يتندر البعض ممن غاضهم فجر الديمقراطيه الوليدة في العراق قائلين : ما إن يجتمع ثلاث سياسيين عراقيين حتى يشكلوا ثلاثة أحزاب متناحرة!!! وهي كناية عن الفرقة والتشرذم واختلاف ألأجندات و الأيدلوجيات لهده الأطياف.
فيما يشكك آخرون بان الجسم العراقي الموبؤء بأوبئة الاحتلال والإرهاب والفساد . قد تسربل بجلباب الديمقراطية الفضفاض ، ليكون بمشهد المتصابي والمتغاوي الذي يدعي وسامة واشراقة الشباب ، وصفرة الموت تلون وجهه. وعلل شتى تنخر جسده .
وسط هذه الرؤيا الضبابية للواقع اليومي ونحن نشاهد التسويق الإعلامي والدعائي لأتلافات الكتل المرشحة لخوض العملية الانتخابية في نهاية نيسان 2014.
فان من ألحكمه إن ندرك إن عملية الإصلاح السياسية وإشاعة روح اليمقراطيه وتهيئة البنية المناسبة للوصول إلى صناديق الاقتراع بحاجه إلى أدوات فاعلة ومؤثره ، تمس شغاف قلب الناخبين وتحفز عقلهم ووجدانهم لتفعيل الوثوب الجمعي نحو التغيير،واختيار الكفأة الوطنية، والتوجه الطوعي نحو صناديق الاقتراع متسلحين بنضج الوعي السياسي والمزيد من دعم الحقوق المدنية والحريات ألعامه. وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني المستقلة و الغير مجيره بأجندات الحزبية ألضيقه. مع إشاعة ثقافة المشاركة بالقرار و ألمساهمه بالانتخاب عبر قنوات سليمة ومعافاة من أدران الطائفية والفئوية والحزبية.
إن ما نلمسه اليوم إمام هذا الكم الهائل من الماكنه الاعلاميه المهولة والتي تقف ورائها وعلى الأغلب عوامل دعم مادي كبير( قد يشكك في مصادره). واستنساخ برامج انتخابيه هزيلة المحتوى عموميه الإيحاء. لاتغني ولاتسمن للناخب المترقب طوال التجربة الماضية والتي لم يجني منها إلا القليل . تقفز إلى السطح خيارات صعبه وغير واضحة المعالم وتجرجر قلمه للتأشير وفق معايير باليه ومستهجنه لمجتمع تكاد ألاميه السياسة تصل في مكوناته إلى النصف.مترجما خياراته بالانتخاب وفق العنصر القبلي والعلاقات الشخصية والاسريه ثم التخندق المذهبي والحزبي والفكري . مغيبا وعيه الوطني واستحقاقه الإنساني بان يكون فاعلا نحو التغيير للأفضل .
ورغم إن التجربة الانتخابية السابقة لاختيار ممثلي البرلمان قد أفرزت نمطا غريبا من سلوكيات الناخبين اللاهثين وراء أعطيات بخسه ومكاسب ماديه تافهة . بعيدا عن التوجه الوطني لاختيارالكفأة المهنية. لتكون أهم مايميز نتائجها الفساد الإداري والمالي وتراجع الخدمات وتزايد البطالة وتردي الوضع الصحي والتعليمي .مع عدم إغفالنا الكثير مما تحقق من الاستقرار الأمني و استتاب القانون والنظام
وهو تحصيل بديهي لكل تجربه ديمقراطييه ونهضة اصلاحيه
ولتعزيز هذه التجربة في بلدنا يشير المتخصصون بضرورة إن تمر عملية الإصلاح بمحطات تدريجية وتطويريه تكون الانتخابات البرلمانية أخرها وليس أولها . عبر ممارسات انتخابيه في ميادين شتى وفق رؤى صحيحة وسليمة لا إن تختزل هذه الديمقراطية بتأشيرة ناخب مغيب لبصيرة الانتقاء مسلوب لإرادة التغيير .
إن الرهان الأكبر يعتمد على وعي المواطن الغيور على مستقبله ومستقبل أحفاده المواطن الذي يحترم مواطنته وانتمائه لهذه البقعة الطاهرة، و يقيم صوته ذهبا قيمة اعتباريه بوزن وطنه الكبير ، مستلهما من عبّر الماضي ومرارة التجربة فنارا يهتدي به نحو الغد الأجمل و المستقبل المشرق .