تعب لسانه , وخارت قواه , وتيقن ولو بعد حين , أن مجلس السياسات الستراتيجية لم يعد حلمه , وأن الشراكة بدعة , وأنقلاب على الدستور , وبعد أن أغلق نوري المالكي كل الطرق عليه , وفلق قائمته الى شظايا , وما تبقى , حصرها في المساءلة والعدالة .. فما كان على الدكتور أياد علاوي , ألا أعلان الانسحاب من العملية السياسية , قبل شهرين من خوض سباق الانتخابات التشريعية ..
لم يحسن علاوي وقائمته , على مدى أربع سنين مضت , طرح نفسه كشريك قوي في عملية سياسية , كان الاجدر به , بعد قرار المحكمة الاتحادية , وهو صاحب 91 مقعدا , أن يجد له موطئ قدم في البرلمان العراقي , وأن يؤسس مع الاخرين معارضة قوية , لحكومة المالكي , ليخلق حالة من التوازن السياسي , لصالح أقرار قوانين تخدم المواطن والعملية السياسية .. ألا أنه , ظل يتخبط للحصول على مغانم شخصية , تعيد ظهور أسمه في المقدمة , وأبدى تنازلات أضعفت قائمته , وخلقت تصدعات في بنيتها , الامر الذي سهل للمالكي أختراق القائمة العراقية , وأغراء أعضائها بمناصب وعطايا حكومية..
أذن قوة العراقية في 2010 ليست كما هي اليوم في 2014 .. ذلك يرجع الى هشاشة وفقر القيادة في أيجاد حلول لمشكلات ناخبيها , وجري أعضائها وراء مكاسب ذاتية , تناسوا صوت الناخب الذي أوصلهم لهذا المنصب.. والشاهد في ذلك , ما يحصل في الانبار , خير دليل على غياب دور العراقية في أخذ زمام المبادرات والحوارات لانهاء هذه الازمة , والوقوف مع أهلها في تجاوزها ..
على العراقية , أذا أرادت أن تشارك في مرحلة التغيير والاصلاح , أن تلملم نفسها , وأن تكون قادرة على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها , ويكون خط منهجها وطني متماسك لا شائبة فيه.. قد تكرر ما حدث في 2010 .. وما خفي كان أعظم