خاص : كتبت – نشوى الحفني :
تتجه أنظار العالم إلى قمة (cop 27) للمناخ؛ بـ”شرم الشيخ” المصرية، التي يُنتّظر منها الكثير للوصول إلى حلول مشتركة يمكن تنفيذها ليتم من خلالها إنقاذ كوكب الأرض، لذلك حاولت صحف العالم المختلفة التعليق على ذلك الحدث؛ كلٍ حسب رؤيته لما يمكن أن يخرج عن ذلك المؤتمر.
فقالت وكالة (آسوشيتيد برس) الأميركية، إن أكثر من: 100 من قادة العالم على وشك مناقشة مشكلة متفاقمة؛ والتي يصفها العلماء: بـ”التحدي الأكبر للأرض”، إلا أن المراقبين يقولون إنه سيكون من الصعب إحراز تقدم؛ نظرًا لكل ما يحدث في العالم.
ويجتمع ما يقرب من: 50 من قادة الدول والحكومات؛ اليوم الإثنين، فى أول أيام محادثات المناخ الدولية رفيعة المستوى؛ في مدينة “شرم الشيخ” المصرية، مع وصول المزيد من القادة في الأيام القادمة. وسيكون أغلب التركيز على القادة الذين يرون قصصهم من التعرض للدمار بسبب الكوارث المناخية، وأبرزهم خطاب؛ غدًا الثلاثاء، لرئيس وزراء باكستان؛ “محمد شريف”، الذى عانت بلاده من فيضانات فى الصيف، سببت خسائر بأكثر من: 40 مليار دولار وشردت الملايين.
يصعب إحراز تقدم..
وقالت الوكالة الأميركية؛ إن تلك المناقشات قد لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام مثل الاجتماعات السابقة؛ بسبب التوقيت السييء، فى ظل الأحداث العالمية وغياب بعض القادة أو تأخرهم أو تردد البعض حيال ذلك.
وإلى جانب الخطابات التي سيُلقيها القادة؛ تشمل المفاوضات مناقشات مائدة مستديرة مبتكرة. ويقول “سيمون ستيل”، مفاوض المناخ الرئيس لـ”الأمم المتحدة”، إنهم واثقون أن هذا سيولد بعض الأفكار القوية للغاية.
ويُهيّمن على أعمال اليوم الإثنين؛ كلمات القادة الذين تضرروا من التغير المناخي، الذين لم يخلقوا مشكلة الغازات المسببة في رفع درجة حرارة الجو بسبب حرق “الوقود الأحفوري”. وستكون أغلبها دول إفريقية ودول جزر صغيرة ودول أخرى مُعّرضة للخطر، والتي ستّروي قصصها.
منصة لحشد قادة العالم..
فيما قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، إن (cop 27) منصة مهمة لحشد قادة العالم لمناقشة حماية الكوكب من عواقب أزمة المناخ.
وأضافت الصحيفة أن الدورة الـ (27) لمؤتمر الأطراف لاتفاقية “الأمم المتحدة” للمناخ؛ (cop 27)؛ بـ”شرم الشيخ”، تُعّد فرصة لحشد قادة العالم في نفس المكان لمناقشة حماية الكوكب من عواقب أزمة المناخ، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من المسؤولين والخبراء من جميع أنحاء العالم يتوافدون على “مصر”.
وقالت الصحيفة – في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني أمس الأحد – إن “الأمم المتحدة” جعلت من (كوب 27)؛ منصة مهمة كي نلحق بركب العمل الهائل الذي ينتظرنا، إذ يجذب المنتدى الدولي المجموعات البيئية والعلماء وقادة الأعمال والمشاهير والصحافيين، فيما تعهدت الدول بزيادة تعهداتها بشأن المناخ في عام 2022، غير أن القليل منها نفذ ذلك.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن عقد المؤتمر في “إفريقيا” هذا العام، أثار دعوات تُحثّ المؤتمر على التركيز على الدول الإفريقية، والتي تُعّد من أكثر الدول عُرضّة لتغّير المناخ على الرغم من كونها من بين أقل البلدان المسببة للانبعاثات.
