ألْبِرْت أينْشتاين (1879 – 1955) عالم فيزياء ألماني المولد سويسري و أمريكي الجنسية، معروف على نطاق واسع بأنه أحد أعظم العلماء و معظم الفيزيائيين المؤثرين في كل العصور. و هو يشتهر بلقب أبو النظرية النسبية كونه واضع النظريةالنسبية العامة و النظرية النسبية الخاصةالشهيرتين التين كانتا اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة. و لقد حاز في عام 1921 على جائزة نوبل في الفيزياء عن ورقة بحثية عن التأثير الكهروضوئي، ضمن ثلاثمائة ورقة علمية أخرى له في تكافؤ المادة والطاقة (E=mc²) وميكانيكا الكم وغيرها، وأدت استنتاجاته المبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها. أدت إنجازاته الفكرية وأصالته إلى أن أصبح إسم أينشتاين مرادفًاً لـ “العبقري”.
في عام 1933 بينما كان أينشتاين يزور الولايات المتحدة، وصل أدولف هتلر إلى السلطة في ألمانيا. عارض أينشتاين بسبب خلفيته اليهودية، سياسات الحكومة النازية المنتخبة حديثاً، فاستقر في الولايات المتحدة و أصبح مواطنًا أمريكياً في عام 1940. عشية الحرب العالمية الثانية أيد خطاباً إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت ينبهه إلى برنامج الأسلحة النووية الألماني المحتمل و يوصي بأن تبدأ الولايات المتحدة أبحاثاً مماثلة. دعم أينشتاين الحلفاء لكنه شجب بشكل عام فكرة الأسلحة النووية.
عندما سُئل أينشتاين عن موقفة من الحرب، أجاب “لم أدعي يوماً أني رجل سلام تام، فكل ما قلته هو أنني أفضل السلام على الحرب و أريده، و لكي يحل السلام لا بد من وجود قوة تحمية. لا بد من إستخدام القوة في وجه كل من يهدد أمن البلاد والمواطنين…. إنني لا أريد استخدام العنف تحت أي ظرف و أي مسمى غير نشر السلام و مواجهة العدو الذي يريد إنهاء الحياه و تدمير البشرية“.
على الرغم من نجاح أينشتاين في عمله كأستاذ جامعي و نيله جائزة نوبل و جوائز أخرى و العيش في بحبوحة بسبب ذلك، إلاّ أنه إنخرط في الحياة العامة، فكان ناشط سلام و عضو في الحركة الإتحادية العالمية و ديمقراطي إشتراكي،و كانت آراءه السياسية محط إهتمام العامة خلال منتصف القرن العشرين بسبب شهرته و إنخراطه في عدد من المشاريع الإنسانية و السياسية والأكاديمية حول العالم، و استمر الإهتمام بمواقفه السياسية حتى بعد وفاته. و غالباً ما سُئِل ليعطي رأيه أزاء قضايا و أمور لم تكن مرتبطة لا بالفيزياء النظرية و لا بالرياضيات. و قد إستغل أينشتاين مكانته البارزة على الصعيدين الأكاديمي والإجتماعي في التحدث و الكتابة بصراحة و حتى بلهجة إعتبرها البعض إستفزازيّة بلا خوف في الوقت الذي إلتزم به الكثيرون بالصمت نتيجة وصول النازيين بقيادة أدولف هتلر إلى سدة الحكمفي ألمانيا.
و أخيراً من أقوال أينشتاين “العالم لا يُدَمَّربواسطة الأشرار، بل بواسطة من يشاهدونهم دون أن يفعلوا شيئاً” أي بالعراقي “العراق لا يُدمَّربواسطة الفاسدين، بل بواسطة الذين يسبون الفاسدين و لا يشتركون في الإنتخابات لإنتخاب من يبنون العراق”. و ما قاله أينشتاين موجود في دين غالبية الشعب العراقي في قوله سبحانه و تعالى ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾ (هود 117) و لكن أكثر العراقيين لا يصلحون، و عليه لا غرابة في دمار العراق.