أعطني أعلاما بلا ضمير … أُعطيك شعبا بلا وعي .
جوزيف حوبلز / وزير الاعلام النازي .
لم يعُد أمرا خافيا البتة مكر وخداع ساسة الحكومة العراقية استنادا لما اثبتته تجربة النفاق والمكر السياسي طوال سنوات الواقع السياسي العراقي المتأزم منذ سقوط النظام البائد ولحد الآن .. لكن الغريب ان يقع الإعلام العراقي ضحيّة هذا المكر والخداع .
اشتركت جميع عناصر الحكومة العراقية الساسة السنة والشيعة في انتاج فلم هندي جديد عنوانه ” داعش ” بتمويل وانتاج ايراني خالص واخراج امريكي سعودي ، أبطاله حكومة المالكي وأجندة داخلية ” ميليشيات شيعية ” وبعض الساسة من الجانب السنّي ، ممثليه ” الضحايا ” ابناء السنّة الانبارية العراقي . بذرائع وأعذار واهية القصد منها أتمام المخطط الطائفي السابق في سَنَة ( 2006 ) الذي لم يكتمل بعدُ من جهة . والقضاء على الحس الوطني الصامد الذي لازال باقيا متجلّيا في أعتصمات ابناء السنة المطالبة بحقوقها التي هي حقوق كل ابناء الشعب العراقي في مدينة الانبار لأكثر من عام من جهة أخرى .
والحقيقة المُتَعمّد إخفاءها عن الاعلام العراقي وباقي جماهير المجتمع العراقي الذين وقعوا ضحية هذا المكر والخداع والنفاق السياسي في قصّة ما يسمى (داعش) في الأنبار التي شرح ووضّح لنا حقيقتها كما هي بعض الأخوة السنّة من اهالي مدينة الفلوجة والرمادي وبعض عناصر الجيش العراقي ، من ان سيناريو داعش المُدمّر ماهو إلا فلم مخطط له تديره وتشترك في انتاجه عدّة جهات دولية وأقليمية في محافظة الانبار . والحقيقة التي أكدها لنا أحد الاخوة الضباط في استخبارات الجيش العراقي ، ان الجيش العراقي لازال يُعسكر قبالة مدينة الفلوجة ولم يجرؤ لحد الآن من الدخول الى المدينة بسبب قوة التسليح والتحصين وشجاعة وثبات أهالي وعشائر مدينة الفلوجة . وقال الضابط ( مصدر معلوماتنا ) عندما سألناه عن بداية الأزمة وماهي ملابساتها الحقيقية ؟ قال : في البداية يعلم الجميع ان ما يسمى بداعش هي ميليشيا تتواجد في سوريا تقاتل مع جبهة النصرة موالية لنظام بشار الأسد وليس لها اي تنظيم في العراق اطلاقا ، بدليل ونظرا لكثرة ما يثار من احداث واعمال نُسِبت لداعش في العراق أعلنت القاعدة في العراق براءتها مما يسمى بداعش وأنها لاتنتمي لهم أي ( للقاعدة في العراق ) : ثانيا ليتَ الشعب العراقي جميعه يعلم ان الصور والفيديوهات التي تناقلتها فضائيات وسائل الاعلام العراقي من ان طائرات الجيش قد ضربت وأحرقت معسكرات لداعش في صحراء الأنبار مفبركة وكاذبة وغير صحيحة ، بدليل ( لازال الكلام للمصدر ) ان الكثير من الكُتّاب العراقيين وبعض الشرائح العراقية المثقّفة في بعض المحافل والمواقع وبعض القنوات الاعلامية تسّاءلت الحكومة العراقية : كيف تم نقل المعركة مع داعش اذا كانت صحيحة من الصحراء الى المدن بهذه السهولة وهذه البساطة .. علما ان الحكومة قد أعلنت القضاء على مجاميع داعش المزعومة في صحراء الأنبار من أوّل ضربة وأعلنت أنسحابها من هناك ؟ وقد بيّن لنا المصدر كيف تأجّجَت الأزمة وكيف كانت بدايتها ، ، قال : جاءنا الأمر العسكري ( المشكوك ) من بغداد بالتحرك الى ساحة الأعتصام بتدمير الخِيام التي كانت منصوبة في ساحات الأعتصام بعد تفتيشها وثم حرقها وقتل وضرب وأعتقال أي معترض من قبل المعتصمين ! وفعلا قتل الجيش العشرات من المعتصمين الأبرياء وأوئكد لم نجد في المخيمات قطعة سلاح واحدة والأعتصامات كانت مسالمة ! . وعندما سألنا المصدر : ماذا تعني بقولك ( الأمر العسكري المشكوك ) قال : بعد ان جاء الأمر بالتحرك الى ساحات الأعتصام والذي كُنّا نظن أن الأمر كان من قبل المالكي شخصيا .. تبيّن لنا لاحقا أن أمر التحرك لم يكن بأمر المالكي .. ! بل كان الأمر العسكري قد صدر من جهة متنفذة أخرى في بغداد لم نعرفها لحد الآن ! وعلمنا لاحقا ان المالكي كان في حالة أرتباك وجدل مع تلك الجهة المتنفذة .. والتي أنصاع المالكي ذليلا لأوامرها . وعندما سألنا المصدر عن الصور والفيديوهات التي نقلتها وسائل الأعلام لدخول الجيش الى مدينة الرمادي والفلوجة ، وعن صور وفيديوهات أخرى تخص ميليشيا داعش وهي تحرق البنايات والعجلات والممتلكات وتعبث في مدينة الرمادي ، قال المصدر : اقسم واقسم واقسم لم تستطع قوات الجيش لحد الآن من الدخول الى مدن الأنبار .. فمن اين حصل الاعلام العراقي على هذه الوثائق اذا كانت صحيحة ؟ واغلب الظن انها وثائق مفبركة كما فبركوا غيرها اقوى منها من اجل تحشيد الرأي العام العراقي وتعبئة الجماهير وخاصة الجماهير الشيعية . وفي آخر سؤال وجهناه للمصدر : عن تركيبة الجيش العراقي ومم يتكون هناك في حربه هذه ، قال : بالدرجة الاساس يتكون من الجيش العراقي نفسه ، اضافة الى كل تنظيماته الاستخبارية ، وقوات مايسمى ب ( سوات ) وفصائل من فيلق القدس الأيراني ، وفصائل من ميليشيا العصائب ( عصائب الحق ) ، وفصائل ميليشيا بما يُعرف ب (حزب الله) بقيادة البطاط شخصيا وقوات تابعة لمنظمة بدر ، وفصائل اخرى غيرهم . وبأمكان الناس سؤال اخوتهم وابناءهم والتأكد من صحّة كل هذه الوقائع التي ذكرتها لكم . ( والعهدة برقبة الناقل ) .
من خلال ماتقدم يتبين للجميع ان ليس الشعب وحده من وقع ضحيّة هذه المؤامرة والمخطط الخارجي الدنيء الذي يهدف الى تمزيق وحدة و لحمة الشعب العراقي وتفتيته وشرذَمَته .. بل والاعلام العراقي قد وقع ايضا ضحيّة هذا المخطط حتى بات يُطبل ويكتب ويُعلن ويُساند الحكومة ويسير مع الاجندة الداخلية والخارجية المؤسسة لهذا المخطط دون وعي او علم بالملابسات والخفايا التي أستبطنتها ماكنة المكر والخداع السياسي للحكومة العراقية حتى بات الجميع ينادي بشعارات الولاية : ” علي وياك علي” وتناسى الجميع بأن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام لم يكن ذات يوم مع الباطل .