تصريحات قسطنطين فورونتسوف ، نائب رئيس الوفد الروسي في اجتماع اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة ، قطعت الشك باليقين ، وافشلت “الابتزاز النووي ” الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءه ، بشأن أمكانية أستخدام روسيا للأسلحة النووية تارة ، وتارة أخرى الأسلحة النووية التقليدية ، او إمكانية نقل أسلحتها تارة الى بيلاروسيا ، وأخرى الى سوريا .
فتصريحات الدبلوماسي الروسي أكدت إن روسيا لا تخطط بعد لنقل التكنولوجيا إلى بيلاروسيا لتحويل الطائرات إلى حاملات أسلحة نووية ، ووفقا له ، فإن التنفيذ العملي للإجراءات المعلنة يتم بما يتفق بدقة مع التزامات روسيا وبيلاروسيا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، وفي هذه المرحلة ، الحديث حصريًا عن نقل مجمعات Iskander-M المزدوجة التجهيز إلى جمهورية بيلاروسيا بصواريخ تقليدية ، فضلاً عن منح بعض طائرات Su-25 البيلاروسية القدرة التقنية على حمل أسلحة نووية ، في الوقت نفسه أنه ليس من المفترض أن تنقل تقنيات تحويل الطائرات إلى حاملات أسلحة نووية إلى بيلاروسيا ، وأضاف فورونتسوف أنه في الوقت الحالي “ليس من المخطط أيضًا تزويد الأنظمة البيلاروسية برؤوس نووية أو نقل مثل هذه الرؤوس الحربية إلى الأراضي البيلاروسية”.
كما جاءت تصريحات الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ، مكملة لتصريحات فورونتسوف ، واكد لوكاشينكو بدوره وبشكل قطعي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يضع أبدا أمامه هدف استخدام السلاح النووية في أوكرانيا ، وشدد في إجابة على سؤال بالخصوص على أن “الرئيس بوتين والقيادة الروسية لم تضع بتاتا أمامها هدف استخدام السلاح النووي في أوكرانيا” ، لا فتا في الوقت نفسه الانتباه إلى أن روسيا حددت بدقة موقفها وهو يقول: “إياكم أن يحدث هجوم على أراضي روسيا الاتحادية”، مضيفا أن روسيا في مثل هذه الحالة عند الضرورة يمكنها استخدام جميع أنواع الأسلحة .
إن عدم استخدام الأسلحة النووية الروسية او نقلها الى بيلاروسيا ، لم تمنع الأخيرة من تفعيل نظام التهديد الإرهابي المتزايد ، بسبب التصعيد ، وقال لوكاشينكو “لذلك بدأنا الإجراءات المتعلقة بنشر مجموعة القوات المتحالفة وأساسها هو الجيش البيلاروسي الذي تعززه بالفعل الوحدات العسكرية الروسية” ، وفي غضون ذلك اتفق الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، على نشر مجموعة إقليمية مشتركة من القوات .
ومهام مجموعة القوات المشتركة القابلة للنشر بين الجمهورية والاتحاد الروسي هي دفاعية بحتة، بحسب وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين ، وتهدف إلى الاستجابة للوضع بالقرب من الحدود ، وأن التجمع الإقليمي للقوات بحد ذاته هو جسم معقد يتألف من عدة مكونات، وخلال فترة تشغيل هذا المكون الدفاعي لدولة الاتحاد، تم وضع خيارات مختلفة لنشره واستخدامه ، والنشر المتزامن لجميع الأنظمة في حالة وجود تهديد واضح أو نشر تدريجي بحسب الوضع، مضيفا أنه يمكن بناء على التهديدات، إعادة التجميع لتغطية مناطق معينة.
وترى مينسك أن فتح كييف جبهة ضد بيلاروس هو جنون من وجهة النظر العسكرية، إلا أن العملية بدأت، والغرب يدفع أوكرانيا نحو ذلك، والاشارة إلى أن “الناتو” وعددا من الدول الأوروبية تدرس خيارات لعدوان محتمل على بيلاروس ، لذبك فان الخطوة الروسية البيلاروسية وكما اوضحها لوكاشينكو، جاءت بعد تحذير بلاده ، وعبر قنوات غير رسمية ، من هجوم على بيلاروس من أراضي أوكرانيا، وقيل إن ذلك سيكون بمثابة (جسر القرم-2) ، وكانت إجابته بسيطة ” أخبروا رئيس أوكرانيا وغيره من المجانين أن جسر القرم سوف يكون بمثابة مثل ثمرة صغيرة بالنسبة لهم إذا مسوا شبرا واحدة من أراضينا بأياديهم القذرة” ، وبالفعل وكما أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية وصلت الى بيلاروسيا الدفعة الأولى من الجنود الروس للانضمام إلى المجموعة الإقليمية المشتركة .
