يبدو ان المنظمات الدوليه المعنيه بإداء حكومات العالم ودوله ،لم تنهض بدورها الهام ،والكبير هذا ،خصوصا إتجاه الأطراف الحاكمه في لبنان،هذا البلد الجميل ،الذي كان في يوم ما سويسرا الشرق الاوسط فعلا ،ويصدم المرء حين يشاهد كل هذه الإنجازات غير المسبوقه للاطراف الحاكمه فيه ،ومع كل ذلك لم تقلد ،ولو بوسام واحد،مع ان كل إنجاز لوحده ،يستحق الف وسام ووسام،لقد نجحت في ظرف اعوام قليله من رفع نسبة تضخم الاسعار إلى اكثر من 332 بالمئه ،وهذه هي النسبة الاعلى على مستوى العالم،فماذا تريد هذه المنظمات الدوليه أكثر من ذلك ؟!،الا تستحق لهذا النجاح لوحده، ان تنهال عليها الاوسمه كالمطر الغزير ،ومن ارفعها،كما انها سطرت نجاحا آخر، غير مسبوق دوليا ،على الإطلاق ،لقد رفعت نسبة الفقر إلى 82 بالمئه ،بين اللبنانيين،وليس هذه هي كل إنجازاتها ،بل اضافت لها نجاحا نوعيا آخر غريب ،لا يصدق ،لقد كان مخزون البنك المركزي اللبناني من مدخرات اللبنانيين 100 مليار دولا امريكي ونصف ،واليوم بات اقل من 8 مليار دولا،حتى اقل من النصف باضعاف مضاعفه،واحرقت البلد بلا محروقات ،وهذه تضاف إلى عجائب الدنيا السبع ،ولا تحدثني عن نسبة المهجرين في شتى بقاع العالم،وعن الذين لاقوا حتفهم غرقا وبغيره ،خلال رحلة هجرتهم ،وعن الذين سقطوا صرعى الجوع ،والمرض والبرد ،والقهر بفعل سوء الاوضاع ،او حرقة على ابنائهم المنكوبين في لبنان ذاته، وعن ترسيم الحدود بلا حدود. وعن ضحايا استيراد المواد الغذائيه والادويه، المنتهية الصلاحيه ،والفاسده والملوثه ،وكل هذه جرائم بحق الوطن والمواطن، هم من يقفون ورائها ،ومن العدل تقليدهم ارفع الاوسمه. ثم ،إلا تعلم هذه المنظمات المعنيه، ان حتى العراق ،قبل إجتياح قوات التحالف الدولي له، بلا وجه حق،وبدون موافقة الامم المتحده،وكان يتعرض لعدوان غاشم من قبل إيران ،حين فرض عليه حصارا ،ظالما ومريرا ،لم يسبق له مثيل في التاريخ ،قديمه وحديثه،على حد سواء،شمل حتى قنينة الدواء ولقمة الغذاء ،واقلام الرصاص،وفرت له حكومته سله غذائيه متكامله، وكانت العوائل العراقيه ،وبشهاده العوائل ذاتها اليوم، تبيع قسما منها لتوفير حاجاتها الاخرى،ولولا تدخل هذه الاطراف ذاتها ،التي بسطت سيطرتها عليه اليوم، لسرقة بعضها والتلاعب بجودة بعضها الآخر ،حين كانت تقوم الدوله باستيراد اجود انواع القمح والرز وبقية المواد الغذائيه ،يعمد عملائهم على سرقة الجيد منها، واضافة الى ما تبقى منه بعض مخلفات اكداس محصول القمح العراقي ،او اضافة اليه كميات من التراب، تعادل نسبة ما سرق ،ليصبح وزنه مضبوطا ،حين يقاس عبر اجهزة الدوله الرسميه ،وايضا لهم عملاء فاسدين في هذه الاجهزه ،يغضون الطرف، لتمرير ما يمنع تمريره ،سواء لجهة الوزن او المغشوش منها،وقد اكتشفت الدوله بعضهم في حينها وعمدت الى معاقبتهم، ثم اخذوا على الدوله محاسبتها لمثل هؤلاء المجرمين ،الذين لازالوا يستوردون لشعبهم اليوم اسوء انواع البضائع الغذائيه ،وغير الغذائيه الملوثه ،والمسرطنه والمنتهية الصلاحيه،ومن ضمنها الادويه وحتى لقاحات الاطفال، ويعجب اصحاب هذه الشركات الاجنبيه كيف تستورد هذه الاطراف الحاكمه، اسوء البضائع لبلدها وشعبها.واليوم امريكا والعالم معها وإيران معها، التي اشعلت فتيل نار الحرب على العراق على مدى اقل من العقد بقليل ،وحاله كما تلاحظون كحال لبنان،ويسير على خطاه،واذا لم يجد العراقيين لهم مخرجا سيصل حالهم إلى اسوء من حال اللبنانيبن اليوم.وغريب عجيب ،امر هذه الاطراف الحاكمه في لبنان ،تلاحق وتطارد بلا هواده ،وتقتل بابشع وسائل القتل ،ممن يطالبون بحقوقهم من اهلنا اللبنانيين ،بينما يتركون المجرمين الذين قتلوا الوطنيين الاحرار من اهلنا يرتعون في طول البلاد وعرضها ،بلا ادنى حسيب او رقيب .وحسنا فعل اهلنا اللبنانيين حين عمدوا إلى استرداد ما بقي من مدخوراتهم بالقوه، وإلا سياتي اليوم حتما حين يحاولون استردادها فعلا ،لا يجدوا شيئا منها.ويبدو ان المنظمات الدوليه المعنيه تنتظر منها ،هذا الإنجاز الأخير لكي تقلدها ارفع الاوسمه واشهرها.