مع بدأ الربيع العربي، و التغييرات و الاحداث المتباينة التي رافقته، حاول النظام النظام الايراني و بطرق و اساليب مختلفة أن يرکب الموجة بزعم أن مايحدث في تونس و ليبيا و مصر، انما هو من جراء تأثرها بالافکار و المبادئ الخاصة بنظام ولاية الفقيه، لکن وبعد فترة قصيرة توصل معظم المراقبين و المحلليين السياسيين الى أن ضمان إنتصار و نجاح الربيع العربي يکمن في حدوث الربيع الايراني و سقوط نظام ولاية الفقيه، وقد تأکدت هذه الحقيقة بعد أن وصل الربيع العربي الى سوريا و الدور الذي لعبه النظام الايراني من أجل المحافظة على حليفه الاسد في دمشق.
طوال أکثر من ثلاثة عقود من تأسيس النظام الايراني، على الرغم من أن السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة قد تأثر کثيرا بسبب ذلك، لکن لايمکن أبدا غض النظر عن الفظائع و الانتهاکات و الجرائم الواسعة التي إرتکبها هذا النظام تحت ستار الدين بحق الشعب الايراني و کذلك السياسة الانتهازية و الوصولية التي إتبعها و التي وظف الدين فيها من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، وان قضايا رجم المرأة و جلد الجنسين و قطع الاصابع و الاذان و فقء الاعين و حجب الحريات و منع الانترنيت و الاطباق اللاقطة، بينت بوضوح ماهية التخلف و التحجر لدى هذا النظام في الوقت الذي نجد فيه الشعب الايراني شعبا حضاريا منفتحا و ينشد الحرية و يقدسها، لکن هذا النظام حاول بشتى الطرق و من خلال إستخدام الدين و تسييسه جعل هذا الشعب في قفص کبير!
مؤتمر الجمعيات و المنظمات الايرانية العاملة في المجالات المالية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفکرية و حقوق الانسان و المرأة، الذي إنعقد لأول مرة في العاصمة الفرنسية باريس في الثامن من الشهر الجاري بحضور أکثر من 300 جمعية و منظمة قادمة من أکثر من 18 بلدا، جسد إنعطافة نوعية خاصة في شکل و مضمون المؤتمرات التي تقيمها المعارضة او الجالية الايرانية خارج ايران، إذ إنه عکس لأول مرة موقفا شعبيا إيرانيا ملفتا للنظر بإتجاه إحداث التغيير في إيران، خصوصا وان صيغة و اسلوب التوجهات التي سادت في أجواء المؤتمر کانت منسجمة و متناغمة مع صيغة و اسلوب التوجهات السياسية ـ الاجتماعية ـ الفکرية للإنتفاضة الايرانية عام 2009، رغم أن ممثلي تلك المنظمات و عند إلقائهم لکلماتهم قد عبروا عن هذه المسألة و شددوا عليها متمسکين بأهمية و ضرورة و حتمية التغيير في إيران کمخرج و منفذ وحيد للخروج بالبلاد من الاوضاع و المشاکل الخطيرة الحالية التي يمر بها.
مؤتمر الجمعيات و المنظمات الايرانية الذي ينعقد لأول مرة خارج إيران، أکد و شدد على أن الشعب الايراني يريد فعلا الخلاص من محنته و اوضاعه الوخيمة الحالية و التي لايمکن تحقيقه أبدا من دون إجراء تغيير في النظام و المجئ بنظام جديد يؤمن بفصل الدين عن السياسة و يکفل الحريات و الديمقراطية و يمنع من التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، کما جاء في البيان الختامي للمؤتمر، هذا المؤتمر جسد بحق وحقيقة أن الشعب الايراني يريد فعلا تغيير النظام!
[email protected]