17 نوفمبر، 2024 3:33 م
Search
Close this search box.

فكرة المخُّلص :الإمام المهدي المنتظر بين الماضي والحاضر

فكرة المخُّلص :الإمام المهدي المنتظر بين الماضي والحاضر

توطئة : يقول المفكر المصري الدكتور يوسف زيدان () ( فكرة المخلص في أساسها , يهودية الأصل , نبتت مع طول معاناتهم القديمة وبؤس أحوالهم في القرنيين السابقين على ظهور السيد المسيح , وحينما ظهر السيد المسيح لم يرض اليهود فيما قال لهم بأنه جاء لجميع الناس وليس لليهود فقط ) وأضاف ( وفي زمن الإسلام اشتد الظلم والجور على أل بيت النبوة , وظل الأمويون والعباسيون يتعقبون ذرية الأمام علي بن أبي طالب ( رض ) وزوجته فاطمة الزهراء , ظهرت عند الشيعة عقيدة المخلص ( المهدي المنتظر ) .
وعلى رأس ما أنتجه العقل الديني عبر العصور يقبع مفهوم المنقذ، هذا المفهوم الذي تداولته أغلب الثقافات والأمم منذ القدم، فلكل أمة منقذها المعني بتخليصها من الظلمات والمآسي.
وما زالت بعض الشعوب تنتظر منقذها الذي سيأتي عاجلاً أم آجلاً، ومنها الشيعة الذين ينتظرون المهدي المنتظر.

 

ولهذا المنتظر أهمية كبيرة ومفصلية في حياة الطائفة الشيعية، ويعتقد البعض أن انتشار الفكرة بالشكل الذي هو عليه كبَّل مساعي الناس إلى بناء مستقبل أفضل، وعطلهم من رفع الضيم عن واقعهم، على أساس أن كل الأمور معلّقة على قدوم المخلّص.
بداية الفكرة :
أن فكرة (المهدي المنتظر) في الإسلام بدأت تاريخياً مع بداية عهد الخلافة الأموية (41- 132) هـ ، في محاولة من مؤسس تلك الدولة (معاوية أبن أبي سفيان 608-680 م) نفسه، تطبيق فكرة الإمام المهدي على النبي عيسى بن مريم عليه السلام فقال: (زعمتم أن لكم ملكاً هاشمياً ومهدياً قائماً، والمهدي عيسى بن مريم، وهذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه له).
وهنا نستعرض بعض الأفكار عن الموضوع وممن أدعى المهدوية في عصره سواء كان في العصر الأموي أو العباسي أو الوقت الحاضر.. وكما موضح أدناه :
1 – أول مّن أُشير إليه بالمهديّ عمر بن عبد العزيز(تـ : 101هـ)، وردت روايات كثيرة منها: «سمعت محمد بن علي(الباقر) يقول النَّبي منَّا، والمهدي من بني عبد شمس، ولا نعلمه إلا عمر بن عبد العزيز»(ابن عساكر، تاريخ دَمشق)، وعمر أنصف العلويين، فليس مستبعداً أن يقول فيه الباقر ذلك.
-2أما مِن المعارضة، فأول مَن أظهر مقولة «الرضا من آل مُحمد»(الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك)، عبد الله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، اثناء خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك (خلافته ومماته 126هـ). خرج بالكوفة وتوسع بحركته حتَّى أقام بأصفهان.
-3كذلك ثار بالمدينة محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزَّكيّة(قُتل: 145هـ)، وسُمَّي بالمهدي، في عهد أبي جعفر المنصور(تـ: 158هـ)، وكاد يعصف بالعباسيين(الطَّبري، نفسه). عندها ظهر المهديّ العباسي(الخليفة المهدي نفسه) مِن داخل السُّلطة، وفق الحديث «المهديّ من العبّاس عمّي»(الهندي، كنز العمال).
4- ثم ظهر محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحُسين، وأعلن نفسه المهديّ بشعار «الرّضا مِن آل محمَّد»(229هـ)، سُجن بسامراء وهرب(المصدر نفسه).
5- وفي(250هـ) خرج يحيى بن عمر الطَّالبيّ بالكوفة، حفيد زيد بن عليّ.
بعدها تكاثر الظُّهور بالمهديّ وبـ «الرّضا مِن آل محمَّد»، والأغلب مِن الزّيديّة فكراً، ودعاة الإسماعيليَّة شيدوا دولةً العبيدية بالقيروان في تونس، والفاطميّة بمصر.
6- بعدها طُرحت فكرة المهديّ محمد بن الحسن العسكري (غاب: 329هـ)، مِن قِبل الشّيعة الإماميَّة بسامراء، فصار له سفراء ونواب، ولا يخرج إلا بأمر الله (الكليني، الكافي)، ولم يتوقف انتحاله، تلبساها الإسلام السّياسيّ الشّيعيّ، مثلما تلبست شخصيات وحركات فكرة المهديّ عند السُّنة كمهدي المغرب ابن تومرت(تـ:524 هـ)، ومهدي السُّودان محمد بن أحمد(تـ:1885) .
لقد أخذ هذا المفهوم طريقه الفعلي في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، أي بعد موت الإمام الحسن العسكري، الإمام الحادي عشر (عند الشيعة الاثني عشرية).
وما لا يقبل الشك أن كل المفاهيم الشيعية الاثني عشرية وُلدت في القرن الرابع الهجري( 400-301 هـ) () وعلى يد “الكليني” ومَن جاء بعده , وهم كلهم من إيران بالذات , الغريب بل الشديد الغرابة إن الكليني ( محمد بن يعقوب بن أسحاق / المتوفي 329هـ , 941م ) عاصر الخليفة العباسي المقتدر بالله , وعاش في نفس اللحظة التي عاش فيها السفراء الأربعة (أي أولئك الذين يلتقون سراً بالمهدي المنتظر ويستلمون رسائل منه!) وفي نفس المدينة والتي هي بغداد، بيد أنه لم يلتقِ بهم ولم يشر إليهم في كتابه “الكافي” الذي يعادل كتاب “صحيح البخاري” عند أهل السنّة والجماعة !.