وقالت إنه سيتم مناقشة موضوعات التنوع البيولوجي والمياه والنقل، إذ تصدّر تغير المناخ جداول الأعمال السياسية؛ حيث أضرت الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات والظروف الجوية القاسية بملايين الأشخاص والمنازل والاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
تفاقم أزمات العالم..
واهتمت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ في عددها الصادر صباح أمس الأول السبت، باستضافة “مصر” فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية “الأمم المتحدة” الإطارية بشأن تغير المناخ؛ (كوب 27)، في “شرم الشيخ”، وذكرت أن زعماء العالم يجتمعون في “مصر” لمواجهة تغّير المناخ في وقتٍ حّرج تتفاقم فيه الأزمات في العالم، بداية من الاضطرابات في أسواق الطاقة وارتفاع التضخم العالمي والانقسامات السياسية العميقة في العديد من البلدان والتوتر بين أكبر ملوثين في العالم؛ وهما: “الصين” و”الولايات المتحدة”.
ضرورة الخروج بحلول مبتكرة..
من جهتها؛ أكدت صحيفة (ساوث تشينا مورنينغ بوست) الصينية، في عددها الصادر أمس الأحد، ضرورة أن يخرج “مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغّير المناخ”؛ (كوب-27)، الذي تستضيفه “مصر” حاليًا؛ بحلول مبتكرة لمواجهة تحدي تغّير المناخ، الذي أصبح يزداد سوءًا في الوقت الراهن.
وذكرت الصحيفة؛ (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني حول هذا الشأن)، أن العمل على إنجاح المؤتمر يحمل أهمية كبيرة للغاية؛ خاصة فيما يتعلق بالجهود العالمية للحد من انبعاثات غازات “الاحتباس الحراري”؛ واعتماد هدف عالمي للتكيف مع أزمة المناخ وزيادة حجم التمويل المناخي والتقدم في تمويل: “الخسائر والأضرار” وتعزيز تبادل المعرفة والخبرة.
وأضافت الصحيفة الصينية: أنه في الأشهر القليلة الماضية فقط، تسببت سلسلة من الكوارث المناخية المدمرة في مقتل الآلاف وتشريد الملايين؛ وتسببت في أضرار بالمليارات: فيضانات هائلة في “باكستان ونيجيريا”؛ واشتداد موجات الجفاف في “إفريقيا وغرب الولايات المتحدة”؛ وهبوب الأعاصير في منطقة “البحر الكاريبي” بشكلٍ غير مسبوقة؛ فضلاً عن موجات الحر عبر ثلاث قارات.
ونقلت عن الأمين العام للأمم المتحدة؛ “أنطونيو غوتيريش”، قوله، في الفترة التي سبقت إنطلاق المؤتمر من “شرم الشيخ”، قبل قليل: يجب أن يضع (كوب-27) الأسس لعمل مناخي أسرع وأكثر جرأة الآن؛ وفي هذا العقد الحاسم الذي سيُحدد إما الانتصار في معركة المناخ العالمية أو خسارتها”، بحسب قوله.
وأشارت الصحيفة الصينية، في هذا الشأن، إلى أن هذا الأمر يعني ضرورة خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة: 45 في المئة بحلول عام 2030؛ لوضع حد للاحترار العالمي عند: 1.5 درجة مئوية فوق مستويات أواخر القرن التاسع عشر. فيما يُحذر العلماء من أن الإحترار وراء هذه العتبة يمكن أن يدفع الأرض نحو حالة دفيئة غير صالحة للعيش.
وأبرزت الصحيفة أن الاتجاهات الحالية ستشهد زيادة تلوث الكربون بنسبة: 10 في المئة بحلول نهاية العقد؛ وتسخين سطح الأرض بمقدار: 2.8 درجة مئوية، وفقًا لنتائج علمية تم الكشف عنها الأسبوع الماضي. وتابعت تقول: إنه مع إنطلاق (كوب-27)، فإننا أصبحنا على أعتاب الانتقال من المفاوضات إلى التنفيذ، وهذا يعني أيضًا التحول من السياسة إلى الاقتصاد، بنحو يمكن أن تستفيد معه الاستثمارات الحكومية في “الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي” من مئات المليارات من اليوان والدولار واليورو إلى تريليونات.
