خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم ujde chaman فيلم هندي درامي اجتماعي، يناقش قضية اجتماعية هامة وهي التعامل بعنصرية مع المختلف، الأصلع، البدين، قصير القامة، وهكذا، ويؤكد الفيلم على فكرة قبول الذات.
الحكاية..
شامان شاب ثلاثيني ينتمي لأسرة متوسطة، مكونة من أب وأم وأخ أصغر، يعمل أستاذا في الجامعة يدرس اللغة الهندية، ومشكلته الحياتية هي كونه أصلع، حيث ورث هذا الصلع عن جده لأبيه، ومشكلة الصلع تلك منعته من أن يقيم علاقة حب مع أيه فتاة منذ أن كان مراهقا، ثم وحين أصبح في سن الزواج وفقا للمجتمع الهندي أصبح الفتيات يرفضونه بسبب كونه أصلعا، لدرجة أنه ذهب إلى خطبة فتاة لكن في آخر لحظة رفضت الفتاة إتمام الخطبة. وقد أيقن والدا شامان صعوبة تزويجه بسبب صلعه.
ليس هذا فقط وإنما يعاني شامان بشكل يومي مع الناس في الشارع ومع طلابه، فالناس يذكرونه دوما أنه مختلف عنهم وكأن الصلع ظاهرة نادرة في الهند، فالجميع في الشارع ينظرون له نظرات استخفاف، وبعض الطلاب يغيظونه بمناداته بالأصلع أثناء كتابته على السبورة، وحين شكى إلى مديره أحد الطلاب تعامل المدير باستخفاف أيضا.
البحث عن الحب..
ويجد شامان الصحبة مع أحد العاملين بالجامعة والذي يحكي له عن زواجه الناجح الذي جاء نتيجة علاقة حب ناجحة، ويأخذ بنصائحه، فأولا يجرب أن يذهب إلى عرس ربما يجد فتاة تنجذب إليه، ويرقص مع إحدى الفتيات ويبالغ أصدقاءه في الأمر، ثم يلمحون تلك الفتاة وهي تحادث أخيه في مكان مختبيء، ويغضب شامان ويضرب أخيه عندما يصل إلى المنزل.
ثم ينصحه العامل بأن يبحث عن إحدى المعلمات في نفس الجامعة التي يعمل بها، وبالفعل يبدأ في مراقبة المعلمات ويكتشف أنهن إما مخطوبات أو مرتبطات عاطفيا أو يتحدثن عن رجال جذابين بشعور ناعمة فيبتعد.
ثم يلجأ إلى لبس باروكة للشعر وفي الحمام يخلعها لأنها تسبب له الحكة فيصوره أحد الطلاب وينشر الفيديو على الانترنت ويصبح مسار سخرية الجامعة كلها، فتأتي طالبة لديه لتواسيه وتحاول التقرب منه وتذهب معه إلى أماكن الترفيه. ثم تطلب منه أسئلة الامتحان ويعيطها إياها بعد إلحاح لتتجاهله بعد ذلك ويكتشف أنها كانت تستغله كأستاذ لها.
موقع للتواعد..
ثم ينصحه أبوه بالاشتراك في موقع الكتروني للمواعدة في الهند، ويستسلم أخيرا ويشترك في هذا الموقع ويجد فتاة تتجاوب معه، ويتفق على موعد للمقابلة، وتراه هي من الخلف وتتسائل أين هو فهي لاترى سوى رجل أصلع، فتؤثر فيه الكلمة ثم يندهش حين يجدها زائدة في الوزن، فيشعر الاثنان بالنفور، هي بسبب أنه أصلع وهو بسبب أنها زائدة في الوزن، ويتفقان على أن يكونا أصدقاء.
ثم تخرج من الحديقة ولا تجد عربة أجرة فيعرض عليها أن يقلها لأي مكان بالدراجة البخارية التي يقودها، فتوافق لكنه يفقد التوازن بسبب وزنها ويسقطان من على الدراجة، ويذهبان إلى المستشفى وتتقابل العائلتان، عائلة شامان وعائلة الفتاة. وتنشأ علاقة صداقة بين العائلتين، لكن شامان لا يحب ذلك لأن الفتاة لم تعجبه وتصر والدة شامان على بقاءه في المستشفى بجانب الفتاة، وفي الليل تستيقظ الفتاة وتنادي على أمها فيذهب لها شامان بعد أن وجد الأم نائمة، فيذهب معها إلى الحمام ثم تقترح عليه أن يذهبا لتناول العشاء، ويجرها بالكرسي المتحرك الذي تجلس عليه نتيجة تأذى قدمها، ويأكلان في الخارج لكنه لا يتجاوب معها في حين تشعر هي بالتقارب.
