وكالات – كتابات :
نأى رئيس مجلس الوزراء العراقي؛ “مصطفى الكاظمي”، اليوم السبت، بحكومته في أن تكون قد منحت إجازة في إعادة تأهيل البناية الكبيرة التي إنهارت وسط العاصمة العراقية؛ “بغداد”.
وقال “الكاظمي”؛ في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ (تويتر)، اليوم: “وجهنا الدفاع المدني باستنفار أقصى الجهود لإنقاذ المحاصرين في المبنى المنهار، راجين أن يمن الله بالصحة عليهم”.
وأردف القول: “وجهنا بفتح تحقيق بالحادث والإجازة الممنوحة في الحكومات السابقة”.
وتابع “الكاظمي” بالقول: “الحادث يؤكد صحة جهود مكافحة الفساد، وإيقاف منح الإجازات العشوائية، وقد واجهت – للأسف – بسببها انتقادات عدة”.
وكانت “مديرية الدفاع المدني”؛ في وقتٍ سابق من صباح اليوم، قد أبلغت بإنهيار بناية مؤلفة من عدة طوابق وسط العاصمة؛ “بغداد”.
وقال العميد “جودت عبدالرحمن”، مدير علاقات وإعلام الدفاع المدني في تصريح صحافي، إن حادث إنهيار لبناية مكونة من أربعة طوابق وقع في منطقة “الكرادة”؛ في “ساحة الواثق”، قرب مطعم قدوري وسط “بغداد”.
ورجح مدير عام الدفاع المدني؛ اللواء “كاظم سلمان بوهان”، وجود نحو: 04 أشخاص محاصرين تحت ركام البناية المنهارة وسط العاصمة “بغداد”.
وأكد “بوهان”، إنقاذ 13 شخصًا من تحت ركام البناية المنهارة، مردفًا بالقول إنه من المُرجح وجود من: 3 – 4 أشخاص محاصرين.
وأضاف أن عمليات الإنقاذ والبحث مازالت مستمرة.
ودعا نائب رئيس “لجنة الصحة والبيئة” النيابية؛ النائب “ماجد شنكالي”، اليوم السبت، إلى فتح تحقيق حكومي موسع وعاجل في حادث إنهيار “بناية المختبر الوطني” للتحليلات المرضية، فيما طالبت “لجنة النزاهة” النيابية؛ “هيئة الاستثمار” الوطنية؛ بتوضيح آلية إعطاء إجازات الاستثمار للمختبرات والعيادات والمستشفيات الأهلية.
وقال “شنكالي”؛ في بيان، إن: “ما حصل اليوم من حادث إنهيار بناية تم إنشاءها بالطرق الحديثة واستغلالها كمختبر وطني للتحليلات في منطقة الكرادة وسط العاصمة؛ بالتعاون بين هيئة الاستثمار الوطنية ووزارة الصحة، يُمثل كارثة كبيرة وتُثير العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب التي أدت إلى هذا الحادث”، متسائلاً: “هل هناك أياد خفية أو دوافع مقصودة لما حصل؛ سواء من جانب الفساد خلال مراحل الإنشاء أو ما تبعها إلى يوم الحادث”.
وأضاف أن: “الحادث تسبب بحصول خسائر بشرية والأعمال ما زالت مستمرة للبحث عن الآخرين تحت الركام”، مشددًا على ضرورة ألّا: “يمر هذا الأمر مرور الكرام”.
وطالب “شنكالي”: بـ”تشكيل لجنة تحقيق حكومية موسعة وعاجلة بمشاركة ممثل عن لجنة الصحة والبيئة النيابية؛ لضمان شفافية التحقيق وعدم حصول أي تسويف أو تلاعب في مراحل التحقيق”.
وأكد أهمية: “محاسبة جميع المتورطين في هذا الحادث بعيدًا عن المجاملات أو التسويف، مع التأكيد على تدقيق جميع المشاريع التي تم إنشاؤها حاليًا بنفس شاكلة إنشاء البناية المنهارة كإجراء استباقي لضمان عدم تكرار أي حوادث مماثلة على المدى القصير أو البعيد”.
من جهتها؛ طالبت عضو “لجنة النزاهة” النيابية؛ “سروة عبدالواحد”، في بيان، “هيئة الاستثمار الوطنية”: بـ”توضيح آلية إعطاء إجازات الاستثمار للمختبرات والعيادات والمستشفيات الأهلية”.
وقالت “عبدالواحد”، إن: “ما حدث اليوم في بغداد من إنهيار مبنى للعيادات الطبية؛ بسببٍ هندسي، يُحتم إعادة النظر بكلِّ الموافقات التي تمنحها هيئة الاستثمار وخصوصًا إضافة بناءٍ على المباني المتهالكة، التي تستوجب الحصول على الموافقات الهندسية من أمانة بغداد، أو المحافظة ضمن خطط مدروسة وليست عشوائية”.
في المقابل؛ ذكر المهندس الاستشاري؛ “عبدالكريم قاسم”، أن: “قبل عشر سنوات أو أكثر طلب منه أحد الأصدقاء في منطقة الفضيلية، تدقيق بناية له وكان النجار موجودًا، وبعد التحقق من الأسس طلب منه ألّا يكمل الطابق الثالث والرابع لأنها لا تتحمل”.
وتابع “قاسم”: “ردّ عليّ النجار أنه قد عمل بناية في الكرادة من ستة طوابق وأن أساسها نفس الأساس؛ وكان أساسًا شريطيًا بعرض متر ونصف وفيها الفضاء الأوسط: 11 مترًا”.
وأضاف: “قلت له (النجار) مستحيل أن تُكمل، وطلبت منه الذهاب فورًا إلى البناية، وفعلاً كما توقعت الهيكل كامل إلا أن (الجكات) باقية من الطابق الأرضي إلى الطابق السادس لإسناد الجسور المتشققة وهم (يلبخونها) كلما ظهر تشقق”.
وأخبر المهندس الاستشاري، أن هذه البناية: “فاشلة إنشائيًا وستنهار يومًا ما، وكنت أراقبها كل ما دخلت شارع سلمان فايق (قرب ساحة الواثق)؛ وقد لاحظت أنهم قد غلفوها بالزجاج لإخفاء الأضرار”، مردفًا بالقول: “أخبرت أشخاصًا عدة ومن بينهم حارس البناية، ولم أتمكن من إخبار الدفاع المدني مع أنه لا توجد جهة جادة في التعامل مع هكذا حالات”.