وعلى ما يبدو إن كييف خلقت وضعا متوترا على الحدود البيلاروسية، وفي ظل هذه الخلفية ، وصفت وزارة الدفاع البيلاروسية أنه من الطبيعي دعم الإجراءات الروسية في أوكرانيا والوفاء بالتزامات الحلفاء ، وان بيلاروسيا تدعم روسيا في تحقيق أهداف عملية عسكرية خاصة دون مشاركة مباشرة في الأعمال العدائية ، في الوقت نفسه ، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن التجمع الإقليمي المشترك للقوات جاهز في أي لحظة لحماية سيادة روسيا وبيلاروسيا.
كما أن المصالح الوطنية لروسيا في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي تشمل الحفاظ على علاقات حسن الجوار والعلاقات الودية مع دولها ، وان التحالف العسكري مع روسيا هو أساس أمن بيلاروسيا ودفاعها الرئيسي ضد الغزو الأجنبي ، لذلك تقدم موسكو الدعم العسكري التقني لمينسك ، في وقت تتمتع الدولتان بعلاقات وثيقة مستقرة في المجمع الصناعي العسكري ، لذلك أثار وعد الرئيس فلاديمير بوتين بتقديم مساعدة عسكرية محتملة لرئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو كجزء من التزاماته بموجب دولة الاتحاد ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي( CSTO) عددًا من الأسئلة ، وعلى وجه الخصوص ، ما هي القوات والقوات التي تكون روسيا مستعدة لمساعدة بيلاروسيا؟.
وأوضح الرئيس بوتين ودون أي تردد أن حماية السيادة على الحدود الخارجية لبيلاروسيا ليست مجرد مساعدة ، بل هي أيضًا واجب أعضاء دولة اتحاد روسيا وبيلاروسيا ، وإن هذا الواجب يمارس بانتظام في التدريبات العسكرية الروسية البيلاروسية المشتركة ، لذلك فان روسيا وبيلاروسيا تجريان العشرات من أركان القيادة والمناورات العسكرية كل عام ، وليست التدريبات الكبيرة فقط مثل تدريبات ” الغرب ” ، التي يشارك فيها عشرات الآلاف من العسكريين من كلا البلدين ، والتدريب المشترك لوحدات الاستطلاع للمظليين الروس وقوات العمليات الخاصة في بيلاروسيا ، ووفقا لرسلان بوخوف ، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات ، مؤلف كتاب جنود الحرب غير المعلنة: قوات العمليات الخاصة ، سوف تستخدم روسيا كامل ترسانة قدراته العسكرية وأسلحته لدعم حليفه الاستراتيجي الوحيد في الغرب ، وبالتالي ، ” أنا متأكد من أن فرصة التدخل الخارجي في بيلاروسيا قريبة من الصفر” .
والعالم السياسي البيلاروسي، الكسندر شباكوفسكي ، والمقرب من الرئيس الكسندر لوكاشينكو ، وعلى قناة تي جي ، شدد على ان جميع القرارات بشأن العدوان على بيلاروس قد اتخذت بالفعل ، وسيكون استفزازا مسلحا مختلطا ، ” والسؤال الوحيد هو الوقت”، وأن الشيء الوحيد الذي يمكنه عكس هذا السيناريو هو نجاح القوات الروسية في المقدمة ، ومن المحتمل جدًا أنه بعد ضم الأراضي الجديدة والتعبئة في الاتحاد الروسي ، سيكون هناك تكرار لما تم تمريره بالفعل – دخول شمال أوكرانيا عبر بيلاروسيا ، وهو أمر ضروري استراتيجيًا وسياسيًا لكلا البلدين ، وان مشاركة الأفراد من الوحدات البيلاروسية ممكنة، وهي أربعة ألوية آلية يصل عددها إلى 12 ألف فرد.