ما يجري في بلدان منطقة الشرق الأوسط أو (الشرق الربيعي) , يخدم المصالح الإقليمية والعالمية وبأقصى ما يمكن أن تكون الخدمة والوفاء وبإتقان خلاق.
فأوضاع الدول العربية تصب في رعاية وتنمية مصالح الآخرين.
ولذلك فأن تطوير ما هو قائم وتأزيمه يوفر أفضل الخدمات لأصحاب المصالح قاطبة , والذين بدورهم يتفاعلون لتعزيز تداعيات الأوضاع وتأجيجها لقطف أينع الأثمار وأطيبها.
ومن الملاحظ أن التغيرات التي حصلت في دول المنطقة لم تأتِ بأحسن مما كان , وإنما أثبتت أن ليس في الإمكان خير مما كان.
أي أنها رسخت الشعور لدى الناس بأن البارحة أحسن من اليوم , واليوم أرحم من الغد وأفضل.
تلك حقائق أليمة تعيشها الدول العربية خصوصا , التي تم الإستثمار فيها بثقافة اليأس والصراع إلى ذروة درجات التفاعل السلبي والتدميري.
وبرغم ذلك , نقرأ ونسمع الكثير عما سيحصل , وأن تغييرا سيكون في هذا البلد أو ذاك , أو أن إنتخابات حول منصب وغيره , أو مجلس نواب ومحافظة ومدينة.
تأسيسا على أن هذا السلوك ديمقراطي , وسيأتي بما هو صالح ونافع , بينما المؤشرات تؤكد , أن لا جديد إلا المزيد من اليأس والعناء اليومي.
والبعض يحسب أن المنصب الأول في الدولة الفلانية سيتغير , وأن شخصا آخر سيحل محل فلان الفلاني , وهذا نوع من الهذيان والسراب المبين.
فالناس قد تيقنت بالتجارب المريرة , أن لا فائدة ترتجى من أي تغيير , وأن من الأفضل لها أن تتمسك بما هو قائم , وتجسد معاني السيد الأوحد , والذي يبقى مدى الحياة .
فطِباعنا تريد أن يكون هناك واحد سيد مطاع تخضع له الرقاب , وليس من السهل أن يتغلب التطبّع على الطبع.
فما عادت الناس ترى أن هناك مَن يحمل مصباح علاء الدين السحري , ويستحظر مَن يقول “لبيك أنا مُلْكُ يديك”!!
فاغسلوا أيديكم ووجهوكم بحفنة سراب وتوهموا بأنها ماء , إن كنتم لا تصدقون بأن الذي يتحكم بالمنطقة هي المصالح الإقليمة والعالمية , لا غير , وكل الذين ترونهم إنما وجوهٌ تخلع أقنعتها وفقا لآليات برمجتها , وإعدادها لتحقيق المرسوم على خارطة نفذ لكي تبقى أنت الحاكم المعصوم!!
وربما أتفق معكم , بأن ما تقدم نوع من التخريف , أو التجديف في قاربٍ فوق رمال صحارانا الشاسعة التي تجعلنا نرى كل لمعانٍ ماءً!!
ولكن سندري إذا إنقشع الغبار أ بغلة تحتنا أم حمار؟!!