أكد اعضاء في جماعة عصائب اهل الحق الشيعية العراقية المتشددة ان عناصر من هذه الميليشيا المدعومة من ايران تقاتل الى جانب القوات العراقية في المعارك الدائرة في محافظة الانبار ذات الغالبية السنية، بحسب ما نقلت عنهم صحيفة واشنطن بوست الاحد.
لكن محللين يقولون ان الأمر لا يقتصر على عصائب اهل الحق بل ينسحب ايضا على ميليشيات شيعية اخرى من ابرزها منظمة بدر وكتائب حزب الله العراقي.
وحققت القوات الامنية في مدينة الرمادي، كبرى مدن الانبار، تقدما محدودا حيث استعادت السيطرة على بعض احياء المدينة التي سقط قسم كبير منها بيد التنظيمات المسلحة لكن ما زالت الفلوجة التابعة ايضا للأنبار خارج سيطرة القوات العراقية ويفرض مسلحون من “الدولة الاسلامية في العراق والشام”(داعش) سيطرتهم على وسط المدينة فيما ينتشر اخرون من ابناء العشائر على اطراف المدينة بينما تفرض قوات الجيش حصارا مشددا حولها، وفقا لمصادر امنية ومحلية.
وقال اعضاء في عصائب اهل الحق انهم يقومون بدورهم من خلال العمل مع القوات الأمنية. وقال أحدهم ويدعى أبو سجاد متحدثا للواشنطن بوست “الجيش ليس ماهرا في قتال الشوارع، لذلك نحن نذهب معه لمساعدته على تطهيرها”. واضف قائلا ان مقاتليه “يرتدون في العادة الزي العسكري في العمليات التي تتم خارج العاصمة بغداد بما في ذلك الأنبار”.
ويشكو ابناء الانبار من تهميش الحكومة لمطالبهم ويقولون انها تعاملهم على اساس طائفي. وكانت احداث الانبار تفجرت عندما اقتحمت القوات العراقية مخيما لمعتصمين في الرمادي وفضته بالقوة.
وتنفي الحكومة باستمرار مشاركة ميليشيات شيعية في العمليات الأمنية والعسكرية التي تنفذها القوات العراقية.
ويقول المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الموسوي ان “لا وجود لعصائب اهل الحق داخل الأجهزة الأمنية أو قوات الجيش”، معتبرا الحديث عن صلات بين الميليشيات الشيعية والقوات الأمنية مجرد “افتراءات”. لكن مايكل نايتس، المحلل في معهد واشنطن، يقول “من الواضح ان الميليشيات الشيعية تلعب دورا في القوات الأمنية”.
واضاف نايتس ان الميليشيات تتخذ من القوات العراقية غطاء لتنفيذ عملياتها التي تثير القلق اكثر من هجمات الميليشيات التي تعمل بشكل مفتوح وبصورة غير قانونية.
ويتمتع اعضاء في منظمة بدر، التي شكلها عراقيون منفيون قاتلوا الىجانب ايران في الحرب العراقية الايرانية، برتب رفيعة في قوات الأمن، بحسب نايتس الذي اشار ايضا الى نشاط متزايد لميليشيا شيعية اخرى هي كتائب حزب الله.
وتحاول عصائب اهل الحق اعادة تشكيل نفسها كلاعب سياسي رئيسي منذ انسحاب القوات الأميركية في 2011. وقد فتحت مكاتب لها في بغداد وفي مدن الجنوب ذات الغالبية الشيعية. لكنها لم تلق السلاح.
ويفدر خبراء عدد مسلحي العصائب بين الف الى 5 الاف، بالاضافة الى الاعضاء المنتمين اليها والمقدرة اعدادهم بحوالي20 الف عضو.