18 أكتوبر، 2024 8:21 ص
Search
Close this search box.

الهندسة المستدامة تحتضنها الجامعة التقنية الوسطى في مؤتمرها الدولي

الهندسة المستدامة تحتضنها الجامعة التقنية الوسطى في مؤتمرها الدولي

الهندسة المستدامة sustainable engineering ) ) هيعملية تصميم نظم التشغيل واستخدام الطاقة والمواردعلى نحو مستدام ، أي بالمعدل الذي لا يضر البيئةالطبيعية وبقدرة الأجيال المقبلة على تلبيةاحتياجاتها بمختلف الاستعمالات ، والهدف الأساسيمن الهندسة المستدامة هو تحقيق المزيد من النمووالازدهار الحالي لضمان امتداده المستقبلي دونإغفال تأثير استهلاك الموارد الحالية على البيئةوالسكان والمخزون المستقبلي المتاح من هذه الموارد ،ومن أسبقياتها الحفاظ على ما هو موجود قدرالإمكان والسعي ليكون ما يتم إنشاؤه اليوم ينعكس ايجابيا على إنشاء المشاريع المستقبلية بدلاً من أنيكون عائقاً أمامها ، ومن أهدافها أيضا إنشاء برامجشاملة لتحديد وتوفير المعلومات التي تحتاجهاالملاكات الهندسية والتقنية في مجالات توفير الطاقةوالمياه والغذاء والصحة وغيرها من الاحتياجاتالإنسانية الأساسية ، وتأتي أهمية الهندسةالمستدامة من إدراكها للمخاطر التي قد تأتي منالفعاليات التي لا تفكر بالمستقبل ، فهناك عددا منالاقتصاديات العالمية عانت من كون فترات نموها التي يفترض أن تمتد لسنين او عقود لم تستمر ومع الوقتتحولت بعض المشاريع المفيدة في الماضي إلى أعباءإضافية على اقتصاديات متراجعة ، لذا من المهم لأيبلد يريد الاستمرار والازدهار استخدام الهندسةالمستدامة لصالحه للتأكد من تحقيق النمو الحالي معالحفاظ على إمكانيات النمو المستقبلي لمنع الهدر بالموارد بأنواعها المختلفة .

ولان بلدنا بحاجة ماسة للتنمية المستدامة وفي الإصلاح بمختلف المجالات للتحول من بلد أحاديالإيرادات معتمدا على صادرات النفط الخام ومستورد لأغلب الاحتياجات إلى بلد متنوع المشاريع والإسهامات في توسيع وتنويع مصادر الدخلوالناتج المحلي وبما يحقق نسبة مقبولة من الاكتفاء ، فانه أحوج ما يكون لاعتماد الهندسة المستدامة كوسيلة ( مجربة عالميا ) في استثمار الموارد وجعلها بخدمة الإنسان ومستقبل الأجيال ، ولان الجامعات هي مراكز للعلم وجذب العلماء والباحثين والكفاءاتوفي إجراء البحوث والتطبيقات كونها حالة متقدمة في المجتمع ، ولان جامعاتنا تلتزم بهدف ( الجامعة للمجتمع ) والجامعة المنتجة فقد بادرت الجامعة التقنية الوسطى لولوج هذا الجانب ، فهي من ضمن الجامعات التقنية الأقرب لواقع واحتياجات المجتمع كما إن لها تماس وعلاقة مع المنظمات والمؤسسات الجامعية والبحثية المحلية والدولية بمختلف الاختصاصات ، ويعد المؤتمر العلمي الدولي الرابع ( وما سبقه من فعاليات ) للهندسة المستدامة الذي عقدته الكلية التقنية الهندسية \ بغداد إدراكا واعيا لاحتياجات بلدنا وهو يسعى ويطمح للتنمية والنهضة ، مما يعطي الدلالة بان الجامعة ليست بعيدة عن واقع ومعاناة وطموح الدولة والشعب واعتمادها الهندسة المستدامة مدخلنا نحو العالميةشعارا للمؤتمر هو تجسيدا لدور ومهام الجامعةوقدرتها في الاستفادة من التجارب العالمية التي يمكن أن تضاف لها المبادرات والخبرات المحلية في تحقيق الأهداف التي تخدم حاضر ومستقبل العراق ، وقد جسدت أهداف المؤتمر فوائده في المجالات والمساراتالتي يراد لها أن تتحقق والتي لخصها السيد رئيسالجامعة في كلمته الافتتاحية إذ حددها بثلاث أهدافرئيسة هي ( تسخير البحوث العلمية والتقنية لخدمةتنمية البلد ، الجمع بين الباحثين والعلماء وطلابالدراسات العليا في مجال الهندسة والتكنولوجياعلى منصة تفاعلية للتواصل والمشاركة والتعلم منبعضهم حول التحديات والفرص المشتركة التي تواجهالتنمية ، تشجيع ودعم البحوث التقنية التطبيقيةللقطاعين الخاص والعام التي تحقق أهداف الهندسة المستدامة بما يلبي الاحتياج الفعلي حاضرا ومستقبلا ) .

وشهد المؤتمر إقبال عدد كبير من الباحثين لأهميةموضوعاته وتنوعت طريقة المشاركة فيه حضوريا والكترونيا بما يضمن التفاعل والإفادة من الكفاءات والخبرات ، إذ ضم عدد من البحوث العلمية من العراقودول العالم منها الصين وروسيا وأستراليا وتضمنفضلا عن ذلك عرضا لمنظمة اليونسكو كرس لمناقشةآخر المستجدات في هذا المجال ، وقدمت للمؤتمر (٢٣٣) ورقة بحثية شملت ثمانية محاور في الهندسةالمستدامة التي تسعى إلى تحقيق المزيد من النمووالازدهار الحالي والمستقبلي ، وتم التأكيد في اغلب الطروحات والبحوث على ضرورة وأهمية عدم إغفالتأثير استهلاك الموارد الحالية على البيئة والسكانوالمخزون المستقبلي المتاح من هذه الموارد والحفاظعلى البيئة باعتبار إن معظم الموارد تتسم بالندرة النسبية ومن غير الممكن  أن تبقى متاحة بنفس الجودة والكمية في كل الأزمان والحالات ، وهذا التأكيد يجعل للجامعة موقعا ومساحة لتكون ضمنالحملة العالمية والعراقية في الحفاظ على البيئة وانتكون جزءا مهما في نقل التطورات التي يشهدهاالعالم لخدمة المجتمع العراقي ،  ومن المزايا التي يمكن أن تحسب للمؤتمر إسهام وحرص الجامعة وتشكيلاتها بالمشاركة بالبحوث العلمية والعمليةالتي من شانها وضع الحلول للمعوقات التي تعترضالحياة والمجتمع ، وقد شهدت الجلسة الافتتاحية التي عقدت في بغداد ( فندق فلسطين مرديان ) حضورا مكثفا للباحثين والكفاءات الجامعية ومن مختلف قطاعات الدولة والمجتمع كما حضرتها قيادات الجامعة وضيوفهم من الجامعات الحكومية والأهلية وأصحابالاختصاص وقد تم فيها عرض ثلاث بحوث حضوريةوالكترونية ، وفي ختام الجلسة الأولى أشاد المشاركونبرعاية معالي وزير التعليم العالي للمؤتمروبالجهود التي بذلتها الكلية التقنية الهندسية ( بغداد ) واللجنة التحضيرية وبقية اللجان في اختيار وتوجيه بحوث المؤتمر لتحقيق أهدافه وغاياته وفي تهيئة وتوفير جميع مستلزمات انعقاده وتوثيق جلساته لتحقيق الفوائد المرجوة منه ، ومنح السيدرئيس الجامعة درع المؤتمر لعدد من الذوات الذين لهمادوار في التحضير وانعقاد المؤتمر وللباحثينولرؤساء ومقرري الجلسات ، ونتمنى لمثل هذه المبادرات مزيدا من النمو والانتشار بما يوفر الأدوات العلمية والتطبيقية لنهضة وتطور بلدنا العزيز .

أحدث المقالات