زواج..
ثم تحاول عائلته إقناعه بالزواج من الفتاة وتتواصل مع أسرتها، ويخجل شامان من الاعتراف بأنه لا يريد الزواج منها ويرتب الأهل كل شيء، وتشعر هي بالفرح لأنه يرغب في الزواج منها، ويتردد هو أكثر من مرة في إخبارها بعدم قبوله هذا الزواج، ويحاول رشوة الكاهن الذي يبحث في توافق البرجين بينه وبين الفتاة، ويقبل الكاهن الرشوة لكنه يطمع ويطلب من الأهل رشوة أخرى لإتمام الزواج وتقريب برجي العروسين، حينما أظهرت الفتاة تعلقا شديدا ورغبة في إتمام الزواج.
ومازال شامان غير راض لأنه لا يحب أن يتزوج بفتاة بدينة رغم أنها قبلته كما هو، حتى أنه يطلب منها إزالة صورة لها معه قد وضعتها عى الفيس بوك وسخر طلابه منه. وفي النهاية يتشجع شامان ويقول للفتاة في رسالة نصية أنه لا يريد إتمام الزواج، وذلك قبل إجراءات إتمام الخطبة وتنفسخ الخطبة، ويظن أهل شامان ان الفتاة هي التي رفضته.
تقبل الذات..
ثم تحاول إحدى المعلمات التقرب منه ويخرج معها في إحدى المطاعم، ليتفاجيء بوجود الفتاة التي أوشك على خطبتها وهي تحتفل بعيد ميلادها مع أصدقاءها، وحين تراه مع فتاة أخرى تأتي لتسلم عليه، وتعطيه جزء من الكعكة وتعامله بود. فيذهب إليها ليحدثها ويقول لها أنه مندهش أنها تعامله بشكل جيد رغم ما فعله معها، فتقول له أن عليه أن يتقبل نفسه.
ثم يعود للمعلمة التي تطلب منه مقابلة والدها على أن يضع باروكة شعر، فيفهم أنها لا تقبله كما هو. ثم يظل عدة أيام يعاني من التفكير ليكشتف أنه يحب تلك الفتاة زائدة الوزن وأنه أخطأ حين هجرها، وقد قرر أن يتقبل اختلافه وصلعه، وحين ناداه أحد الطلاب بالأصلع في محاولة لإغاظته قال للطلاب أنه أصلع وأن هذا صفة فيه وعليه ألا يغضب حينما يناديه شخص بذلك، كما أن على الجميع تقبل الاختلافات وعدم التعامل بعنصرية مع المختلف. ثم يذهب للفتاة زائدة الوزن ويعترف لها بحبه وتتم إجراءات الزواج وينتهي الفيلم على ذلك.
الإخراج جيد، وأداء الممثلين جيد، لكن ربما كانت هناك مبالغة ما في كون شامان هو الأصلع الوحيد في منطقته وكأن الهند قد خلت من الصلعاء. وعلى مستوى الفكرة الفيلم هادف يحاول نشر الوعي بين الناس، ومعالجة السلوكيات المجتمعية الخاطئة، حيث يؤكد على فكرة التعامل بإنسانية مع الجميع حتى المختلفين عنا في مواصفاتهم الجسدية، وتقبل الجميع على اختلافاتهم، كما يؤكد على فكرة أن يتقبل الأنسان ذاته بعيوبها ومميزاتها ولا يتعامل مع العيوب بقلة ثقة مع النفس، وألا يلتفت لكلام الناس ومعاملتهم له بشكل سيء.
كما يكشف الفيلم عن بعض عادات الهنود، حيث تتدخل الأسرة في أمر الزواج، ويكون بمثابة زواج بين عائلتين، ويفضل تزويج الرجال في سن صغيرة في العشرينات، كما تتكفل الأسرة ماديا بأبناءها، وتظل تراعاهم ماديا واجتماعيا قبل الزواج وبعده.