اكثر المخاطر التي تعرضت لها الاحزاب الوطنية التقدمية في العالم ومنها العراق اختراقها من قبل مندسبن انتهازيين ووصوليين او تابعين لاجهزة الانظمة الحاكمة واحزابها ، ولم تستطع هذه الاحزاب صاحبة التجارب النضالية الطويلة والخبرات من انقاذ انفسها من هذه النماذج الوضيعة المندسة وتعرضت بسببها الى هزات ونكسات كثيرة .. وتشرين الثورة التي انطلقت بعفوية الشباب وحماستهم ونقائهم في تشرين الاول 2019 ليست استثناءً ، خاصة وان النشطاء فيها خاصة الشباب منهم ليس لهم تجارب سياسية سابقة كما انهم غير قادرين على وضع حد لهؤلاء المندسين وبمختلف عناوينهن والاهداف التي تسللوا الى الثورة من اجلها .. من التجني والظلم ان نحمل شباب تشرين فوق طاقتهم ونحملهم مسؤولية فشلهم في تنقية ساحات الثورة في بغداد والمحافظات من خطورة المندسين بين صفوفهم ،فهذه مسؤوليتنا كمواطنين في الفرز بين الثائر الحقيقي وغيره من المندسيين سواء من احزاب السلطة او اجهزتها او انتهازيين يتحينون فرصة للحصول على منصب حكومي متميز هنا وهناك ..شاهدناهم في ساحات التظاهرات يزايدون بالشعارات على شباب تشرين الحقيقيين بل يتقدمون الصفوف وصاروا نجوماً في بعض الفضائياتوتتعالى اصواتهم بهتافات وطنية رنانه ولديهم مجاميع تحملهم على الاكتاف . شباب تشرين وبرغم قلة تجربتهم شخصوا عدد غير قليل منهم غير انهم لايستطيعون فعل شيء لهم عدا التحذير منهم بحسب الامكانات المتاحة .. فالتشرينيون يدركون ان اي احنكاك او مواجهة وصدام مع هؤلاء المندسين يضعف الثورة وهذا ما تريده احزاب السلطة واجهزتها .. لاندعي ان عملية فرزهم سهلة فبعضهم يجيد التمثيل ويتقن لعبة الخداع ، غير ان استمرار الثورة والتمسك بثوابتها الوطنية وعدم الانحراف عن مساراتها هي الكقيلة بفضحهم وهي التي تسقط عنهم اقنعة الزيف والتضليل برغم ما قد يؤدي ذلك من مشاكل في مسيرة الانتفاضة وخططها .. نعم تشرين الثورة دفعت ثمنا كبيراً من ممارسات المندسين وطروحاتهم وكلنا نتذكر ما قامت به مجاميع المندسين من ممارسات مشينه في المطعم التركي وفي مخيمات الاعتصام لتشويه وجه الثورة تمهيداً لانهائها خابوا وخاب مخططهم .. وكلنا عشنا وشاهدنا ما فعله البعض من المحسوبين على التشرينيين ومزايداتهم في ساحات الثورة ليتخلوا بعدها عن كل ذلك بعد حصولهم على مواقع حكومية او مقاعد في مجلس النواب ، وهم ما زالوا يؤدون الدور الخبيث المطلوب منهم بفاعلية ويستمرون في تقمص دورهم بلا خجل برغم علمهم بسقوط اقنعتهم امام الشعب فيراهنون على امكانية افشال هدف تشرين في تغيير شامل وجذري فتراهم يغلفون طروحاتهم ومشاريعهم الترقيعية بالحرص على الوطن والمواطنين .. هؤلاء المندسين هم الاخطر فاحذروهم احذروهم فهم ينفثون سمومهم بالخفاء . وتبقى تشرين ثورة وطن مستمرة ولو كره الفاسدون .. حمى الله العراق وشعبه وشبابه الابطال وبشر الصابرين .