18 نوفمبر، 2024 9:37 م
Search
Close this search box.

الانفصال والاتصال

خطوط متعرجة قسمت الارض وشتت البشرية تحت مسميات خبيثة قام بها خبثاء ـ سايكس بيكو انموذجا ـ ، وفي نفس الوقت هنالك حكام طغاة ورائحة العنصرية تفوح من قراراتهم فالانفصال هو امل المتضرر منهم ، وبالاجمال الوحدة بحد ذاتها هي الافضل وبشرطها وشروطها .

المغرب تخاصم كل من يعترف بجبهة البوليساريو ، والصين تحذر من يتعامل مع تايون ، واياك ان تتطرق الى ايرلندا الشمالية وحقوقها ، وابتعد عن حقوق الشعب الكردي في الدول الاربعة ، ولا تتحدث عن حركة كتالونا في اسبانيا ، وغيرها الكثير ، وصفق وايد انفصال جنوب السودان وبارك الى تيمور الشرقية ولا تتحدث عن الاسكندرونة والجولان ، وما بين اليابان والصين ورقة لها وقتها .

من كل هذا جُعل الانسان ورقة تفاوضية او نقدية يتم تداولها بين هذا وذاك ، في هذه المقاطعات جميعا مجتمعات لها حقوقها في العيش وفي طريقة حكمهاـ فمن يتسلط عليها بالقوة فهو طاغوت مدعوم من قوى الاستهتار العالمي التي تكيل بمعيارين فهي تتباكى على تايوان ولا تلتفت الى ايرلندا الشمالية مثلا . والاكراد مجتمع له عاداته وتقاليده فمن حقه في ان تكون له دولة ـ اتحدث عن مجتمع وليس حكومة ـ لاحظوا نفوس الاكراد اكثر من اربع دول خليجية ولم يمنحوا وطن .

على الطرف الاخر فان الخطوط المتعرجة التي وضعها الشياطين وقسموا البلدان لاسيما العربية والاسلامية الى دول فانها مزقت الشعوب وجعلت كل عميل يدفع المطلوب لكي يكون امير ( الامارة ولو على حجارة)، ففي الوقت الذي لا ننكر حق الشعوب باستقلالها ولكن قوتها في وحدتها مع بقية الشعوب مع الاخذ بنظر الاعتبار نزاهة وعدالة الحاكم في منح الحقوق لكل قومية حتى ولو كانوا عشرة اشخاص فقط فلهم الحق في الحياة بشرط عدم التجاوز على الاخرين .

وعلى الحكام الذين يرفضون انفصال اي مقاطعة عنهم البحث عن الاسباب والحفاظ على حقوقهم فانه بهذا الاسلوب يضمن عدم انفصالهم طالما ضمنوا حقوقهم وحقوقهم ليست المادية فقط بل المعنوية التي تشمل الديانة والعادات والتقاليد الخاصة بهم . وما حرب روسيا مع اوكرانيا الا شاهد على سلبية التسلط والانفصال والتي دفع ثمنها الانسان الاوكراني والروسي

هذا على مستوى الاوطان ، وللاسف هذه الظاهرة اصبحت في بلدي على مستوى احزاب في تقاسم الحكومة ، دون النظر الى الكفاءة بل الى المذهبية والقومية ونفس الامر تعاني منه لبنان .

الاستهتار الاوربي والامريكي هو من اثار التفاضل بين الجنس البشري والفتنة بين الطوائف والاديان ، وحدثت مجازر بسببها يندى لها الجبين وتحاول بعض الدول الاوربية التهرب من افعالها الشنيعة بحق الشعوب ارمن ومسلمون على سبيل المثال ، واما الهولوكوست فقد اثبت مفكروهم بانها كذبة مما جعلهم يشرعون قوانين بمعاقبة من يقول كذبة في اوربا والا لو كانت حقيقة لما لجاوا الى المنع والاعتقال والحبس .

الخلاصة من كل ذلك الانسان يريد العدالة لكن الظاهرة التي تفشت ان الذين يريدون ان يكونوا امراء اكثر من الشعوب وبالنتيجة يكون هنالك صراع بين المتسلطين من جهة ومع الشعوب من جهة اخرى .

ولو ان الامم المتحدة تتصف بالنزاهة لكان بالامكان الاعتماد عليها في اجراء انتخابات للمقاطعات التي تريد ان تنفصل عن من يتسلط عليها فينتخب مجتمعهم ما هو الاصلح لهم وتكون نتيجة التصويت ملزمة للجميع .

أحدث المقالات