يُحْكَى أَنَّ قَاضِيًا تُوُفِّيَ خَادِمُهُ فَهَبَّ اَلنَّاسُ مُعَزِّيَيْنِ اَلْقَاضِيَ فِي خَادِمِهِ . وَلَمَّا تُوُفِّيَ اَلْقَاضِي لَمْ يَحْضُرْ أَحَدُ جِنَازَتِهِ لِأَنَّ اَلنَّاسَ مُنْشَغِلِينَ بِتَهْنِئَةِ اَلْقَاضِي اَلْجَدِيدِ .
اَلْعَجَبُ اَلْعُجَابُ فِي كُلٍّ مِنْ بَاعَ نَفْسَهُ هدفه مَصْلَحَةِ مَا وَأَهْدَرَ كَرَامَتَهُ لِأَجَلِ فُتَاتِ اَلْحَيَاةِ . لَيْسَ هُنَاكَ مِنَّا مِنْ لَا يَتَمَنَّى اَلْخَيْرُ لِنَفْسِهِ وَلِذَوِيهِ لَكِنَّ لَايْجَبْ أَنْ تَكُونَ كَرَامَتُنَا جِسْر لِلْوُصُولِ إِلَى هَذَا اَلْخَيْرِ ، وَلَايْجِبْ أَنْ يَكُونَ اَلذُّلُّ وَالْهَوَانُ وَوَطْأَةُ اَلرَّأْسِ هِيَ مَوَادُّ تَعْبِيدِ طَرِيقِ اَلْوُصُولِ إِلَى اَلْخَيْرِ . أَنَّ مِنْ يُهْدِرُ كَرَامَتَهُ أَمَامَ مِنْ لَايسْتَحَقْ وَلَمْ يَكُنْ فِي يَوْمِ مَا جَنَاحُ بَعُوضَةٍ هُوَ إِنْزَالٌ بِالنَّفْسِ لِأَدْنَى مَرَاتِبِ ضَعْفِ اَلشَّخْصِيَّةِ وَعَدَمِ اِسْتِقْرَارِهَا وَدَلَالَةِ وَاضِحَةٍ عَلَى اَلضَّعْفِ اَلسَّابِتْ فِي اَلْأَعْمَاقِ .
أَنَّ كَثْرَةَ اَلْأَمْوَالِ عِنْدَ مَنْ كَانَ قَدِيمًا إِمَّعَةً وَصَارَ يَتَرَأَّسُ مَجَالِسَ اَلناس حَدِيثًا لَايسْتَحَقْ مِنَّا أَنَّ نَتَذَلَّلَ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةٍ زَائِلَةٍ بِزَوَالِ هَذَا اَلْإِمَّعَةَ .
اَلانْسَانْ أَنْ ضَاعَتْ كَرَامَتُهُ ضَاعَ كُلُّ شَيْءِ فِيهِ فَمَدْحُكَ لِشَخْصٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ هُوَ هَدْرُ لِكَرَامَتِكَ وَتَشَدُّقَكَ بِالْكَلَامِ فِي مَجَالِسَ اَلْإِمَّعَةِ هُوَ هَدْرُ لِكَرَامَتِكَ وَالشِّعْرِ اَلَّذِي لَمْ يَصِفْ أَحَدُ بِمِثْلِهِ لِلَامِعِهِ هُوَ هَدْرُ لِكَرَامَتِكَ وَالزِّيَارَاتُ اَلْمُتَكَرِّرَةُ لِإِثْبَاتِ إِخْلَاصِكَ هُوَ هَدْرُ لِكَرَامَتِكَ . أَنَّ اَلتَّمَلُّقَ وَالنِّفَاقَ وَالْكَذِبَ اَلَّذِي تَبْغِي بِهُمَا اَلْوُصُولُ لِغَايَتِكَ اَلْمَنْشُودَةِ هُمَا بِمَثَابَةِ إِطْلَاقِ اَلْعِنَانِ لِالسَّنَةِ اَلنَّاسَ بِوَصْفِكَ بِعِبَارَاتٍ أَنْتَ وَصَمْتَ نَفْسِكَ بِهَا دُونَ أَنَّ تَعَلُّم وَرُبَّمَا تَقُولُ هَؤُلَاءِ تَحَمَّلُوا إِثْمُ غَيْبَتِي وَحِينِهَا أَقُولُ لَكَ لَا غَيْبَةً لِفَاسِقٍ . دُمْتُمْ بِخَيْر
ظاهر حلو الظاهر