غالبا ما تصادفنا الحقيقة وهي بائسة .. الا انها ستكون اكثر وضوحا ما لم تظهر ممر الاعلام الدافيء .. والجميع يمتلك امكانية ابراز الهوية – اي هوية – غير ان الاساليب مختلفة ومتعددة ولعل ابرزها واكثرها ايقاعا بالوجود هو الاسلوب الاعلامي الناجح .. ولست بصدد المقارنة بين مقدرة السلطة الرابعة وسواها من السلطات في اظهار وبيان تفاصيل الحقائق .. وانما الامر يتعلق بوجود رجالاتها وامكانياتهم .. كما ان الوصول الى الهدف بغض النظر عن الطرق هو الغاية دون الخوض بتفاصيل الوسيلة .. وقد لا احد ينكر الاماكنية الاكاديمية التي يمتلكها هاشم حسن .. وحينما اتيحت له الامكانية هذا لا يعني انه تمكن من بلوغ المقدرة في مجاراة الواقع السياسي المعقد في العراق من وجهة نظر اعلامية .. وعندما يكون التنظير مجرد خطوط وهمية ترسمها الاقلام في الغرف المظلمة .. لا يعني ايضا هو رسم صورة الواقع وتغييرها وفق المسارات الوهمية التي يراها نظريا .. هكذا يعتقد هاشم حسن بان الاعلام هو مجرد بحث اكاديمي مرفق بعدد من الرؤى والنظريات الصامتة .. بينما ندرك جميعا ان الورق هو فلسفة صامتة لا ترقى ابدا للتطبيقات العملية .. ولا سيما ما يتعلق بمجالات الاعلام . كما ان التقييم الجاف للشخصيات والمؤسسات وتجريدها من جوانبها الايجابية سيساهم حتما في هدم عملية البناء الاعلامي ولعل الجميع يدرك عدم فائدة ( العالِم البخيل ) بقدر الاستفادة من همة ( الجاهل الكريم ) وفي المقارنة بين هذا وذاك سيحكم الواقع بالمتحقق اكثر من حكمه بالمخزون في بواطن البحوث والنظريات .. كما ان التفرد بالنظرية باعتبارها الحل في البناء دون اشراك الجهة المنفذة عمليا هو انانية البقاء ذاتها .. وهو الامر الذي جعل هاشم حسن في مناسبة واخرى يشن هجوماته المقصودة وغير المقصودة باتجاه نقابة الصحفيين متشبثا بحبل التنظير ( والتسطير ) دون ان يمارس هو يوما اي حركة اعلامية تدل على مهنية ما يمتلكه .. وهو الذي يدرك تماما قبل غيره ان ما حققته نقابة الصحفيين العراقيين لم يتم تحقيقه طيلة تواجدها في الساحة منذ عقود .. وقد وقفت كطود متحدية كل المخاوف والضغوطات باتجاه تعزيز اللحمة الوطنية ومكافحة عمليات القتل والتدمير والارهاب في فترة عصيبة لم تمر ببلد آخر .. كما استطاعت – النقابة – توفير الهيبة الحقيقية للاعلامي وسط الانتهاكات والتسقيطات . كل ذلك حدث عبر رجالاتها من الاعلاميين والصحفيين بدءا من نقيبها الاستاذ مؤيد اللامي وجميع اعضائها .. كما ان النقابة لا يمكنها ان تتهاون في حقوق ابسط المنتمين اليها .. ولا تساهم في تجريد اي من اعضائها والمنتمين اليها من صفة الاعلامية وان كان غير ملما بها بل وتسهم في تقويمه وتقوية امكانياته ليملثها حقا في جميع الساحات . ولم تمارس الانتقاص من اي شخصياتها كما يمارس ذلك هاشم حسن وهو يحاول ايجاد التقييم المبني على اسس الضغينة والتحريف ..نعم لقد اوغل الدكتور هاشم حسن في اذية الاسرة الصحفية من خلال تبنيه اساليب مفضوحة وخطابات ركيكة قلما نقول عنها مهنية او دون المستوى الخطابي التنظيري ..خطابات تفوح من مفرداتها راحة الكهولة والعجز والكلاسيكية التي عفى عليها الزمن .فالرجل ما ان تسنح له فرصة الصعود الى اي منبر في اي مناسبة حتى وان كانت بعيدة عن المشهد الاعلامي والثقافي يستثمرها للنيل والكيل من شخص النقيب والنقابة بتهم جزافا ما انزل الله بها من سلطان وهذا ما حصل قبل ايام قلائل حيث كان هناك مؤتمر للمصالحة الوطنية حضره كم غفير من رجالات السياسة والاعلام وكان من بين الحضور كاتب هذه السطور والدكتور هاشم حسن الذي اطنب بخطابه التسفيهي المعهود بحق فرسان الاعلام العراقي ووصفهم بانكل وابشع الصفات اضافة الى تحريفه لمسار المؤتمر الذي كان يسلط الضوء على المصالحة الوطنية وسبل مكافحة الارهاب . مما اثار حفيظة الحضور الذين تسالوا بالنظرات تارة وبالالسن تارة اخرى عن بطل هذه المسرحية الهزيلة التي يحاول فيها البطل التسويق لذاته البائس واظهار شخصه فارسا اسطوريا في ساحة الاعلام من دون منازع ..وهو الخاسر الكهل الغير مثمر بعدما فارقه العطاء وذهب يروي براعم الشباب اليافع المتطلع الى اعلام يرتقي واسم العراق لا املاءات هاشم حسن وسفسطته البالية التي لا تغن ولا تسمن من جوع … الفارس الحقيقي يا دكتور هاشم ميدان اختباره صندوق الاقتراع وليس التنظير والتنكيل بالخصوم…والاعتراف بالهزيمة قمة الفضيلة…