وكالات – كتابات :
قد يكون غريبًا أن تجمع مدرسة واحدة تلميذات وطالبات ابتدائية وثانوية في آنٍ واحد، لكن هذا الأمر بدا واقعيًا في محافظة “ذي قار”؛ التي تُعاني من نقص كبير في المدارس دفع بالسلطات المحلية إلى اعتماد: “الدوام الثلاثي”.
ويقطع التلاميذ والطلبة في “قضاء الگرمة”؛ بمحافظة “ذي قار”، آلاف الأمتار كي يصلوا إلى مدارسهم: “المؤقتة”؛ التي أضحت بديلاً عن مدارسهم الأصلية التي تشهد إعادة ترميم.
ذوو التلاميذ والطلبة أخبروا وسائل إعلام محلية؛ عن معاناتهم ومعاناة أبنائهم وطالبوا؛ السلطات المحلية في القضاء، بالضغط على حكومة “ذي قار” من أجل الإسراع بإنجاز مدارسهم التي هُدّمت منذ عدة سنوات، لكن العمل فيها توقف بسبب الأزمة المالية التي حلت بالبلاد أثناء الحرب على (داعش).
3 آلاف تلميذ مهجر عن مدرسته..
ويقول الناشط المحلي في قضاء الگرمة؛ “علي كريم”؛ إن: “گرمة بني سعيد؛ بالأصل تملك: 05 مدارس متوقف فيهن العمل، ولكن بعد المراجعات و المتابعة تم عودة العمل: بـ 03 مدارس”، مبينًا أن: “هناك أكثر من: 03 آلاف طالب في الگرمة مُهّجر عن مدرسته الأصلية”.
وأضاف: “لدينا الآن مدرستان متوقفتنا عن العمل، واحدة بمركز القضاء؛ وهي تُعتبر أهم مدرسة ونسبة الإنجاز فيها أكثر من: 90%، أما الثانية فتقع بمنطقة القبس وهذه فقط أساسات بناء فيها”.
وأكد “كريم”، أن: “المدارس الثلاثة التي تم هدمها؛ في العام 2014، ولغاية الآن لم يكتمل العمل فيها، مما أدى إلى تزايد أعداد الطلاب في المدرسة الواحدة، حيث وصل العدد في إحدى المدارس إلى أكثر من: 1150 طالبًا”.
“البنات” الأكثر تضررًا..
وأوضح، أن: “أكثر الخاسرين من تهديم المدارس في القضاء هم فئة الطلبة (البنات)، كون مدارسهن البديلة بعيدة للغاية، إذ يصل بُعدها من: 03 إلى: 04 كم”.
ويقول قائممقام القضاء؛ “علي صالح الحلو”، إن: “القضاء كان لديه: 03 مدارس مسحوب العمل فيها منذ الأعوام: 2013 و2014، ولكن الآن تمت إعادة العمل فيهن الأسبوع الماضي، فضلاً عن وجود: 03 مدارس يتم العمل على بنائها حاليًا ضمن موازنة عام 2019”.
يحتاج إلى “ثورة”..
وتابع، إن: “الگرمة؛ يُعاني بشكلٍ كبير في جانب دوام المدارس، إذ أن جميع مناطق القضاء تشهد الدوام الثلاثي في مدارسها ونحتاج إلى ثورة كبيرة للتخلص من هذه الظاهرة التي لا تُساهم بتطوير الطلبة علميًا، بسبب عدم إكمال المنهاج الدراسي لديهم”.
وبيّن، أن: “إدارة القضاء لديها حاليًا: 09 مدارس في طور الإكمال والإنشاء، 03 تمت إعادة العمل المتوقف فيها بعد التلكؤ بإكمالها بسبب الحرب على (داعش)، وواحدة بحاجة إلى سياج خارجي فقط، و03 ضمن مشاريع 2019؛ ننتظر إكمال العمل فيها، أما آخر مدرستين هما ضمن القرض الصيني ولم تتم المباشرة العمل بها لغاية الآن”، لافتًا إلى أن: “هناك أيضًا: 03 أجنحة في: 03 مدارس تمت المباشرة بالعمل فيها وكل جناح يتكون من: 03 صفوف مستحدثة”.
وأضاف “الحلو”، أن: “دخول هذه المدارس إلى الخدمة سيُسهم بالقضاء على الدوام الثلاثي بشكلٍ كلي في المدينة، ويُعيد الوضع الدراسي إلى طبيعته المعهودة في المدينة”.
“تربية ذي قار”: نحن بحاجة لـ 800 مدرسة !
وقال معاون مدير عام مديرية تربية محافظة ذي قار؛ “وصفي الإبراهيمي”، إن: “تربية ذي قار؛ إذا ما أرادت التخلص من الدوام الثنائي والثلاثي في المحافظة؛ فعليها بناء أكثر من: 800 مدرسة متنوعة بين ابتدائية ومتوسطة وإعدادية”.
وعن لجوء التربية لإستحداث نظام “الدوام الثلاثي”؛ في بعض المدارس، أكد “الإبراهيمي”، أن: ” لجوء التربية وأقسامها إلى الدوام الثلاثي في بعض مناطق المحافظة، يعود لعدة أمور أبرزها اعتراض أهالي بعض المناطق على إكمال المدارس التي بضمن مناطقهم، وكذلك عدم قدرة تربية المحافظة على تجهيز المدارس المستحدثة ذات البناء الحديث بالأثاث المدرسي، بسبب عدم وجود رحلة واحدة أو حتى طاولة أو دولاب واحد في مخازننا، نتيجة تأخر إقرار الموازنة”.
وأوضح، أن: “عدم النص في تندر بناء المدارس الجديدة على أن يكون تجيهزها من ضمن أعمال المقاولين، سبب لنا أزمة كبيرة في افتتاح المدارس الجديدة”، مبينًا أن: “إدارة التربية تتابع حاليًا المدارس التي تم إنشاؤها ضمن أعمال مشاريع تنمية الأقاليم واستمرار العمل في إكمالها، فيما المشكلة التي تواجه مديرية تربية ذي قار هي في أعمال إكمال بناء المدارس التي توقف العمل فيها بسبب الحرب على كيان (داعش)؛ خلال الأعوام 2014 فما فوق”.