في “طهران” .. مرافق المريض ينام بجوار المستشفى !

في “طهران” .. مرافق المريض ينام بجوار المستشفى !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تستقبل مستشفيات العاصمة الإيرانية؛ “طهران”، بشكلٍ يومي أكثر من نصف سكان الأقاليم. ورغم الجهود المكثفة فيما يخص التقسيم العادل للإمكانيات والخدمات الصحية والعلاجية وفق خطة التطور الصحي، لكن إلى الآن مايزال التفكير القديم الذي يؤكد تفوق أطباء العاصمة عن أقرانهم في الأقاليم آفة المرضى.

ولذلك يتشكل نصف المرضى الحياري في مستشفيات وصيدليات من مرضى الأقاليم والمرافقين. لقد جاء هؤلاء إلى “طهران” من مسافات بعيدة يحملون حقائب السفر، يقصد أغلبهم المستشفيات الحكومية خوفًا من ارتفاع أسعار الأدوية والعلاج ؛ بحسب تقرير “شــهرام صفرنیا”؛ المنشور بصحيفة (آرمان آمروز) الإيرانية.

يجب أن تكون مع المرافقين ميزانية كافية لدفع ثمن أدوية مرضاهم، ويخصصون مبلغ منفصل للطعام. وعليه في الغالب لا يتملكون أموال أخرى للنزول في فنادق. ومن ثم يُمثل مكان المبيت في الليل تحديًا كبيرًا.

البعض ينامون في السيارة، والآخرون لا يجدون سوى مقعد في حديقة لقضاء الليل، بينما تنصب الأسر التي تصطحب أطفالًا خيامًا إلى جوار جدار المستشفى. وعليه لا يكون للأمن في الشارع معنى، لأنه حتى لو جرى تغطية كل الثقوب في الخيمة، تستمر الرياح في التغلغل من ثقب خفي. وبالعادة تمتد مدة إقامة هؤلاء في “طهران” إلى عدة أسابيع وشهور. وبعض المرافقين ليس من هواة الإقامة في الخيام، لكن يفعلون لأنهم لا يمتلكون القدرة على مفارقة مرضاهم. وأحيانًا تكون حالة بعض المرضى متأخرة ولا يستطيع المرافقون تركهم بمفردهم على سرير المرض. يضطرون إلى النوم في الشارع أو الحديقة حتى لا يغفلون لحظة عن حال مرضاهم.

نُزل المرافق.. حل مؤثر لكن مليء بالتحديات..

بعد قرار رئيس الجمهورية؛ المؤرخ بـ 20 تشرين أول/أكتوبر 2021م، تحسنت الأوضاع نسبيًا، لكن مايزال مرافق المريض يُصارع مشكلات من مثل القدرة المحدودة، والمسار الطويل، وتكلفة منازل المرافقين.

لذلك يُفضل البعض قضاءء الليلة في سيارته. ولو أن هناك عدالة علاجية في الدولة؛ بحيث يستطيع مرضى الأقليم طي مراحل العلاج في مدنهم، فسوف تختفي مشكلة المرافقين ونصون كرامة جميع المواطنين.

وتستضيف منذ عامين أو ثلاثة مستشفيات: “الخميني، وشريعتي، وعلي الأصغر” وغيرها المرافقين في مجموعات للإقامة في نُزل مخصص لذلك.

والإقامة في هذه النُزل مجانية بالكامل. والمطلوب للإقامة في هذه النُزل الحصول على بطاقة تعريف من المستشفى، ومليء طلب الإقامة للحصول على تصريح مرافق. وقد قضت هذه النُزل على الكثير من مشكلات إقامة المرافقين، لكن للأسف لا تمتلك كل المستشفيات الحكومة في العاصمة مثل هذه الميزة، ناهيك عن قدرة هذه النُزل المحدودة على استقبال الضيوف.

من ثم في حالة السيول ونزوح سكان الأقاليم إلى “طهران” فلن تكفي هذه النُزل بالتأكيد لاستيعاب كل المرافقين للمرضى. وعليه ورغم وجود هذه النُزل مانزال نرى المرافقين يقضون الليل دون ملجأ داخل سيارتهم أو في الشارع.

باختصار يمكن القول إن فكرة النُزل تُمثل حلًا مقبولًا للقضاء على مشكلة إقامة المرافقين للمرضى، في حال تعميم التجربة على كل المستشفيات الحكومية بمدينة “طهران”، وامتلاك القدرة على استقبال كل المرافقين.

لو كان مع المريض مرافق واحد تتكفل المستشفى بإسكانه بالعادة في نفس غرفة المريض، لكن لو كان المريض رب أسرة أو يُعاني من أوضاع جسمانية استثنائية، فالطبيعي ألا نترك مرافقيه يواجهون مصيرهم في مدينة غريبة بالنسبة لهم لمجرد فقط أن يتمكنوا من رؤية مريضهم لدقائق معدودة.

كل المرافقين للمرضى من الأقاليم لا يتكلمون عن وخامة حال المريض، لكنهم يفكرون أنها قد تكون المرة الأخيرة التي يرون فيها عزيزًا عليهم.

وعليه من المنطقي أن يكون مرافق المريض إلى جانب المريض ويشق طريقه إلى المدينة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة