وكالات – كتابات :
وصف السيناتور الأميركي؛ “كريس فان هولين”، أمس الخميس، الهجمات الإيرانية على “إقليم كُردستان العراق”، بأنها: “تطور خطير”، مؤكدًا على أهمية استمرار “الولايات المتحدة” في دعم: “حلفائنا الكُرد”؛ الذين وصفهم بأنهم: “شركاء رئيسيون”.
وفي مقابلة مع الخدمة الكُردية في إذاعة (صوت أميركا)، رد “هولين”، وهو أيضًا العضو الديمقراطي في “لجنة العلاقات الخارجية”؛ في “مجلس الشيوخ”، على سؤال حول قصف (الحرس الثوري) الإيراني مناطق في “إقليم كُردستان العراق” بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، ومدى خطورة ذلك على الاستقرار الإقليمي، قال: “حسنًا إنه أمر خطير، وهو انتهاك لسيادة العراق بالنسبة لتجاوز الحكومة الإيرانية الحدود ومهاجمة المواقع والأشخاص في الجانب العراقي”.
وأوضح أن: “الحكومة العراقية والولايات المتحدة كانتا واضحتان للغاية بأن هذه الانتهاكات للسيادة، يجب أن تنتهي”.
القصف الإيراني والتوغل التركي..
وقال “هولين” إن النظام الإيراني: “يجب ألا يلوم سوى نفسه على تصاعد الاحتجاجات السلمية؛ بسبب قمعه للشعب الإيراني، وألا يُحاول تصدير ذلك إلى العراق”.
وأضاف أن على “الولايات المتحدة” القيام بما في وسعها لحماية سيادة “العراق”.
وردًا على سؤال يتعلق بعمليات التوغل والقصف التركية أيضًا، قال السيناتور الأميركي أن القوات التركية تُشن هجمات منذ شهور في مناطق الإقليم، حيث قُتل العديد من الأبرياء، مضيفًا: “يجب على الجميع خارج العراق أن يضعوا حدًا لانتهاكاتهم لسيادة العراق. القوات الأميركية موجودة هناك بدعوة من حكومة العراق، ولكن هذه القوى الخارجية الأخرى لا”.
وحول استهداف القنصلية الأميركية؛ في “أربيل”، بالقصف والتهديد من جانب الميليشيات المدعومة من “إيران” وما يتحتم على “الولايات المتحدة” القيام به من أجل دعم حليفتها حكومة الإقليم، قال “هولين” إن: “الولايات المتحدة؛ كانت تقوم بشيئين، الأول هو دعم الحكومة العراقية، حيث لدينا الآن التحدي المستمر في تشكيل حكومة عراقية، ونأمل أن يتم حل ذلك، ونعمل مع الأطراف لمحاولة حل ذلك”.
وتابع السيناتور الأميركي: “لكننا بحاجة أيضًا إلى الاستمرار في دعم حلفائنا الكُرد الذين كانوا شريكًا رئيسًا في القتال ضد (داعش) وغيرهم في المنطقة الذين يُمثلون أطرافًا خبيثة”.
وقال “هولين” أن “واشنطن”: “قامت بتقديم الدعم المستمر والتدريب للقوات الكُردية، ولكن من الواضح أيضًا في سياق دعم الجيش العراقي بشكل عام”.
احتجاجات “إيران”..
وفيما يتعلق بإصدار الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، يوم الإثنين، بيانًا يتحدث فيه عن اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد مرتكبي أعمال العنف في “إيران”، قال “هولين”: “أعتقد أن ما ستواصل إدارة بايدن القيام به هو البحث عن الكيانات التي تُشكل جزءًا من هذه الشبكة التي تقوم بقمع الاحتجاجات السلمية بهذه الطريقة الوحشية”.
وحول اتهام المرشد الأعلى الإيراني؛ “علي خامنئي”، ومسؤولون إيرانيون؛ “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، بالتآمر في الاحتجاجات الجارية في “إيران”، قال “هولين”: “هذا مُثير للضحك، ولدى إيران عادة توجيه أصابع الاتهام إلى الآخرين عندما يحتاجون إلى النظر في المرآة”.
وأضاف أن: “هذه الاحتجاجات هي نتيجة طبيعية للحرمان المطلق من حقوق الإنسان الأساسية للناس. وهناك نظام يستمر في قمع حقوق الإنسان تلك، من أجل حرمان النساء من الحريات الأساسية، ولهذا فمن الطبيعي أن يكون هناك هذا النوع من رد الفعل من الأشخاص الساعين ليكونوا أحرارًا”.
وتابع السيناتور الأميركي قائلاً: “أعتقد أن الولايات المتحدة تبقي على خط تواصل مفتوح مع المجتمع المدني داخل إيران إلى الحد الذي يمكننا من التواصل مع مجموعات المجتمع المدني داخل إيران”.
إلا إنه قال: “إذا كنت تسألني عما إذا كان يتحتم على الإدارة أن تتبنى سياسة التغيير العلني للنظام أم لا، فأعتقد أن الإدارة تتبع المسار الصحيح في الوقت الحالي. وإذا نظرت إلى الوضع على الأرض، أعتقد أن إدارة بايدن تستجيب كما ينبغي”.
وعما إذا كانت “الولايات المتحدة” ستُساعد الشعب الإيراني في إسقاط هذا النظام، قال “هولين”: “أرغب شخصيًا أن أرى هذا النظام يذهب. السؤال هو كيف ستسير الأمور ؟.. وإذا كان الإيرانيون يُريدون أن يقوموا بذلك بأيديهم، فهذا هو السؤال الذي يتعين عليهم تحديده. لكن ما يجب على الولايات المتحدة أن تحرص على عدم القيام به هو الاقتراح بأننا على سبيل المثال، سنستخدم جيشنا أو قوتنا في محاولة استبدال النظام في إيران”.
وحول تأثير الاحتجاجات الإيرانية على موقف العديد من النواب الأميركيين من كلا الحزبين السياسيين؛ والذين طالبوا إدارة “بايدن” بوقف محادثاتها مع “إيران” من أجل إحياء “الاتفاق النووي”، قال “هولين”: “لا أؤيد الإبتعاد عن محاولة التوصل لحل دبلوماسي يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.. السؤال هو كيفية تحقيق هذا الهدف ؟.. هناك من يود خوض الحرب في المنطقة. لكن وجهة نظري، وأنا على علمٍ بوجهة نظر الرئيس بايدن، وهي أننا جميعًا سنكون أفضل حالاً في حال تحقيق هذا الهدف بشكل سلمي”.
دور “إيران” في “العراق”..
وتابع السيناتور الأميركي قائلاً؛ إن: “أفعال إيران الخبيثة في العراق تحدث الآن في غياب خطة العمل الشاملة المشتركة (النووية)، وقد تزايدت أفعالهم في العراق بشكلٍ كبير بعد أن مزق الرئيس؛ دونالد ترامب، خطة العمل الشاملة، وأصبحت إيران أكثر عدوانية في العراق”.
وختم السيناتور الأميركي بالتذكير بأن الرئيس الأسبق؛ “رونالد ريغان”، أطلق في منتصف “الحرب الباردة” على “الاتحاد السوفياتي”: “إمبراطورية الشر”، إلا أنه تفاوض مع “موسكو” حول “اتفاقية للحد من الأسلحة النووية”، حيث أنه في ذلك الوقت كان ذلك في مصلحتنا، ومن مصلحتنا بالتأكيد منع “إيران” من امتلاك سلاح نووي، ومن مصلحتنا الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ودعمه في حربه ضد القمع.