فهو مَن يقرر مع أخذ إذن ربه برجوعه وعودته لإنقاذ شيعته من الدمار الذي تعرّضوا له, تلك الأيديولوجية كانت ولا زالت قائمة على مفهوم “المظلومية”، جاءت في كتاب الكليني ومن ثم تمكن المجلسي ( محمد باقر الأصفهاني ت 1033هـ 1623م )، الفقيه الأول في (الدولة الصفوية ) () من الخروج من مفهوم “التقية” الذي برع فيه الشيعة الاثني عشرية، والإعراب عمّا يكمن في نفسه ، فأصبحت أولى مهمات المهدي المنتظر إعادة الحياة إلى الخليفتين أبو بكر وعمر والقيام بشنقهما وحرق جثتيهما وبلا نهاية.
في “بحار الأنوار” (كتاب أحاديث جمعها المجلسي) لهذا الرجل ثقافة تعبّر عن حقد متغلغل في نفسه , فكما نلاحظ، لا يبحث المهدي عن ثأر مع عثمان علماً أنه ممهد الخلافة الأموية ولا يشير إلا ما ندر إلى معاوية الذي يطلق عليه الكليني في كتابه الكافي وصف “ذلك النكرة”…
لا يشكل معاوية ولا عثمان من قبله كابوساً ، وكل الكراهية والغضب انصبت على عمر بن الخطاب والسبب يأتي من أنه قضى على الإمبراطورية الساسانية.
لكنْ تبقى مقولة «يملأ الأرضَ عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً»(الكُليني، نفسه)، ساحرةً، فالجميع يتمنى القِسط، وأولهم أهل العِراق، اليوم قبل الأمس، والخبر عند الإسلاميين الملتحفين بالفكرة والادعاء بالتَّمهيد، بولاية الفقيه! ()
الدعوات المهدوية القديمة :
ثم توالت الدعوات المهدوية وكالاتي :
*ذهبت السبئية إلى مهدوية الإمام علي أبن أبي طالب (رض) .
*ذهبت الكيسانية إلى مهدوية محمد بن الحنفية وولده أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية.
*ادعى الحسنيون مهدوية محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى.
*قال العباسيون بمهدوية محمد بن عبد الله العباسي.
*ذهبت الناووسية إلى مهدوية الإمام السادس للشيعة الأمامية جعفر بن محمد الصادق (148-80) هـ.
*ذهبت الإسماعيلية إلى مهدوية إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق.
*قالت الفطحية بإمامة عبد الله بن الأفطح ومهدوية ولده محمد بن عبد الله الأفطح.
*قالت الواقفية بإمامة ومهدوية الإمام السابع للشيعة الأمامية موسى الكاظم أبن الإمام جعفر بن محمد الصادق (138-128) هـ.
*قالت المحمدية بمهدوية محمد بن الإمام علي بن محمد الملقب بالهادي وهؤلاء رفضوا كالإسماعيلية الاعتراف بوفاته في حياة أبيه وأصروا على حياته وغيبته ومهدويته.
*قال آخرون بمهدوية الإمام الحادي عشر للشيعة الأمامية الحسن بن علي بن محمد الهادي الملقب بالعسكري (260-232) هـ وأنه غاب ولم يخلف ولداً، ومنهم من قال بإمامة جعفر ابن الإمام علي بن محمد الهادي.
* محمد بن الحسن بن علي الهادي : شخصية يعتقد الشيعة الاثنا عشرية أنه المتمم لسلسلة الأئمة، فهو الإمام الثاني عشر والأخير لهم , وهو يملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا.
يُروى أن ( الإمام الحسن العسكري( () أنجب طفلا وهو (محمد ) وظل يحاول إخفاءه عن الناس إلا المقربين منه فقط خوفاً عليه من سطوة الدولة العباسية التي كانت تنكل بالعلويين في ذلك الوقت , حيث أن الحسن العسكري كان في إقامة جبرية في مدينة عسكر ليكون تحت أنظار السلطة.
وسفراء الإمام المهدي في عهد الغيبة الصغرى , وجميعهم من مدينة بغداد، هم :
عثمان بن سعيد العمري
محمد بن عثمان بن سعيد العمري
الحسين بن روح النوبختي
علي بن محمد السمري

