ملاذنا الاخير في هذا العالم احضان تحس بما نعانيه وتحسسنا في الامان، احضان لها رائحة عطر الياسمين يفوح عطرها وفاء واخلاص ، اتعبتنا نوايا الغدر والخداع لذا حذرين في اختيار من نحبهم ، لم اغفو ليلتها صدري يؤلمني كابوس يستعمر جسدي النحيل وبياض وجهي اصبح كاهل وانا متعب من ثقل الهموم داخلي ، شامخًا انا بكبرياء مجروحًا انا من غدر الاصدقاء ومتعبًا جدًا من توهمت أنهم اوفياء ، شاركتها اسراري فأصبحت هي سري الذي يبكيني، عندما ادرت ظهري للشمس كنت اعرف حجمي الطبيعي ولم انخدع بحجم ظلي كنت اعرف من انا وكل ما فعلته هو بأراداتي، خطأ الكبرياء لا يغتفر وخطئي لا يغتفر ، ذاكرتي تؤذيني غير قابله للنسيان فعودتها للماضي يجعلني احتقر كل شيء فعلته بلا وعي فأتذكر سوء حظي لتكوني في طريقي وها انا ادفع ثمن باهظ لأخطائي .
دعوت الله كثيرًا ولم يستجب لدعائي ايقنت اني ادعو للوهم لم ينجيني الله ولم يكون الحظ طريقي ، تبعثرت احلامي على جسد عاهره واصبحت صحراء قاحله لا هواء نقي ولا ماء ، ذات يوم كان لي لقاء رغم تعثر خطواتي كنت مصمم لأعرف الحقيقة وها انا عرفت الحقيقة وعند العودة كانت الخناجر تمزق ظهري بدأت أسرع بخطواتي لأهرب وكان رحيلي الأبدي في عالم مبني على اركان متهالكة قابله للسقوط في أي لحظة، الغيوم السوداء لا يبدد سوادها غير المطر والشمس المشرقة لا تحجب بغربال ولكل منا جناح ممكن يحلق إلا انا اجنحتي كُسرت ولم استطيع التحليق، يا ايتها السماء امطري اقسمت عليكِ أن تمطري لعل مائك الطاهر يغسل همومي ، ضعفاء النفس نتكلم بالمثالية ونحن أول من نخونها لنسقط في أول اختبار لإنسانيتنا ، فتعَرينا امام قيم أخلاقنا فخنا الأمانة وغدرنا بمن احبونا بصدق.
بين الأمس واليوم بين الحياة والعدم خطأ دفعت ثمنه من عمري لا انا قادر اصرخ ولا انا قادر اصمت كلاهما يجعل ما في داخلي يموت ، مهما كان ابتعادك عن وطنك مؤلم لكن هناك خيط رفيع من أمل العودة مؤمن بذلك الأمل وإن لا يتجاوز حدود احلامي، جميل عطر الورد والأجمل عندما تسقيه لينمو في رحاب أسمه الوفاء ، بلدي تلوث واصاب حتى المحبين لذا تجدهم اكثرهم بارعين في ادوار الخيانة، ذات يوم جلست على البحر بفنجاني القهوة قليل السكر اتأمل عالمنا الغريب لماذا يمثل اكثرهم دور الوفاء إذا هم ليس قادرين على العطاء ؟ لماذا يزرعون البراءة في نفوسهم إذا هي كانت ملوثه بداء الخيانة ويحملون قلوب سوداء؟ كل الابواب غُلقت في وجهي حتى باب السماء وبحثت عن الله لم اجده في أي دعاء فاجتمعوا على قتل روحي رغم براءتها ولم اجد الرحمة لا في السماء ولا في الأرض.
النبل الحقيقي ان تسامح من اساء اليك ولكن احذر من مسامحة من يخونك ويغدرك ، كل من عرفتهم يتساقطون كأوراق الخريف إلا انا وروحي بقينا صامدين ، الأمل ليس مستحيل عندما تكون الارادة قوية ، كل ما مررنا به في هذه الحياة القاسية كانت تجارب تعلمنا منها الدروس، رغم بُعد المسافة بين الغربة والوطن لكن الوطن في القلب باقي لا يزول ، أحذر ان تنحني من هم دونك لأنك سوف لا تجد الفرصة لترفع رأسك ، لا ترحم هذه الحياة لمن يخطأ عليك تحمل الثمن وعليك ان تتحمل اخطائك ، محتاج عود كبريت لأحرق كل ذكرياتي وألعن كل مبادئي نحو مساعدة الغير الذي لم أجني منها سوى الخراب لنفسي، تتألم عندما يتخلى عنك أقرب الناس ويعض اليد التي كانت يومًا بلسمًا له، جراحتنا تعاني ونفسيتنا مطعونة بصميم إرادتنا الذي تنازع الموت رغم وجودنا على قيد الحياة.
جلست تحت السماء لعلها ترحمني من خدعوني بظلهم لأستر خجلي أمام اخطائي الذي لا تغتفر ، هريت من سجن المظلوم إلى سجن الظالم وها انا مقيد اليدين اسير الحروف ليس قادر على تبرير فشلي ، لا تسعى خلف متاهات الشوارع الضيقة بل أسعى نحو هدفك وكُن عنيد لتحقيق أحلامك، الجلوس على مقعد الاحتياط لا يحقق الطموحات بل سيفقد بريقك لإن الحظ ليس من نصيب الفقراء ، حاولت أكون قاسي القلب لكن لم أستطيع خفت كثيرًا ان أفقد إنسانيتي وانا اعيش لأجلها، يا ليتها امي علمتني على القسوة يا ليتها علمتني على الظلم يا ليتها لم تطهرني من ذنوبي وانا صغير وهذه النتيجة البس رداء الذنوب وانا في كامل وعي وبلا ذنب ، متعب انا ولا استطيع بوح وجعي فأكتمه داخل القلب، أحتاج لمن يقنعني أن للألم نهاية وأن الخوف الساكن اعماق صدري نهاية وأن لمستقبلي الذي تناثر في الغربة نهاية وأني غداً لن أكون أنا، اخاف الاقتراب من أي إنسان خوفاً من صفعة غدر ، أو من خذلان يكسرني ، قلبي اصبح هش لا يريد أي شيء أبداً، الخوف يتملكني يأتيني ككابوس في ليلي ونهاري لم استطيع بعد ان احتمل، متعبًا انا ومكسور القلب فأين اجد الدواء لهذا الداء.