الطريق مظلم والحياة غابة، القوي يتسلط بأنيابه على الضعيف.
في الطرقات الضيقة أناس تنادي يحيا هبل وأخرون يجرون سلاسل
في أطرفها أعناق مقيدة تباع سلعة للمتسوقين، وفي أطراف المدينة صراخ ومحاولة خلاص يائسة، حفر حفرة لوأد الحرية ودفن البنات بأمر من الذكورية.
قد تجد في الأرض أثار دم نزف من عنق مستضعف!
كان كل شيء مظلمًا ورائحة الكفر سممت السواد الأعظم
حتى أشرقت شمس الأمل وعلى صوت رسالة الحرية
جاء وحي القدسية حاملًا معول التغيير، مكسرًا أصنام النفس المستبدة.
قطع سلاسل العبودية، جاء النذير البشير الحق المبين الصادق الأمين.
جاء ولديه ضوابط التغيير: أخلاق وتقوى، عدل وأخوه مساواة، ووحدة دستور سماوي لا يقبل التغيير ولا يطاله التحريف. فيه قانون الحياه بكل تفاصيلها.
ينجو من يستوعب مضامينها ولا يغلبه هواه ويأسره صنم النفس ليجور ويظلم ويقهر ويتهرب من ضوابط الرسالة الإسلامية.
كم منا يعيش الجاهلية قابعًا في تلك الطرقات، وأذناه صمت عن سماع حي على الفلاح، وعلى قلبه أقفال ظلمة وهجر النور المبين،
وباتت صدورهم ضنكة.
لم يهجر ولم يغفل أنه صوت السماء من تبعه نجا ومن خالفه ضل وهوى.