 

 

وتستمر الدعوات :
أما بعد عصر الغيبة الكبرى فقد خرج أدعياء كثيرون للمهدوية نذكر منهم : –
-1عبيد الله المهدي: وقد خرج سنة 297هـ من أفريقيا باعتباره المهدي وأسس الدولة الفاطمية، وهو الذي بنى مدينة المهدية في أحد سواحل تونس.
2- محمد بن عبد الله بن تومرت العلوي الحسني (485-524)، المعروف بالمهدي الهرغي: وتسكن قبيلته المصامدة المغرب، وخرج سنة 497هـ باعتباره المهدي وأسس دولة (الموحدين).
3- الناصر لدين الله: من الخلفاء العباسيين، ولد سنة 550هـ , وقد مدحه ابن التعاويذي في البيتين باعتباره المهدي المنتظر:
أنت الإمام المهدي ليـس لنا إمام حق سواك ينتظر
تبــدو لأبصـارنا خـلافـاً لأن يزعـم أن الإمــام منتـظر
4- عباس الفاطمي: خرج في غمازة بين 690 –700 هـ وادعى أنه الفاطمي المنتظر، ومال إليه جمع غفير من أهالي غمازة، وقتل في نهاية الأمر.
5 – التويزري : نسبة إلى تويزر من نحل الصوفية، خرج من رباط ماسه وادّعى أنه المهدي الفاطمي، ومال إليه عدد كبير من أهالي سوس وغيرها، وقتل أخيراً.
6 – إسحاق السبتى الزوي: الذي خرج في عهد السلطان العثماني محمد الرابع سنة 986هـ مدعيا المهدوية، وكان تركيا ومن أهالي مير.
– 7 رجل خرج سنة 1219هـ في مصر مدعيا المهدوية، وهو من مواليد طرابلس، وسرعان ما اشتبك في الحرب ضد جيش قادم من فرنسا حيث قتل مع عدد من أنصاره.
-8 محمد أحمد: الذي خرج سنة 1260هـ من السودان، وهو من قبيلة الدناقلة.
9- رجل من سلالة الرسول صلى الله عليه واله، خرج في رباط عبادة حيث دعا إلى مهدوية نفسه باعتباره الفاطمي المنتظر، واجتمع حوله عدد من الناس.
10 – أحمد بن أحمد الكيّال: الذي دعا الناس أولا إلى إمامته ثم خرج مدعيا المهدوية وأسس فرقة الكيّاليّة.
11 – مهدي تهامه : ظهر في تهامه باليمن سنة 1159م وادعى أنه الإمام المنتظر وتبعه فريق من الأعراب، واستطاع القضاء على دولة الحمدانيين في (صنعاء) والدولة النجاحية في زبيد.
12 – أحمد بن محمد الباريلي : ويسمى بالمهدي الوهابي، ولد سنة 1224هـ في مدينة (بريلي) بالهند، وعرّف نفسه باعتباره من أحفاد الإمام الحسن عليه السلام، واعلن الحرب ضد الهندوس والسيخ في بنجاب الهند وقتل، وقد مهد بأفكاره ودعواه الطريق لخروج القاديانيه.
-13الميرزا غلام أحمد القادياني : خرج سنة 1826م من البنجاب بالهند، وحارب جماعه السيخ هناك باعتباره نبياً، وأسس فرقة القاديانيه التي لايزال لها أتباع حتى الآن في الهند.
-14محمد مهدي السنوسي ابن الشيخ السنوسي: خرج من بلاد المغرب في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي، وقد قال قبيل موته إنه ليس المهدي المنتظر.
15 -علي محمد الشيرازي : المعروف بالباب, ولد في شيراز (إيران) سنة 1235هـ، ادعى في البداية أنه باب المهدي المنتظر، ثم استقل في دعواه معرفا نفسه بأنه المهدي، ولما رأى كثرة الحمقى حوله، عندئذ ادعى النبوة، وفي النهاية اشتد به الجنون فطمع في الألوهية وأُعدم في سنة 1265هـ.
16 – مهدي السنغال : ظهر في السنغال سنة 1828م وادعى أنه المهدي المنتظر، ورفع راية الثورة على الحكم القائم إلا أنه فشل وقتل.
17 – مهدي الصومال: ادعى محمد بن عبد الله سنة 1899م أنه الإمام المنتظر وكان له نفوذ في قبيلته (اوجادين) مدة عشرين عاماً وحارب البريطانيين والإيطاليين والأحباش وتوفي سنة 1920م.
الدعوات المهدوية الجديدة :
