إن أول الأقوام التي سكنت هذه المدينة حسب أقوال المؤرخين والرحالة هم الميتان الذين إتخذوا من هذه المدينة موقعاً حصيناً ومن ثم تمكن الآشوريون من السيطرة عليها وجعلوا من هذه المدينة قاعدة حربية ، وذلك بسبب موقعها الجغرافي وحصانتها. ومع سقوط الآشوريين على يد الفرس الأخمينيين عام (538 ق.م) أصبحت سنجار تحت سيطرة الفرس و اتخذوها معقلاً ضد الرومان وبعد معاهدة “صلح” تم التنازل عن “سنجار” للرومان في عام 363 ميلادي حتى جاء الفتح الإسلامي في عام 639 ميلادي. حكم هذه المدينة ولاة وحكام كثيرون مثل الحمدانيين والعقيليين في القرن الثالث والرابع الهجري. ثم بدأ حكم الأتابكة في عام 1127 ميلادي واستمر حكمهم إلى 1229 ميلادي ، وتعتبر فترة حكم الأتابكة من أحسن الفترات وفي أوج فترات العز والإزدهار و حكموا هذه المدينة بأحسن شكل و تعاملوا مع الناس بالعدل والمساوات ، وكان عماد الدين الزنكي الأتابكي هو أول من حكم هذه المدينه وجعل منها إمارة مزدهرة واهتم أيضاً بالعمران وجعلها من ضمن خمس إمارات كانت تحت سيطرته. ومن الآثار الشاخصة للأتابكيين ، هو “منارة سنجار” التي بناها قطب الدين محمد بن عماد الدين الزنكي الأتابكي عام 1201 ميلادي و استخدمت هذه المنارة في ذلك الوقت منبراً للخطب ، بالإضافة إلى مرصد لمراقبة غزوات الأعداء. و الآخر “محراب گوهکومت” وهي مدرسة دينية و مكتوب عليها آيات قرآنية ويعتقد البعض أنها كانت مدرسة حربية ويوجد فيها ضريح عماد الدين الزنكي الأول وبني هذا المحراب تخليداً لأعمالة الحربية. و أيضا من آثارهم “مرقد السيدة زينب (ع)” والذي قام ببنائه بدر الدين لؤلؤ في عام 1259 ميلادي. وكذلك من الآثار الشاخصة قبتي الأخوين الذي يُعتقد بأنهما أولاد علي بن ابي طالب(ع) ويعتقد آخرون بأنهما من أولاد السيدة زينب عليها السلام عندما اخذوهم سبايا إلى الشام بعد انتهاء معركة الطف و يعود تاريخ بناء القبتين الى القرن السادس أو السابع الهجري ، بقيت هذه المدينة تحت سيطرة الأتابكيين إلى عام 1229 ميلادي ومن ثم سيطر عليها القائد الكوردي صلاح الدين الأيوبي، (ومن ثم حكم المماليك )الذي إنتهى أيضا مع سقوط شنگال بيد المغول عام 1261 ميلادي ودمرت هذه المدينة بالكامل قتلوا أهلها و أبادتهم عن بكرة أبيهم وفي الحملة المغوليه الثالثه عندما استولى عليها تيمورلنك في عام 1393 ميلادي ، كان عدد الدور اكثر من اثنان وثلاثون الف دار وهذا دليل على انها كانت اكبر مما هي عليه الان من الناحيه السكانية وهذا دليل الزهو والازدهار في تلك الفتره وهكذا تصارعت الدول والمماليك على هذه المدينة ذات الخيرات الوفيره، منها الحيوانية والزراعية والصناعية والتجارية وبقيت مسرحاً للأحداث إلى العهد العثماني الذين اكملوا المسيره لسلب خيراتها وإذلال أهلها وبقيت سنجار حالها حال الدول التي كانت تحت السيطرة العثمانية آنذاك ولمدة تتجاوز الأربعة قرون ونصف وإلى أن تأسست الدولة العراقية في عام 1921 ميلادي و تأسس قضاء سنجار في عام 1934م بموجب مرسوم ملكي.