اصبح من اليسير فرزالوسائل الاعلامية المؤثرة على الراي العام العربي من خلال تجارب السنوات الماضية التي عجت بالاحداث والتطورات والمتغيرات في الخارطة السياسية لمنطقتنا بعد سقوط عدد من الانظمة الحاكمة ، ولكن سرعان ما اكتشفت هوية تلك الوسائل وطبيعة الاجندة الاعلامية وتطابقها وانسجامها لسياسة الدول الراعية لها والممولة لها ، في بداية الامر كانت تمتلك رصيد كبيرمن ثقة المتابع وتفاعله مع ما تبثه من اخبار وتقارير وتحليلات العاملين في منظومتها الادارية الى حد اصبحت من مصادر الخبر الاساسية للانسان العربي ، ولكن اليوم رصد المواطن بوصلة اهداف تلك القنوات بعد فشلها الذريع بالمحافظة على المستويات الدنيا من اسس العمل المهني وفي مقدمدتها الحيادية والمصداقية ، بل يمكن القول انها تجاوزت الحد الادنى من المبادئ الاخلاقية والقيم الانسانية من خلال التحريض الصريح على القتل وتشجيع الهدم والدمار الذي عم المنطقة ، ولايمكن تفسير المساندة والدعم لماكنة التدمير تحت المسوغات والتبريرات الواهية الباطلة للتغطية عن اهدافها الحقيقية التي اميط اللثام عنها بعد استهداف الشعب العربي وادخاله في اتون الفتنة والفوضى الخلاقة في عناوينها المختلفة ، حيث اختزل عملها الاعلامي على منطلقات التحريض ثم التحريض ، بعد تونس الخضراء وتقسيمها بين الاسلامين والعلمانيين وليبيا بين اصوات دعاة الاقاليم ولهيب الصراع القبلي وما تعانيه مصرالكنانة من استمرار الاضطرابات الاخوان والجيش وتصنيف قوى اليمن السعيد بين الحراك الجنوبي والحوثيين والسلفيين والجيش والعمل على الدفع للحرب الاهلية ، ولكن كان تركيزها وتحشيد طاقاتها الاعلامية التخريبية اتجهت دون هداوة الى سوريا بما يقارب ثلاثة سنوات من الدفع وبزخم متصاعد لحرب طاحنة احرقت الاخضر واليابس بفضل التحريض الطائفي المقيت الذي اتبعته صراحة ووقاحة ، ويعلم الجميع انها ذات القنوات الفضائية التي طالما حاولت في السنوات المنصرمة ان تبث سموم الفتنة الطائفية بين ابناء شعبنا ولكن محاولاتها فشلت ، واليوم تحركت من جديد بعزف ذات النغمة النشاز بتوصيف العراقيين طائفيا لزرع الفرقة والانقسام وخصوصا في ظل الاحداث التي تعيشها المنطقة الغربية ،لذا لابد من تفنيد ادعاءتها وافتراءتها وكشف عدائها اتجاه الشعب العراقي باقلام واصوات الاعلاميين الوطنيين وقطع الطريق امامها برصد وفضح نهجها التحريضي لاكمال المخططات الاستراتيجية المهيئة من عشرات السنوات في اعادة تقسيم الخارطة العربية مجددا حيث تتحول كل دولة الى كانتونات واقاليم وفق الاثنيات المكونة لشعوبها بمباركة العرابين لـ( سايكس بيكو ) جدد.