في هذه الأيام الأخيرة ظهر أفراد سوّلت لهم أنفسهم أن يدعو المهدوية كذباً وزوراً، فالتقارير الإخبارية والصحفية والأمنية تؤكد ظهور عشرات مدعي المهدوية في العالم الإسلامي حالياً، ولازلنا نسمع بين الفينة والأخرى عن اشخاص يزعمون في مجتماعتهم أنهم المهدي المنتظر.. ومن أسماء الادعاءات التي رصدناها في الفترة الأخيرة الاتي :
*المهدي القحطاني : محمد بن عبد الله القحطاني (1935- 1979) أحد تلامذة الشيخ (عبد العزيز بن باز( واقنعه (جهيمان العتيبي) بأنه المهدي المنتظر أثناء حادثة اقتحام الحرم المكي ، أذ قام هو وجهيمان العتيبي والجماعة السلفية في اليوم الأول من عام 1400هـ باقتحام واحتلال الحرم المكي في المملكة العربية السعودية إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز(1913- 1982)، تم قتله في الحرم المكي والجماعة الموالية له، وخلق مقتله نوع من التشكك والتساؤلات لدى جماعته، أذ أن المهدي الموعود لا يقُّتل عند ظهوره .
*الحسين بن موسى بن الحسين اللحيدي: وهو يرجع في معتقده إلى الأصول السلفية.. كان بادى أمره يدعى صلاح نفسه، ثم تدرج به الأمر إلى أن زعم فساد المجتمع بأسره.. الأمر الذي دعاه إلى اعتزال الناس، ثم وصل به الحال إلى أن زعم أنه هو جد المهدي المنتظر، ثم تطور الأمر بأن جعل نفسه هو المهدي بعينه، ولم يقف به الأمر إلى ذلك بل زعم أنه الرسول المبين عام 1991م .
* محمد عبد النبي عويس : عام 2000م زعم أنه (المهدي المنتظر) وأخرج كتاباً يشرح فيه تعاليمه، وكان مصيره الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية بعد أن اتهمه الناس بالجنون.
*زعيم جند السماء : جرت يوم الأثنين 29كانون الثاني 2017 م، مواجهة عسكرية بمدينة النجف الأشرف بالعراق مع مجموعة تنظيم (جند السماء)، بمعركة بدأت بسيطة ثم تبين أنها معركةٌ كبرى.. فقد كشف مسؤول عراقي معلومات مثيرة عن التنظيم الذي تلقى ضربة عسكرية من قبل القوات العراقية وقوات مساندة، مشيراً إلى أن زعيم التنظيم يدّعي أنه المهدي المنتظر، وأنه قد خطط لاحتلال مرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بالنجف، وقتل جميع المراجع الشيعية في يوم عاشوراء.
في تلك الأثناء، كانت الحكومة العراقية بدأت بخطة فرض القانون، أذ قامت بعمليات عسكرية، أعلنت فيها عن مقتل قائد ما يسمى “جند السماء” وأكثر من مئتي مسلح من أتباعه، في اشتباكات جرت بمنطقة مزارع الزرقاء (جنوبي العراق)، بعد أن كانت تخطط لاستهداف المراقد المقدسة.
* ناصر محمد اليماني : وهو شيخ قبلي يمني ينحدر من محافظة مأرب شرقي البلاد أنه “المهدي المنتظر الذي بشرت بظهوره الديانات السماوية في آخر الزمان” على حد قوله.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، نجح الرجل الخمسيني الذي بدأ الشيب يغزو رأسه ولحيته في استقطاب آلاف اليمنيين للالتحاق بدعوته الدينية التي صدح بها كما يقول بعدما “رأى الرسول الكريم في منامه يخبره أنه المهدي المنتظر”.
ويقول الناطق باسم المكتب الإعلامي لليماني (أحمد الوصابي) أن عدد أتباع دعوتهم وصل إلى 200 ألف شخص خلال 13 عاماً من الدعوة.
*مهدي البهرة : البهرة يصل تعدادهم في العالم الأن إلى مليون ونصف المليون يتوزعون بدول متفرقة مسقطهم الرئيسي هو مدينة «مومباى» الهندية وتعنى كلمة «البهرة» التجار، حيث يعمل غالبيتهم بالتجارة.
