في حديث مطول للسيد الحكيم أثناء لقاءه كوكبة من طلبة العراق ، من على شاشة الفرات حيث تحدث الحكيم عن المبادرة التي أطلقها من على منبر ملتقاه الأسبوعي ، والتي جوبهت بحملة إعلامية شرسة جداً ، نالت منه كثيراً ، بل لم تكتفي بالإساءة له ، وبث لمقاطع فيديو مفبركة ، تحاول التشويش والتشويه على المستمع العراقي ، خاصة ونحن مقبلون على الموسم الانتخابي ، وانتخاب ممثلي الشعب في مجلس النواب القادم ، والذي يعتبر انعطافة كبيرة في مستقبل العراق نحو التغيير .
هذه الحملة نالت من شخصيات كبيرة ومؤثرة على الساحة السياسية العراقية ، كالإمام الحكيم (قدس) ،وشهيد المحراب ، وعزيز العراق ، في محاولة لتشويه مكانة هذه الشخصيات أمام الشعب العراقي .
هذه المبادرة والتي سميت بـ(أنبارنا الصامدة ) لاقت صدى واسع بين الأوساط السياسية والتي اعتبرت فيها نقطة انطلاق نحو التهدئة ،في حين جوبهت بالرفض والحرب الإعلامية الشرسة ، من دولة القانون وحزب الدعوة تحديداً ، بل الأكثر من ذلك شنت حرباً إعلامية شرسة ضد هذه المبادرة ، وجوبهت بالانتقاد والرفض منهم ، في حين وبعد أيام قلائل ، طرحت نفس بنود المبادرة من الآخرين نراها وجدت الترحيب والقبول من الحكومة ودولة القانون .
هذه الازدواجية في المواقف ، تجعلنا نقف أمام هذه المواقف العدائية من دولة القانون والحكومة ، وضد شركائها والمتحالفين معها في شيء اسمه التحالف الوطني ،، وهنا بودي أن اسأل سؤال ،، كيف يجتمعون فيما بينهم ، وعندما يجتمعون هل يتفقون ؟!
أن عدم قبول الآخر هذه المبادرات أنما هي تأتي من دوافع سياسية وقضية تنافس سياسي حتى لا تحتسب لهذا الطرف أو ذاك. وأنهم بذلك لايريدون ان ينجحوا تلك المبادرات التي أطلقها شخص يريد الخير للعراق.
السيد الحكيم أكد في مبادرته وقالها في خطابه ” لن يسلم أحد من هذا الزحف الأسود …ومن السذاجة أن يتصور البعض أنه بعيد من الإرهاب الظلامي ،لان المسألة مجرد وقت وأولويات . ومتى ما اكتملت حدود دولة الإرهاب الإقليمي المزعومة “داعش” والممتدة من حلب إلى الفلوجة سيشعر الجميع بحجم الخطر الذي سيصيبهم … وعلى الجميع أن يستعد لهذه الحرب المفتوحة والطويلة والممتدة من بلاد الشام إلى الدول الخليج العربية مروراً بالعراق .
هذه المبادرة التي سرقت بعد إطلاقها لتكون بعد ذلك مبادرة السيد المالكي ، وبذلك يتحقق أمرين ، حملة تسقيطية شرسة على مواقع دولة القانون “عراق القانون” وحزب الدعوة من جهة ، ومن جهلة أخرى التشويش والتشويه ،الشعب العراقي والذي هو الآخر قرأها بصورة خاطئة ليعيدها اليوم السيد المالكي بحلة جديدة ، ولكن بفتح الباب أمام عودة ضباط الجيش السابقين ، والذين كان لهم الفضل الكبير في سحق انتفاضة الشعب العراقي في التسعينات من القرن المنصرم ، وبهذا حقق انجازاً كبيراً يضاف إلى انجازاته المهمة في عودة الكثير من رموز البعث الصدامي إلى مراكز الحكم في العراق الجديد ، ولا نستغرب يوماً أن يكون قادة البعث منافسين في الانتخابات القادمة ، خصوصاً مع ما نسمع من رسائل بين الحكومة والقائد المهيب عزة الدوري فيا ترى هل يعود البعث من جديد ولكن بحلة أخرى .
يبقى على مجتمعنا العراقي بجميع طبقاته أن يكون على قدر المسؤولية في قراءة الواقع السياسي بصورة متأنية ليعرف حقيقة المواقف الوطنية ممن يسعون لتمثيله في البرلمان القادم ، وان يعي شعبنا من يقف معه ومع مصالحه ، ومن يسعى لتأسيس حكم الحزب الواحد والرجل الواحد .