18 ديسمبر، 2024 8:08 م

من الاوتار التي تعزف عليها العلمانية هي مسالة الحجاب للمراة وانه كبت وظلم بحق المراة ، هنالك اربعة محاور تخص الحجاب وهي وجوبه ، شكله ، الغاية منه ، هل يحق للفقيه معاقبة من لم تلتزم بالحجاب ؟

وجوب الحجاب امر لا يقبل الجدل ولا الشك فالقران والسنة اكدا على وجوبه ولا نريد الاسهاب فيه ، شكل الحجاب له علاقة بالغاية منه ، وقد حدد الشارع المقدس الغاية من الحجاب هو اخفاء مفاتن المراة ويختلف الحجاب شكلا لكن الغاية واحدة ، لماذا هذا الحجاب للمراة ؟ لان المراة اساس المجتمع ، كيف تكون المراة اساس المجتمع؟ ، لان جريمة الزنا يستطيع ان يهرب منها الرجل بل لا يتاثر بفعله الفاحشة اما المراة فلا تستطيع ذلك بل ويغير كيانها ويفقدها جزء من جسدها ، المراة هي الوعاء الذي ينهل منه المجتمع ديمومته وطهارته فان كان الوعاء طاهر فالمجتمع طاهر واذا ولغت الكلاب في الوعاء فان النجاسات تتفشى في المجتمع .

التمايز بين المراة والرجل لا يحددها الجسد ولا القوة ولا الاستحقاقات المادية اي الانجاب لا يحط من قدرها والرضاعة لا يجعلها وضيعة ، والحجاب لا يمس كرامتها ، فهنالك مجالات تخص المراة سواء كان جسديا او حتى في العمل افضل من الرجل وهنالك اعمال تخص الرجل لا يعني انها ترفع من قدره .

المحور الرابع والمهم ماهو الاثر المترتب على المراة التي لا تلتزم بالحجاب وهل يحق للفقيه الزام النساء بالحجاب ؟ واقعا لا يوجد حد للمراة غير المحجبة ، ولكن يوجد تعزير ، وهنالك من يمنح الحق للفقيه مبسوط اليد وفق تاويل شرعي اي لا وجود للنص ، وهذا التاويل ان الشارع المقدس عزر شخص اقترف العادة السرية بضرب يده ومن ثم تزويجه ، وحقيقة هذا التعليل فيه تحفظ ، ولكن يبقى السؤال هل يحق للفقيه ام لا ؟

هنالك اساليب يستطيع ان يتخذها الفقيه للتشجيع على الحجاب ومنح الامتيازات للمحجبة مع استهجان او الامتعاظ ممن لا ترتدي الحجاب دون المساس بكرامتها ، ويبقى الدور المهم للاعلام في توعية المراة .

اجابة السيد السيستاني على هكذا مسائل وردت له عن اشخاص يشكون من نسائهم بعدم ارتداء الحجاب فكان جوابه :” يجب نهيها عن المنكر وان لم يحتمل في حقها التاثير فالأحوط وجوباً اظهار الكراهة عن فعلها ولا مانع من مصاحبتها إلّا اذا كان تركها موجب لإرتداعها عن المنكر” النهي ووجوب اظهار الكراهية حتى عسى ولعل ان تتعظ .

رب الاسرة من حقه الزام زوجته وبناته بالحجاب طالما تحت رعايته ، واذا ما تزوجت البنت وبعد زواجها خلعت الحجاب فلا ذنب لابيها ولكن على الاب اظهار عدم الرضا والكراهة مع النصح للزوج في نهيها ولا باس حتى منعها من زيارته هذا ما اعتقده انا .

سؤال اخر وجه للمرجعية بالنص ” السؤال: هل يجب على الزوج إلزام زوجته المتبرجة بالحجاب أو منعها من ممارسة بعض المعاصي كسماع الاغاني؟ وما هو الواجب عليه فعله إن لم يستطع ردعها عن ذلك؟

الجواب: يلزمه أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر وفق المراتب المذكورة في الرسالة العملية، وإن لم تستجب فلا شيء عليه بشأنها ولكن لابد أن يتخذ الإجراء المناسب لئلا يؤثر سلوكها المنحرف في تربية أولاده.” …… التفتوا الى عبارة السيد (وإن لم تستجب فلا شيء عليه بشأنها) فهذا يعني ما نريد الوصول اليه .

وهنا اعتقد ان من الوسائل التي يستطيع الفقيه مبسوط اليد اتخاذها مثلا فرص العمل للنساء لتكن شروطها الحجاب ، مثلا منح امتيازات مادية للمراة التي تتحجب وتتزوج ، جعل المدارس المميزة للبنات من شروطها الحجاب ، وكذلك الاسواق وما شابه ذلك مع الجهد الاعلامي في تسليط الضوء على مساوئ خلع الحجاب دينيا ودنيويا .

مجموعة كبيرة من نساء الغرب اعتنقن الاسلام اغلبهن كان سبب الاعتناق هو الحجاب حيث ذكرن ان الحجاب يحفظ شخصيتها ولا يجعلها بضاعة رخيصة للشهوات الحيوانية لدى الرجل .

وانا اقول للمتبرجة ان اظهار زينتك ما غايتك منها ؟ الفات نظر الاخرين فاعلمي ان من لا اخلاق له هو من يمزقك بنظراته الخسيسة اما الشباب المهذب والمؤمن فانه لا يلتفت اليكن اصلا .

واما شكل الحجاب سواء النقاب او البرقع او ما تسمى ( البوشية) فهذا له مقال اخر.