طالما دأب التيار الصدري متمثل بالزعيم السيد مقتدى الصدر بمفاجأ الاصدقاء قبل الاعداء ، وهذا نهجا اصبح واضحا لكل لبيب .
حيث ان الجمود والوقوف والركود و تدوير المتدور ليس من متبنيات المدرسة الصدرية .
فأن نمطية الحركة والدينامكية هي احدى سمات التفوق الفكري السياسي له ، فضلا ان قرأته للاحداث ومناوراته تجعل منه شخص له رؤية مغايرة لما قد يراها غيره ، وهذا ما يمكن ان نؤكد ونجزم عليه .
من خلال الاراء والمواقف والقرأه و التحليل الناجع للاحداث وكيفية ادارتها والتعامل معها بطريقة يصعب فهمها من قبل المناوئين له ، ولايمكن توقع ما يريد فعله وعلى جميع الاصعدة التي يعمل فيها وليس الامر محصور بالمجال السياسي .
فأن البعد الفيزيقي له حيز كبير في مداركة العقلية في التعاطي مع الاحداث و التفكر والتفكيك للمفردات والجمل جعله على بعد مسافات شاسعة مع غيره من الاصدقاء والاعداء ، ولهذا يتهم مقتدى الصدر بالتغريد خارج السرب .
الا ان واقع الحال يعطي صوره غير تلك ، وهذا ما يمكن ان يصح المصداق بأن الانسان عدو ما يجهل ، فأن الجهل بالمعرفة لحقيقة تحركات التيار بزعيمة يتصورها الجهلاء انه اخفاق وعدم معرفة ، والسرب عنه بمبعد نتيجة تباطىء القوم و لهذا لم يفهموا تحركاته لما لهم من السكون والوقوف .
لست ادعي الفهم والمعرفة المطلقة بتحركات وافعال الصدر ، بل اعمل واتواجد ضمن الافق الذي يتحرك فيه واحلل بتفكر ما تؤول اليه مخرجات قراراته على عده اوجه وفق المنظور البعيد .
فأن التمعن والنظر والتحليل لما ذهب اليه مقتدى الصدر انما يدل عن وجود حكمة وعبقرية وشجاعة موقف في اتخاذ القرار ولا يخلو من المباغته وهذا ما لايفهمه السرب المتأخر .
فأن القرار المتخذ بعدم المشاركة بالحكومة الحالية وانسحابة منها قد يكون سلبي في نظر الغير ، ولكن بذات الوقت لايخلوا من ايجابيات عده ، ونطاق حكم العقل يتوجب بترجيح المعقولات شرعا وهنالك عده ايجابيات شرعية من الانسحاب نذكر منها لزام الحصر وليس الزام العموم .
الايجابية الاولى :-
اسس سماحة السيد مقتدى الصدر لمشروع نكران الذات ، ويعد الشخص الاول بتاريخ العراق الذي يرفض الحكومة وهو الفائز الاول بأنتخاباتها ، نتيجة السرقات وخيانه الشعب من اجل المال والجاه ، ولكن من يريد نصره المذهب والسير على نهج علي ع بالحكم يحذو حذوه فقالها كما قال جده يابيضاء وياصفراء غري غيري طلقتك ثلاث لارجعة فيك ابدا .
وهكذا عمل الصدر بسيره جده امير المؤمنين ع .
فهذا الرفض ليس عزوف او ضعف كما يعتبره الغير بل هذا الرفض هو تثبيت لمنهج علي بن ابي طالب امير المؤمنين عليهم السلام بالحكم .
الايجابية الثانية :-
رفع السيد الصدر سمه وتهمة الفساد التي تلازم الامة الشيعة نتيجة الحكم ، بلحاظ ان الحكومات التي تشكلت جميع رؤساء الحكومات هم ينتمون للامة الشيعية ، فخروج السيد الصدر وانسحابة من مشاركة الموجودين له مداليل عده .
المدلول الاول :- الامة الشيعية لايمثلها شخص او مجموعة ليتم اختزال امه بكاملها بعده شخوص لاتنطبق افعالهم بمتبنيات الامة .
المدلول الثاني :- تبرءة الشيعه عموما من افعال المفسدين والخونه والظالمين .
المدلول الثالث :- كشف زيف المدعين بقداسة الحكومة فأن المنسحب منها لايعترف بقدسيتها بل يؤكد دناستها ولهذا انسحب منها .
المدلول الرابع :- تشخيص الفاسدين المنتمين للامة الشيعية ليكون هنالك حصرا لهم بالاتهام وليس اطلاق الموجة الكلية لعموم الشيعة ممن يتهمهم .
المدلول الخامس :- سحب الشرعية المتمثلة بالتيار الصدري لتعرية المفسدين في هذه الحكومة لتكون امام الشعب لما للتيار من تأييد جماهيري يظفي الشرعية على اي حكومة تشكل .
الايجابية الثالثة :-
قرار الانسحاب من الحكومة عزه للمذهب ورفعة راس الامة الشيعية ، وقرار الانسحاب هذا يتمثل ويشابه قرار تشكيل جيش الامام المهدي عج المقاوم للمحتل فله نفس المخرجات والنتائج بالحفاظ على المذهب من دنس الاتهام بالخيانة والذل والخنوع للمحتل الامريكي من خلال بعض الفتواى من مراجع بعدم التعرض للمحتل .
فقرار تشكيل جيش الامام المهدي عج ومقارعته ومقاومته للمحتل واذلاله واجباره على الانسحاب من العراق قد بيض صفحة عموم الشيعة في العالم ورفع عنهم الاتهام ، وكذلك قرار الانسحاب سوف تكون له نفس المخرجات ببياض صفحة الشيعة من تهمة جميع الشيعة مفسدين، ولهذا يعد القرار بالانسحاب من مشاركة السراق نصرا للمذهب .
الايجابية الرابعة :-
تجذير النهج الحسيني الرافض للظلم والاضطهاد بقول لايحكم فينا ابن الدعي ، فتلك لا ، التي صدح بها ابي عبد الله الحسين ع هي نفس هذه لا ، التي اطلقها حفيده وزئر بها امام الظالم الحاكم .
فتلازم الموقف الرافض بالماضي والحاضر يلزم الاستمرار مستقبلا ، وهذا نصرا للمذهب .
الايجابية الخامسة :-
قرار الانسحاب جسد اروع صور البطوله والشجاعة من القائد الشجاع بأخذ القرار والنواب المنتصرين تلبية نداء قائدهم حيث لم يتخلف احد منهم في طاعة القائد ، فلم تغريهم مغريات الحياة و وساوس الشياطين فليس كمثل الذين شربوا او اغترفوا غرفه بعد ان امرهم بعدم الشرب من المياه .
فأن هذه الطاعة دون تمرد نظير طاعة اصحاب الامام الحسين ع . وهذه الطاعة تعد نصرا للمذهب .
ان الايام القادمة سوف تبين وتفصح وتوضح ايجابيات وفوائد اكثر سيتعرف عليها عامة الشعب العراقي وخصوصا ابناء الامة الشيعية وسوف يرفعون الرأس عاليا المعترض قبل المؤيد ويتفاخرون في منتدياتهم بما قام به سماحة السيد مقتدى الصدر من اتخاذه هكذا قرار بأنتصاره للمذهب .