يعتقدون أن الحاكم بأمر الله ( المنصور بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيد الله المهدي) ، ولقبه الحاكم بأمر الله وكنيته أبو علي، الخليفة الفاطمي السادس، والإمام الإسماعيلي السادس عشر، حكم من 996 إلى1021. هو المهدى المنتظر وأنه سيخرج قريبا، ويولون المسجد رعاية خاصة ويقوم الجميع على تنظيفه النساء والأولاد والرجال ثم يجمعون الأتربة ويحتفظون بها داخل أوعية خاصة يعتقدون أنها أتربة مباركة.
*مهدي الأحمدية : الأحمدية، هي حركة دينية إسلامية تأسست في الهند البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي, نشأت مع حياة وتعاليم ) ميرزا غلام أحمد 1835- 1908 م ) , والذي أدعى بأنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري، وبأنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر من قِبل المسلمين , ويشدد الفكر الأحمدي على الاعتقاد بأن الإسلام هو الديانة السماوية الأخيرة للبشرية جمعاء والتي نزلت على النبي محمد(ص) , يشار إلى أتباع هذه الطائفة بالأحمديين.
*السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني / وزير الإمام المهدي : ولد القحطاني في مدينة الكاظمية ببغداد عام 1976 وعاش مع أسرته في دارهم الواقعة في مدينة العمارة جنوب العراق، وهو سيد علوي من ذرية الإمام الحسن السبط (عليه السلام) .
في سن السادسة عشرة من عمره غادر العراق إلى أحدى البلدان الإسلامية لدراسة العلم وبعد أن أتم دراسته هناك عاد إلى بلده لأنه لم يجد ضالته , فقام باستئناف الدراسة في الحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف, ألّف 40 كتاب في الطب والفيزياء والوراثة … الخ , وقد ارسله الإمام المهدي عام 2002 الى الناس هادياً مهديا, حسب قوله.
*السيد مقتدى الصدر : البعض من صغار العقول يعتقدون أن الزعيم الديني العراقي السيد( مقتدى الصدر) () هو المنتظر ومخلص الشيعة من التبعيين والفاسدين , لذلك اندفعوا جميعا في تظاهراتهم عارمة ومن جميع محافظات العراق نحو قصور الحكومة العراقية واحتلوا بناية البرلمان العراقي بعد هروب أعضائه في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد , بعد أن قدموا عدد من الشهداء والجرحى .
وبعد 24ساعة من القتال مع المليشيات الأخرى في تلك المنطقة الحكومية المحصنة .. عاد مرة أخرى لذمهم والانتقاص من بطولاتهم ودعاهم إلى الانسحاب الفوري والتوقف عن التظاهر والاعتصامات.
والحقيقة الثابتة أن المخلص لا يأتي و لا يخلص أحد , و يبقى الناس في انتظاره صابرين على المعاناة لا يفعلون شيئا لتخليص انفسهم.
وهذه الفكرة المتوارثة من الأجداد ظهرت عند الشيعة في نهاية القرن الثالث الهجري مع طول معاناتهم القديمة، وبؤس أحوالهم حتى اليوم.
فمتى يخرج الشعب من عباءة القائد الطقوسي والمخلص الوهمي الذي رافق تاريخنا وحياتنا أكثر من ألف ومائتي عام ؟.
}أن مفهوم السفياني يعبر عن آخر حكم منحرف للمنطقة قبل ظهور المهدي {ع(ويمكننا أن نصف هذا الحكم بما ثبت له من الصفات، كدخول سوريا والعراق تحت حكم واحد أو متشابه، وحقده على أهل الحق، وإرساله الجيش ضد المهدي, أو ضد جماعة من أهل الحق المخلصين يكون المهدي {ع} موجوداً فيهم بعنوان آخر غير حقيقته, وحدوث الخسف على هذا الجيش. والمهدي {ع} هو الذي يزيل حكم السفياني. لأنه إذا دخل العراق، فإنه يواجه حكومته لا محالة، فإذا كان الحاكم هو المعبر عنه بالسفياني، كان الذي يواجه بالعراق هو السفياني بطبيعة الحال، ولكنه سوف يقضي عليه على كل حال، وبذلك سوف يكون آخر الحكام المنحرفين لهذه المنطقة. { ()

