وكالات – كتابات :
وجه مزارعون في “ديالى”، اليوم السبت، نداء استغاثة للحكومة العراقية والجهات المعنية؛ لإنقاذهم من: “الإقطاع والاستعباد” في كبرى مزارع المحافظة.
وأكد مئات المزارعين ممن يقطنون قرى: “الدوجمة العليا، والدوجمة السفلى، والناي (التربة، والأربعين، والخمسة وعشرين، والعشرين) والثلاثي، والزركانية العليا”، شمالي “قضاء الخالص”، تعرضهم: لـ”الاستعباد” جراء سياسة المزرعة التي تمنح المزارع أرباح: 30% أو أقل من ذلك مع تحمل المزرعة نفقات الاستزراع فيما كان نظام العمل في المزرعة يقضي بمنح المزارع: 50% من أرباح الموسم الزراعي.
وتبلغ مساحة مزرعة “الناي” نحو: 30 الف دونم؛ كانت تحت سيطرة السياسي المعروف؛ “صالح المطلك”، قبيل سقوط النظام السابق، وبعد سقوط النظام تم إعادة العمل بها بنظام الاستثمار واستئجارها من قبل مستثمرين.
وأشار المزارعون الى وجود احتكار لمساحاتهم من قبل جهات مستفيدة وفقًا للعلاقات والمحسوبية وغياب العدالة في توزيع المساحات الزراعية وفقًا للأولوية الجغرافية وقرب القرى من المزرعة.
“أبوأحمد الهيازعي”، أحد المزارعين في المزرعة، ناشد الحكومة والجهات المعنية، عبر مواقع إخبارية عراقية؛ للخلاص من: “نظام الإقطاعية الذي تمارسه إدارة مزرعة “الناي” ومحاربة المزارعين الفقراء؛ حيث أسست نظام أسمته إدارة المزرعة بالتنفيذ المباشر وهو سرقة وسلب حق المزارع ومنحه حصصًا رمزية من أرباح الإنتاج”.
وأضاف أن: “سكان القرى المحيطة بالمزرعة كانت لهم صولات ضد فلول الإجرام بما يسمى تنظيم (القاعدة) الإرهابي في سنة 2007 و2014، قدمنا أكثر من: 250 شهيدًا دفاعًا عن أرضنا وأعراضنا وكرامتنا وحينها تم تفخيخ المضخات التابعة لمزرعة (الناي)، من قبل تنظيم (القاعدة)؛ بأكثر من: 05 جلكانات مفخخة وتم تفكيكها بأيدي رجال عشيرة الغوالبة إلا أن القائمين على المزرعة ضربوا التضحيات والمواقف بعرض الحائط”.
فيما وصف “أبوماهر العبيدي”، أحد الوجهاء والمزارعين القريبين من مزرعة “الناي”، سياسة المزرعة: بـ”الإقطاع الجديد” وإحياء لسيناريو مسلسل (مناوي باشا) العراقي الذي يتناول موضوع الإقطاع الزراعي.
“العبيدي” أوجز حجم الخسائر التي تكبدها مئات المزارعين جراء نظام العمل: “المجحف” الذي يمنح المزارعين: 30% من أرباح المحاصيل، وهو أمر أجُبر المزارعون على قبوله، لكن المزرعة اعتمدت التنفيذ المباشر الذي قلص حصص المزارعين إلى نحو: 6 – 10% على أن يقوم المزارع بواجبات العناية والسقي بالمزارع.
وأضاف أن: “مزرعة (الناي) كانت بابًا معيشيًا كبيرًا لسكان المحافظات الوسطى والشمالية والجنوبية وحتى الكُرد؛ إلا أنهم هجروا المزرعة لأسباب كثيرة”، داعيًا إلى: “إنقاذ المزارعين ضمن سبع قرى من الاستغلال الإقطاعي ومنحهم مصادر معيشية تحفظ كرامتهم؛ وتؤمن قوت أسرهم التي لا تملك أي مصدر معيشي سوى الزراعة”.
وبنفس ما أدلى به زملائه، برر “خليل ماهر”، أحد المزارعين، أسباب قبول المزارعين: بـ”الاستغلال الإقطاعي” إلى عدم وجود سُبل معيشية وشُح المياه الذي حرمهم من استغلال مساحات زراعية خارج المزرعة التي تمتلك محطات ضخ موزعة على امتداد الأراضي وصولاً إلى “نهر دجلة”.
وأكد “ماهر”؛ أن: “مزرعة (الناي) تمنح الإمتيازات والمنافع لوجهاء وشخصيات مقربة وشيوخ عشائر أو أفخاذ يُسيطرون على الأشخاص والمزارعين البسطاء ويجبروهم على العمل في المزرعة تحت قيود إقطاعية مجحفة”.
وواصل: “العوز المعيشي وإنعدام فرص العمل أجبر المزارعين على العمل في مزرعة (الناي)؛ رغم المناشدات والمطالب لإنقاذهم”، كاشفًا عن: “مساعٍ لتنظيم تظاهرات واسعة لإيجاد حلولاً لمعاناتهم المعيشية وإنهاء النظام الإقطاعي الجديد”.
وذهب “ماهر” إلى أبعد من ذلك بالقول: “منعونا من رعي المواشي حتى في الأراضي غير المزروعة ما دفعنا لبيع المواشي وبخسائر جسيمة”.