وأكدت الصحيفة: أن المهمة الشاقة بالفعل المتمثلة في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي في غضون سنوات قليلة؛ أصبحت أكثر صعوبة بسبب أزمة الطاقة العالمية والتضخم السريع، إلى جانب أزمات الديون والغذاء في معظم أنحاء العالم النامي.
وأبرزت: أن التعاون بين: “الولايات المتحدة والصين” – أكبر اقتصادين في العالم وملوثّين للكربون – أمرًا حاسمًا لتحقيق انفراجات نادرة في ملحمة محادثات “الأمم المتحدة” بشأن المناخ التي بدأت منذ ما يقرب من: 30 عامًا، بما في ذلك “اتفاقية باريس” لعام 2015. لكن العلاقات “الصينية-الأميركية” تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ 40 عامًا؛ بعد زيارة زعيمة مجلس النواب؛ “نانسي بيلوسي”، لـ”تايوان”، وفرض حظر أميركي على بيع تكنولوجيا الرقائق عالية المستوى إلى “الصين”، مما وضع نتائج (كوب-27) موضع شك.
وأعتبرت الصحيفة، مع ذلك، أن الاجتماع المحتمل بين الرئيسين الأميركي؛ “جو بايدن”، والصيني؛ “شي جين بينغ”، على هامش “قمة مجموعة العشرين”؛ في “بالي”، والذي قد يُعقد قبل أيام من إنتهاء (كوب-27) سيكون أمرًا حاسمًا، إذا حدث بالفعل، في مسار التعهدات الخاصة بشأن المناخ. وأكدت (ساوث تشينا مورنينغ بوست)، في الختام، أن من بين النقاط المضيئة في (كوب-27) هي وصول الرئيس البرازيلي المنتخب؛ “لويس إيناسيو لولا دا سيلفا”، الذي تعهدت حملته الانتخابية بحماية “غابات الآمازون”؛ وعكس السياسات الإستخراجية لـ”الوقود الأحفوري”، للرئيس المنتهية ولايته؛ “غايير بولسونارو”.
التكيف والتخفيف والتفاوض..
ذكرت صحيفة (كانبرا تايمز) الأسترالية، في عددها الصادر صباح أمس الأحد، أن زعماء العالم يجتمعون في مدينة “شرم الشيخ” لمواجهة قضايا المناخ التي تفاقمت مؤخرًا في ظل عالم مُغاير تمامًا عما كان عليه قبل عام واحد؛ عندما اجتعموا في النسخة السابقة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ التي إنعقدت في “غلاسكو”؛ العام الماضي.
وقالت الصحيفة – في مستهل تقرير لها نشرته عبر موقعها الالكتروني قبل ساعات – إن قضايا التكيف والتخفيف والتفاوض ستكون على رأس جدول أعمال “مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغّير المناخ”؛ (كوب-27)، الذي تستضيفه “مصر” حاليًا، بعد مرور عام واحد على “مؤتمر غلاسكو” شهد اندلاع أزمات حادة وعنيفة؛ من بينها الأزمة في “أوكرانيا” ونقص الطاقة والغذاء وعدم الاستقرار الاقتصادي العالمي وتضخم الأسعار، الأمر الذي تعارضت فيه تعهدات (كوب-26) مع واقع الحكومات التي باتت تُركز على أجنداتها المحلية.
وأضافت: بالإضافة إلى الأزمات التي صنعها الإنسان، شهدت البلدان أحداث تغّير مناخي شديدة خلال العام الماضي بما في ذلك الفيضانات التي اجتاحت “باكستان” والأعاصير في “الولايات المتحدة” وجفاف كلف أ”وروبا” حوالي: 20 مليار دولار، الأمر الذي دفع وزير وزير الخارجية المصري؛ “سامح شكري”، الذي يرأس (كوب-27) إلى وصف المؤتمر بأنه: “ضرورة مُلحة”.
وأوضحت الصحيفة الأسترالية حقيقة أن الاقتصادات النامية، خاصة تلك البلدان ذات الانبعاثات المنخفضة في “المحيط الهاديء”، تشعر بأعباء تغير المناخ وتطلب من الدول الغنية أن تدفع بشكلٍ متناسب ثمن مساهمتها ومسؤوليتها عن تفاقم ظاهرة “الاحتباس الحراري”. ومع ذلك، فشلت قضية التعويض المناخي، أو ما يُعرف باسم: “الخسائر والأضرار”، في كسب الزخم والقوة المطلوبتين في ظل تنامي المطالب الأخرى الأكثر إلحاحًا للمساعدة المالية الوطنية، مما دفع منظمي (كوب-27)؛ في “القاهرة”، إلى التفكير في نهج مختلف يتمثل في: “إلغاء ديون هذه الدول”.
وتابعت: إن أفق مفاوضات هذا العام قد تحمل أيضًا احتدام المنافسة بين قوتين عظيمتين تقفان عند مفترق طرق، وهما “الولايات المتحدة”، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إجراء انتخابات التجديد النصفي لـ”الكونغرس”؛ وتتطلع إلى مواصلة الزخم لقانونها التاريخي لخفض التضخم، و”الصين”.. وأشارت إلى أن هاذين البلدين أذهلا العام في العام الماضي بإعلانهما اتفاقية ثنائية، ولكن، بعد مرور عام صعب توترت فيه العلاقات الثنائية بينهما بشكلٍ كبير بسبب أمور عديدة من بينها زيارة رئيسة “مجلس النواب” الأميركي؛ “نانسي بيلوسي”، إلى جزيرة “تايوان”، أصبح مستقبل التعاون المناخي بين “الولايات المتحدة” و”الصين” أقل تأكيدًا.
فرصة للاعبين الجدد..
وفي هذا؛ تساءلت (كانبرا تايمز): هل سيُعطي الخلاف فرصة للاعبين الجُدد لتأكيد أنفسهم في محادثات المناخ العالمي ؟.. هل سيؤدي تغيير الحكومة في “أستراليا” إلى إثارة الحماس لآمالها في استضافة مؤتمر الأطراف القادم مع دول “المحيط الهاديء” ؟.. وهل ستكون الدولة المضيفة، “مصر”، وهي الأكثر حرصًا واهتمامًا حتى الآن لتحقيق أقصى استفادة من مؤتمر الأطراف الذي يتخذ من “إفريقيا” مقرًا له، قدوة لحلفائها الطموحين ليكون لهم رأي أكبر في كيفية تحرك العالم قدمًا في مجال المناخ ؟!
وقالت: سيتم تمثيل حوالي: 198 دولة في (كوب-27) وجميعها موقعة على اتفاقية “الأمم المتحدة” الإطارية بشأن تغير المناخ، وهو مؤتمر يأتي في ظل ارتفاع انبعاثات “ثاني أكسيد الكربون” العالمية المتعلقة بالطاقة بنسبة ستة في المئة في عام 2021 إلى: 36.3 مليار طن، وهي أكبر زيادة مطلقة في التاريخ المسجل. وللوصول إلى الهدف الدولي المفضل المتمثل في “الإحترار العالمي”: 1.5 درجة مئوية، يجب خفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول عام 2030.
تقديم المساعدات المالية للعالم النامي..
تعليقًا على ذلك، قال “فرانك غوتزو”، من الجامعة “الوطنية الأسترالية”؛ (ANU)؛ (في تصريح خاص للصحيفة): إن “القضية الأكثر إثارة للجدل في (كوب-27) هي: المال. وعلينا الاعتراف بضرورة أن تُساهم الدول الغنية في تقديم المساعدة المالية للعالم النامي من أجل تقليل الانبعاثات والتعامل مع تغير المناخ. وأشار “غوتزو” إلى حقيقة أن مؤتمر الأطراف في العام الماضي دعا البلدان التي لم تقم بعد بتحديث أهداف الانبعاثات لعام 2030 إلى عدم التأخر في فعل ذلك الآن.
وبدورها، قالت “ميلاني بيل”؛ من (ANU): إن قسوة تغير المناخ تتجلى في حقيقة أن الدول التي تُعاني حاليًا من عواقبها الفورية هي نفسها التي لم تُصّدر سوى القليل من الانبعاثات الضارة.. وهذه البلدان – الدول النامية الجزرية الصغيرة والمناطق الساحلية مثل: “بنغلاديش” أو الأرخبيل مثل “إندونيسيا” – هي اقتصادات نامية ولا يزال تقدمها يتراجع إلى الوراء بسبب الفيضانات والأعاصير وارتفاع منسوب البحار والجفاف !.