحين الذين لايملكون مايقدمونه للناخب سوى الصدق وألاخلاص ومشاريع النهوض الحقيقية بالتنمية وبناء الوطن على أسس القانون وأحترام ألانسان .