وانا شخصيا انتظر المخلص الذي يبشر به الدكتور أبو علي الشيباني من خلال قنواته الإعلامية المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي , نقلا عن معلمه القابع في غرفة مظلمة بإحدى بيوتات بيروت .
الاستنتاجات :
أما سلطة الشيعة في العراق ومنذ عام / 2003 وبما فيها من فساد معمم وانعدام الكفاءة والشرف، أدّت ودون قصد إلى اندحار الأساطير الشيعية.
لو كان الناس مؤمنين بعقيدة – المهدي المنتظر- لما خرجوا بتظاهرات عارمة وعرّضوا حياتهم لكل تلك المخاطر.
ستبقى تلك التظاهرات في كل تاريخ العراق الذي تعيه الذاكرة علامة فاصلة , فهي لم تنتمِ إلى أيديولوجية قائمة , وعبّرت وبكل وضوح عن إبعاد الدين عن الشأن السياسي.
كلنا نعلم أن صغار رجال الدين في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء يلعبون على سذاجة العبد الفقير، كذاك الذي ينذر خروفاً للحسين لو خرج ابنه مما هو فيه من علة, يقوم رجل الدين الطفيلي بتطمين ذلك الكائن البائس من أن نذره وصل، في حين يقوم هو بالاستيلاء على ذلك الخروف.
هذا مثل بسيط إنما أكاد أن أقول إن كل الأمثلة تودي بنا إلى نتيجة مفادها أن الوسطاء من أكثر الناس إجراماً بحق الله والإنسان, بل أصبح مفهوم الوساطة مادة لغنى بعض رجال الدين فكما نعلم، تمتلك العتبات المقدسة اليوم مئات المليارات من الدولات على شكل مشاريع كبيرة , قد لا تستطيع دول أنجازها بفترات قياسية , بفضل المتبرعين ومفهوم الخمس الذي هو كما نعلم ريع اجتهادي قديم. ()
فقصة برج بابل الواردة في سفر التكوين توفر لنا تأملا روحياً وتاريخياً حول الحاجة للتواضع والخوف من الله, وعدم مساواة البشر به مهما كان نسبهم , حينما أجتمع الناس وقرروا بناء مدينة ذات برج شاهق يكفي للوصول للسماء, الله أربك الخطة بإحداث التباس في لغة العمال بحيث لم يعودوا يفهمون بعضهم، وان الناس في المدينة تفرقوا حول العالم.
مهندسو برج بابل عوقبوا لمحاولتهم الوصول الى مكانة ليست لهم في كونهم متساوون مع الله. القصة تحثنا لنتذكر مكاننا، ولا نذهب وراء أفكارنا التخيلية.
كلها اوهام استطاعت حركة الفقهاء عبر التاريخ العربي – الإسلامي وحكم العوائل في العهد العباسي و البويهي والسلجوقي والصفوي تمريرها على الناس باطلاً، غرضها تدجيل الانسان واستعباده ، لقد مضى أكثر من 1400 عام ونحن ننتظر من يخلصنا من الظلم والعبودية التي مارسها و يمارسها ضدنا دعاة القومية وفقهاء الأديان وبعض حاملي أفكار الإسلام السياسي ، لا حل لنا الا بتجديد طروحات مؤسسات الدين الحالية، ولا خلاص إلا بالعلمانية والحرية وفصل الدين عن السياسة، فالأديان اصبحت اليوم طوائف معظمها من صنع الانسان الذي لابد ان يتطور ليصنع التاريخ المتجدد للبشر .
فضلاً عن انتشار الأفكار السلبية والعادات والتقاليد والشعائر ذات البعد الرجعي، القادمة من عفن التاريخ , و التي أثرت بشكلٍ سلبيٍ على المنظومة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع ، وكان من نتائجها مصادرة الحريات العامة , وقتل المعارضين , وسرقة المال العام , والفقر، وارتفاع في معدلات البطالة، وهجرة إلى خارج الوطن بحثاً عن وظيفة أو عمل، كما أن التبعية امتدت إلى مجالات أخرى لنكون تابعين ثقافياً وفكرياً واجتماعياً في أدق التفاصيل خاصةً في المظهر الشخصي، وطريقة اللباس، والكلام وغيرهما من المشكلات الاجتماعية نتيجة للانبهار المطلق بثقافة الأخرين واقتصادهم دون التفكير المقدسة :السوي … هل يناسبنا تطبيق تلك الأنماط أو غيرها على واقعنا العربي والإسلامي أم لا؟.
ستكتشف الاجيال الضائعة يوما انها خسرت الكثير والكثير من الجهد الضائع بمتاهات الخرافات الجوفاء , واضلت دروب نور العقل المتوهج حتى اصبحت اسيرة الوهم وكبشا يقاد الى الذبح ليكون وليمة دسمة لمسئول فاسد سرق أموال الشعب ليقيم وليمة طولها واحد كم تبركاً بمولد أحد الاولياء الصالحين, وليقرأ الجميع ثواب سورة الفاتحة على أرواح موتاه من الأولين والأخرين .

