لا يمكن العقل أن يستوعب قدرة الإنسان على ظلم إنسان آخر ممزوجة بخداع وغدر ، والصمت عندما يلازمك في أشد المواقف حتى تبرء نفسك ولكن !! تبقى صامت حتى لا تؤذي من احببته يوم ، لا تظلم القلوب الذي تضحي لأجلك حتى ولو كانت لا تستحق وهل يا ترى كل ما فعلته لأجلك إني لا استحق التضحية؟ يتكاثرون حولك مثل الذباب وينفضون عنك كأنهم كانوا سراب هذا ما سترى في يُسرك وعُسرك ، مبدعة سيدتي في دور الضحية ولم تتذكري جميع تضحياتي ، كيف لي أن اغفر لكِ غدرك وجعلتي في داخلي أحساس إن العالم بلا نور ؟
الشمس لا تؤمن بحكم الطوائف ولا تتميز بالعنصرية وإلا لما كانت تمنح نورها لجميع البشر ، لم تكوني شمسي ولا حتى قمري بل كنتِ الظلام الذي حجب نور الشمس عني فمارستِ العنصرية تجاهي بل الأحرى كنتِ طائفية بامتياز ، معاناتنا في الحياة لم تكن تؤذينا بحجم اذية الذي خذلونا ، سألتيني يومًا هل سوف تكون لي ظل عندما يختفي الظل عني وكنت عند وعدي منحتك ظلاً يقف بجانبك ويحميكِ ، لكن اختفى ظلي ولم اجد من يظلني بظله فكنتِ بصمة سوداء في حياتي ، كم غريبة أيتها الحياة نسير في طريق لم نتمناه وابحرنا في وسط البحر بدون شراع ؟ نصيحة لا تجعل أحداً رباناً لسفينتك سيضحي بك في حالة الغرق ، وها انا اغرق في نفس اليد الذي انقذتها.
الوجع في خضم هذا الخراب ينهك جسدي المتعب ولم أعهد خطواتي المتباطئة وقلبي المتعب ، ولم اعهد اختفاء ابتسامتي الطفولية ، لماذا حدث لي كل هذا ؟ سؤال يحيرني في صباحي ومسائي، لا املك سوى قميص وبنطال جنس بعدما كنت املك كل شيء، لا املك مال ليحترمني الجميع كل ما املكه قلم وورقة فارغة اكون عاجز عن كتابة كلمة ، يأس وندم و يا ليت الزمان يعود لكي ارتب دفاتري من جديد ، كل من حولي تساقطوا كأوراق الخريف ولم يبقى لي أحد سوى نفسي تقاوم الحياة أما البقاء أو الرحيل أما الارتفاع وأما السقوط النهائي ، شعور قاسي أن ينتابك هذا الأحباط لتقاوم الصراع النفسي والخروج منه معجزة.
جميع الطيور هاجرت ووصلت بر الامان إلا انا بقيت مكسور الجناح اعاني من اثر البقاء على حافة بركان من نار بين الاشتعال وبين الرماد ، ارحل متى شأت فلم تبقى لك ذكرى في حياتي؟ كل ما اتذكره تلك الطعنات التي ادمة قلبي ، راحلون ولا نعلم المرسى في أي رصيف من العالم نرسو كل ما أتذكره في حياتي الوجع ، تبقى قلوبنا خائفة بانتظار الأمل ولكن نلتزم الصمت !! متاهة ونحن نودع عاماً بعد عام في متاهات شوارع الغربة الضيقة، صعب جداً أن تعيش كالميت الحي، ترفض الموت وترفض ان تعيش حياتك ، فقط المقاومة لتبقى على قيد الحياة ، دوائنا الصبر في انتظار الشفاء ، لكن لا شفاء تحت سلطة الندم .
ما قيمة نجاتك من الموت مرة بعد أخرى اذ كنت تعيش هذا الجحيم وتكتوي بنار الحرمان تحت سماء الغربة . يا لحزني وبؤسي وندمي، اني يوماً ما كُنت على شفا حفرة من الخلاص ولكن حينما آن الأوان جُبنت. يا لتعاسة روحي التي تكتب هذه الكلمات، اوراقاً من شجر الخريف هكذا يمضي عمري وماءاً من سراب لم يرويني ، للمرة الأولى ظننت أنني أخذت وقت كافي بالتفكير في خوض هذه المغامرة مجهولة النهاية فكانت بداية ضياعي وها انا تائه وسط هذا الخراب ، يا أصدقاء طفولتي الجميلة كان الألم أكبر من أن اتحمله تذكروا إني بكيت !! كانت لحظة سقوطي مدوية فتناثر اجزاء جسدي كحبات الرمان، ايتها الروح الساجدة على اعتاب القهر انهضي وكسري القيود وانزعي الخنجر المزروع في خاصرتك فلا غدرٍ يدوم ، لا تطلب الشرف من جسد عاهرة ولا تطلب الخير من يد بخيل ولا تطلب كلمة الصدق من فم لئيم ، نصيحة كُن كالشجرة واثقة من نفسه جذورها عميقة في الارض ورأسها مرفوع للسماء تذكروا البقاء للأقوى.
عزائي على نفسي كبير وألمي على من مددت يدي لهم الذين ساءوا الظن بي، لا يعلم في القلوب من نوايا إلا النفس البشرية لذالك كانت قلوبهم سوداء ولم أكن اعلم واثبتت المواقف سواد قلوبهم ، سقطت ورده حملتها في يدي خفت من ذهاب رحيقها واصابني الرعب ان لا تسحق بأقدام متسخة بقاذورات هذا العالم المنافق، سقيتها بماء العين لم تمنحني عطرها بل منحته للغير واهدتني شوكها وكنت في امس الحاجة لعطرها، حقارة هذا العالم بنكران الذات و الغدر بالطعن من الخلف.