17 نوفمبر، 2024 5:25 م
Search
Close this search box.

ماذا بقى من قوميتكم ايها العرب

ماذا بقى من قوميتكم ايها العرب

يبدو اننا كنا نعيش في مرحلة الطفولة والشباب على شعارات فارغة تسمى شعارات القومية العربية وكنا مصدقين انفسنا ان هذه الشعارات هي للتنديد بالاستعمار والداعية الى توحيد الوطن العربي بكل دوله ولكن من دون حسبان اي شيء سواء للوقت او للمال او حتى للأنظمة في هذه الدول…
كنا ننادي في القومية العربية حيث كنا نتصور انها ملجأنا الوحيد ولكننا لا نعرف ان رؤساء الدول العربية انفسهم والذين يجتمعون في الجامعة العربية بين فتره واخرى لا يؤمنون بالوحدة العربية ويعرفونها جيدا انها مجرد احلام على ورق كتبوها في وضح النهار ومثلها مثل وصفة العلاج التي يكتبها الطبيب للمريض ولكنه لا يملك ثمن شراء الدواء المكتوب فيها ويبقى العلاج مجرد حبر على ورق لقد اكتشفنا اصلا انه لا يوجد شيء اسمه القومية العربية نعم هناك اقوام اصولهم عربية يتكلمون اللغة العربية ولكن ليس بالضرورة ان يعيشوا في دولة واحدة لان كل دولة فيها قوميات اخرى مختلفة تماما من حيث اللغة والعادات والتقاليد عن العرب….. وكلنا يعرف ان اغلب القوميات في العالم تنتشر في كل بقاع الارض فتجد العربي في الدول الأوروبية وقد تجذر فيها واصبح يمتلك جنسيتها واصبح لديه املاك هناك وبالمقابل تجد ايضا الافريقي موجود في اسيا والآسيوي يعمل في افريقيا فلماذا نحن العرب الوحيدين الذي ننادي بالقومية العربية ووحدة الامة العربية ونحن نعرفها عين اليقين ان هذا الشيء مستحيل وانه مجرد إضحوكة على المئات من الملايين من الشعوب العربية…..
اليوم وانا انظر الى حال الدول العربية وانظر الى الحدود الموجودة بينهم وانظر الى انتقال العربي من دوله الى اخرى اجد نفسي اننا فعلاً كنا نعيش في إضحوكة صنعها لنا السياسيين ابتداء من جمال عبد الناصر وانتهاء بالأحزاب الاشتراكية العربية الاخرى الذين كانوا ينادون بالقومية وهم انفسهم لا يعرفوا معنى القومية ولم يقدموا لقوميتهم شيء على العكس فانهم قاموا بتمزيق هذه الامة بشعاراتهم الزائفة وهم من اوصلوا هذه الامه لهذا الحال والا فهل يعقل ان هناك دولة واحدة وتمتلك قومية من غير العرب واليوم باستطاعتها ان تجتاح اغلب الدول العربية فكرياً….
فاين المعادلة في هذا واين القوميين العرب الذين كانوا ينادون بالأمس القريب للوحدة العربية وللامة العربية الواحدة وهم أنفسهم من مزقها الى اشلاء بالأمس القريب وهم انفسهم اليوم ينادون بالتطبيع مع اسرائيل….
اين الشعارات التي كانت تنادي من المحيط الى الخليج انها إضحوكة صنعها لنا السياسيين مثل ما يصنع اليوم لنا سياسيين المرحلة الحالية من تمزيق البلد الواحد وتفريق اهله على اساس الطائفية او على اساس المذهب…
وفي كل الاحوال فإنني اجد انه لا فرق بين من يدعي القومية ولا فرق بين من يدعي الطائفية فقد فرقوا امة بأكملها والاثنان قد كذبوا على الشعوب طيلة ايام الحكم التي سلطهم الله فيها على تلك الشعوب… نعم انها لعبة الخداع على المغفلين وعلى الناس البسطاء الذين اصبحت الاحزاب السياسية تعطيهم وتشد من حماسهم بحكاية المذهبية والقومية وتأخذ منهم قوت يومهم وغذائهم وتنهب ثرواتهم الطبيعية بحجه انهم قد اتوا للمحافظة على القومية ووحدتها او على الطائفة او على المذهب وكلها في النتيجة لسرقة خيرات واموال هذه الشعوب وفي وضح النهار…
هذه الشعوب التي سلط الله عليها من لا يرحمها فاتقوا الله ايها الطائفيون وتذكروا ما حصل للقومين الذين سبقوكم واعلموا ان الضحك على الشعوب لن بجدي نفعاً بعد اليوم…..

أحدث المقالات