الخاتمـــــــــــــــــة :
واخيراً تم أعداد أنشودة في أيران تحت أسم : سلام فرمانده () تبدأ انشودة (سلام فرمانده) بإلقاء السلام على الإمام المنتظر المهدي، من قبل الجيل الجديد جيل العقد الحالي , وعلى الرغم من صغر سن هذا الجيل , إلا أنه يتعهد بأن يخدم الاسلام ويدافع عنه، بعد ذلك تذكر الانشودة عدداً من الشخصيات البارزة في التاريخ الإيراني، والتي لعبت أدوارًا دينية وسياسية مهمة، فيتمنى الأطفال أن يحذوا حذوهم.
وإذا دققنا النظر في الشخصيات الواردة بالأنشودة، سيتضح لنا أنها ذُكرت بمهارة فائقة باعتبارها تمثل الأركان الرئيسة لانبثاق الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني عام/1979م ، فعلي بن مهزيار الأحوازي : يمثل البعد الديني في الثورة, وميرزا كوچك خان : شاب ثائر ومناهض للحكم الملكي في عهد الشاه، وبهذا يمثل الشباب النبيل الذي شارك في الثورة عن قناعة ودون أي تحريض أو توجيه إيمانًا منه بحتمية التغيير, أما الشيخ بهجت: فهو انعكاس لخط البصيرة والمعرفة والعرفان لمدرسة السيد الخميني , واما السيد علي الخامنئي : فهو الامتداد الفكري والديني للسيد الامام الخميني، بينما الشهيد قاسم سليماني : فهو حارس الثورة وساعدها القوي في الداخل والخارج.
وبالتالي هذه الشخصيات تمثل( العقيدة، والفكر، والمحرك) العقيدة الدينية المتجسدة في الامام المهدي والفكر الثوري المتمثل في النظام الاسلامي الأيراني المبني على أساس نظرية – ولاية الفقيه – بينما المحرك للثورة فهو الجيل الجديد من الإيرانيين.. وتحولت تلك الانشودة الى العالمية وترجمت الى عدة لغات ومنها العربية. ()
يا عشق روحي
لا معنى للحياة من دونك
يا عشق أيامي
عندما تكون معي
عالمي يكون ربيعا

كاتب وأعلامي

 

 

 

 

أحدث المقالات